أثار اسم فيلم "عشر سنين" في حملته الدعائية جدلاً واسعًا بين أوساط الفلسطينيين، وتحديدًا بغزة، كون استنتاجات شُبان المدينة المحاصرة إسرائيليًا انصبت نحو حدثٍ له علاقة بسنوات حصار الاحتلال للقطاع، قبل أن يُكشف الستار عن ذلك الغموض بعرض ترويجي لأول فيلم درامي طويل من غزة، السبت، يتناول الحقبة ما بين 1999-2009.
وبعد سلسلة من النجاحات حققها المخرج الفلسطيني علاء العالول، عبر إنتاج أفلام وثائقية تناولت قصصًا حيّة من واقع غزة وارتبط جزءٌ منها بالحرب الأخيرة على القطاع صيف عام 2014، وما تبِعها، غامر الغزّي بتنفيذ فكرته الروائية والتي عمل على بلورتها قبل ثلاث سنوات، منتظرًا الفُرصة لجعلها واقعًا يُحيي به السينما الفلسطينية.
وقبيل البدء بتنفيذ تلك الفكرة الروائية الأولى من غزة، عكف العالول على جس نبض المشاهد الفلسطيني وشغفه للسينما الفلسطيني بإنتاج فيلم قصير بعنوان "خطة بديلة" لم يتجاوز النصف ساعة، تدور أحداثه عن مطاردات المخابرات الإسرائيلية للفلسطينيين في الضفة الغربية، والتي أوصلته لنتيجة إيجابية خاض بها إنتاج فيلم أطول مدته ساعتان ونصف.
وأوضح العالول لـ"العربي الجديد"، أنه في شهر أكتوبر/تشرين الأول 2016، بدأ الفريق بكتابة السيناريو واستمر لمدة 3 أشهر، قبل أن يبدأوا تصوير الفيلم في أواخر شهر يناير/كانون الثاني من العام الجاري، مستمرًا لنحو 6 أشهر، عاكفين على العمل يوميًا لما لا يقل عن 7 ساعات لإنجاز الفيلم في أقصر وقت ممكن.
وعن اختياره لاسم "عشر سنين"، قال العالول: "جميع التساؤلات التي طُرحت عن الحملة الدعائية للفيلم كانت مقصودة، بمعنى أن الواقع الصعب في غزة يدور حول سني الحصار الإسرائيلي، وبالتالي فإن اختيار هكذا اسم للفيلم سيحقق رواجه المطلوب، في وقت سيتبين أن الفيلم يدور حول عشر سنوات تبدأ من الانتفاضة الفلسطينية الثانية".
ويضيف المخرج الفلسطيني أن الفيلم يتناول قضية الأسرى بشكل خاص، ومشكلة أن إسرائيل تُسوق لنفسها على أنها دولة قانون بشكل عام، في إطار عرض قصصي مليء بـ"الأكشن"، يبحثون به عن الحق وبراءة الفلسطينيين، مصطدمةً بممارسات الاحتلال ضدهم من تعذيب وتحقيق داخل الزنازين.
وبيّن العالول الذي يدير شركته الخاصة بالإنتاج، أن تكلفة إنتاج الفيلم وصلت لآلاف الدولارات، مستعينة بفريق كامل ضم نحو 50 شخصًا، حيث ناقش في مشاهده عروضًا من الأحداث تدور حول غزة بشكل خاص، وشيءٍ من الأراضي المحتلة عام 1948 ومصر.
وهدف المخرج الفلسطيني في فيلمه إلى إيضاح أهمية الأعمال الروائية الفلسطينية كونها تغيب عن دائرة شركات الإنتاج الإعلامي في غزة، ودور رجال الأعمال في استثمار أموالهم في إنتاج هكذا نوع من الأفلام، عدا عن عدم وجود أكاديميات في القطاع تختص بتعليم صناعة الأفلام.
ولفت العالول إلى أن غزة تعاني من عدم وجود أرضيات خصبة للتصوير، حيث يحاول المخرج الفلسطيني التغلب على ذلك بإعادة تدوير ما لديه من أماكن لتصبح صالحة للمشاهدة والإقناع، فضلاً عن الجهد في مناقشة المشاهد المتعلقة بما يدور خارج غزة، بمناطق تتشابه إلى حد ما مع الطبيعة الجغرافية لمصر والداخل المحتل.
وأشار إلى أن القرار الصعب للمخرج الفلسطيني هو الشروع بإنتاج فيلم درامي بغزة، حيث يعاني من مشاكل متعلقة بمواقع التصوير وغياب الممثلين، عدا عن ضعف البيئة التسويقية للأفلام، وغياب ثقة المشاهد بالمنتج المحلي، وبطبيعة الحال مشكلة الكهرباء الأساسية المؤثرة على جميع مناحي الحياة في القطاع المحاصر.
وعن رسالة فيلم "عشر سنين"، أكد العالول على ضرورة بقاء حالة الصمود الفلسطيني في وجه الاحتلال والمشاكل المحيطة، غير أن الرسالة الأساسية للفيلم تذهب نحو الوطن العربي والغربي، في إيصال حقيقة أن "إسرائيل دولة بعيدة كل البعد عن القانون في وقت تدعي هي ذلك أمام العالم وتُغيب حقيقة أنها دولة احتلال".