"غبقة" قطر
الدوحة
العربي الجديد
الغبقة الرمضانيّة تقليد تاريخي اجتماعي في دول الخليج العربي، ومنها قطر، وهي وليمة تقام قبل منتصف الليل، بعد صلاة التراويح، وقد اعتاد أبناء دول الخليج إقامة الغبقات الرمضانية في ليالي الشهر الفضيل، خصوصاً في الأيام العشرة الأخيرة، ويدعون الأهل والأصدقاء إلى بيوتهم. بالنسبة إليهم، هذه فرصة لتعزيز التعارف والترابط الاجتماعي. وغالباً ما تقام الغبقة بين الساعة الحادية عشرة ليلاً والثانية صباحاً، ليسهل على المدعوين تلبية الدعوة. وعند إحيائها، يلتزم الجميع باللباس التقليدي، وإبراز كل ما له علاقة بالتراث.
وأصل الغبقة في اللغة الغبوق، وهي عادة عربية قديمة تعني تناول الطعام في وقت متأخر من الليل. خلالها، تعدّ وجبة "لِمحَمَر"، المكونة من الأرز المطبوخ بخلاصة التمر، والسمك الصافي المقلي. وبقيت هذه الوجبة متربّعة على سفرة الغبقة حتى ستينيات القرن الماضي، لتنضم إليها أطباق أخرى.
الغبقة هي العودة إلى عادات وأطعمة معيّنة. فللشهر الكريم مأكولاته التي يشتهر بها، أهمها الثريد (خبز مفتوت ولحم ومَرَق) الذي يحل محل العيش (الأرز)، والهريس (القمح المغلي المهروس أو المطحون مع اللحم). أما السمك، فيكون شبه معدوم ويحل محله اللحم الذي عادة ما يكون متوافراً بكثرة. لهذا تكون الغبقة.
في الماضي، كانت الغبقة تتكوّن من البرنيوش، وهو عيش مطبوخ بالسكر أو الدبس أو عسل التمر، إضافة إلى السمك المشوي أو المقلي أو المطبوخ. وهناك من يفضل المكبوس، فيما يختار آخرون المشخول (أرز أبيض مع الدجاج). وهذه كلّها أكلات شعبية لا تقدّم عند وجبة الإفطار. كذلك، تقدّم حلويات مثل الساقوا واللقيمات أو النشاء أو العصيدة أو البلاليط، إضافة إلى التمر والشاي والقهوة.
اقــرأ أيضاً
ومن الأسماء التي تطلق على شهر رمضان في قطر، شهر الغبقات. والهدف من التسمية هو التجمّع. للشباب والرجال والنساء أماكنهم الخاصة للتجمع. وهذه الوليمة التي تتسع دائرتها ويكثر عدد مدعويها، لا يشترك فيها غريب ولا بعيد، وتنحصر فقط بأهل الحي والمنطقة. هؤلاء يجتمعون ويتفقون على أصناف الأكل والحلويات والمشروبات. وعادة ما تقام كل يوم أو يومين في بيت أحدهم لتجمعهم الألفة والمحبة على مائدة واحدة. النساء أيضاً يجتمعن ويستعدن شريط الذكريات، خصوصاً أنهن يقطنّ في الحي نفسه. الطقوس االرمضانية في قطر لا تقف عند هذا الحد، فهي كثيرة، منها تبادل المأكولات الرمضانية بين الجيران، والتي تتميز بغنى أطباقها التقليدية.
وفي غرة رمضان، تحرص العائلات على الاجتماع في "البيت العود"، أي بيت الجد، تعزيزاً لصلة الرحم علهم يكسبون أجراً مضاعفاً خلال الشهر، والذي تتعزز فيه الروابط الأسرية وتبرز أواصر العلاقة بين أفراد الأسرة الواحدة.
وتعد "الغبقة" عادة مفيدة من الناحية الصحية، وفيها يتناول المدعوون الوجبة الرئيسة بعد إفطار خفيف، وهي نظام غذائي مفيد للمرضى، خصوصاً مرضى السكري الذين يُفضّل أن يتناولوا وجبات صغيرة عدة.
وخلال السنوات الأخيرة، اهتمّت الفنادق والخيام الرمضانية في قطر بهذا التقليد الرمضاني. وباتت الغبقات موجودة في الفنادق والخيام الرمضانية، إذ وجدت الشركات والهيئات الحكومية ومؤسسات المجتمع المدني فيها فرصة لتعزيز علاقات منتسبيها، وكسر الهوة بين المسؤولين والعاملين في جلسات حميمة بعيداً عن أجواء العمل. وحرص القائمون على الفنادق والخيام على إدخال بعض الألعاب الشعبية والمسابقات مع جوائز للفائزين، إضافة إلى إحياء بعض الأغاني الشعبية وإقامة ليالي سمر خلال فترة السحور، على أن تنتهي قبل أذان الفجر.
اقــرأ أيضاً
وأصل الغبقة في اللغة الغبوق، وهي عادة عربية قديمة تعني تناول الطعام في وقت متأخر من الليل. خلالها، تعدّ وجبة "لِمحَمَر"، المكونة من الأرز المطبوخ بخلاصة التمر، والسمك الصافي المقلي. وبقيت هذه الوجبة متربّعة على سفرة الغبقة حتى ستينيات القرن الماضي، لتنضم إليها أطباق أخرى.
الغبقة هي العودة إلى عادات وأطعمة معيّنة. فللشهر الكريم مأكولاته التي يشتهر بها، أهمها الثريد (خبز مفتوت ولحم ومَرَق) الذي يحل محل العيش (الأرز)، والهريس (القمح المغلي المهروس أو المطحون مع اللحم). أما السمك، فيكون شبه معدوم ويحل محله اللحم الذي عادة ما يكون متوافراً بكثرة. لهذا تكون الغبقة.
في الماضي، كانت الغبقة تتكوّن من البرنيوش، وهو عيش مطبوخ بالسكر أو الدبس أو عسل التمر، إضافة إلى السمك المشوي أو المقلي أو المطبوخ. وهناك من يفضل المكبوس، فيما يختار آخرون المشخول (أرز أبيض مع الدجاج). وهذه كلّها أكلات شعبية لا تقدّم عند وجبة الإفطار. كذلك، تقدّم حلويات مثل الساقوا واللقيمات أو النشاء أو العصيدة أو البلاليط، إضافة إلى التمر والشاي والقهوة.
ومن الأسماء التي تطلق على شهر رمضان في قطر، شهر الغبقات. والهدف من التسمية هو التجمّع. للشباب والرجال والنساء أماكنهم الخاصة للتجمع. وهذه الوليمة التي تتسع دائرتها ويكثر عدد مدعويها، لا يشترك فيها غريب ولا بعيد، وتنحصر فقط بأهل الحي والمنطقة. هؤلاء يجتمعون ويتفقون على أصناف الأكل والحلويات والمشروبات. وعادة ما تقام كل يوم أو يومين في بيت أحدهم لتجمعهم الألفة والمحبة على مائدة واحدة. النساء أيضاً يجتمعن ويستعدن شريط الذكريات، خصوصاً أنهن يقطنّ في الحي نفسه. الطقوس االرمضانية في قطر لا تقف عند هذا الحد، فهي كثيرة، منها تبادل المأكولات الرمضانية بين الجيران، والتي تتميز بغنى أطباقها التقليدية.
وفي غرة رمضان، تحرص العائلات على الاجتماع في "البيت العود"، أي بيت الجد، تعزيزاً لصلة الرحم علهم يكسبون أجراً مضاعفاً خلال الشهر، والذي تتعزز فيه الروابط الأسرية وتبرز أواصر العلاقة بين أفراد الأسرة الواحدة.
وتعد "الغبقة" عادة مفيدة من الناحية الصحية، وفيها يتناول المدعوون الوجبة الرئيسة بعد إفطار خفيف، وهي نظام غذائي مفيد للمرضى، خصوصاً مرضى السكري الذين يُفضّل أن يتناولوا وجبات صغيرة عدة.
وخلال السنوات الأخيرة، اهتمّت الفنادق والخيام الرمضانية في قطر بهذا التقليد الرمضاني. وباتت الغبقات موجودة في الفنادق والخيام الرمضانية، إذ وجدت الشركات والهيئات الحكومية ومؤسسات المجتمع المدني فيها فرصة لتعزيز علاقات منتسبيها، وكسر الهوة بين المسؤولين والعاملين في جلسات حميمة بعيداً عن أجواء العمل. وحرص القائمون على الفنادق والخيام على إدخال بعض الألعاب الشعبية والمسابقات مع جوائز للفائزين، إضافة إلى إحياء بعض الأغاني الشعبية وإقامة ليالي سمر خلال فترة السحور، على أن تنتهي قبل أذان الفجر.