ليلة السبت الماضي، بثت قناة "لنا" السورية الخاصة الحلقة الأولى من برنامجها الجديد المنوع "لازم نحكي"، ويشترك في تقديمه كل من الممثلة السورية رنا شميس والإعلامي اللبناني تمام بليق، الذي يتمتع بشهرة كبيرة بسبب ما قدمه في وقتٍ مضى من برامج فنية فضائحية.
لا يتعدى زمن الحلقة الساعة الواحدة، ومع ذلك فإن البرنامج تطرق خلال هذه المدة القصيرة إلى عدد كبير من القضايا المختلفة، من حيث الأسلوب والنوع؛ إذ تم تقسيم الحلقة إلى أربع فقرات غير متناسقة، تضم الأولى عدداً كبيراً من الضيوف، يعمل جميعهم في قطاع الإعلام، لمناقشة مسائل لم يتم تداولها من قبل على شاشة سورية، كمسألة حرية الإعلام في سورية.
في الفقرة الثانية، ينحدر البرنامج بشكل غريب للحديث عن إطلالات الفنانين المثيرة للجدل بمشاركة من تم وصفه بـ"نجم السوشيال ميديا"، عبد الله عقيل، الذي بدا ثقيل الدم وفظاً بتعليقه على جميع الأخبار القديمة التي قرأها المقدمان. في الفقرة الثالثة، ينتقل مقدما البرنامج لمناقشة ظواهر اجتماعية وطبية بحضور متخصصين من سورية ولبنان. بينما يتحول مقدما البرنامج في الفقرة الرابعة والأخيرة إلى مهووسين بالنجم الذي يستضيفانه، الذي كان شادي أسود، ليبدؤوا بالتقاط الصور والفيديوهات له وهو يغني، في لوحة مبالغ فيها من التعظيم.
ورغم أن "لازم نحكي" بدا بحلقته الأولى مفتقداً للهوية، إذ إن فقراته بدت غير مترابطة، وكانت مقتضبة وغير مُشبَعة، إلا أنه تمكن من جذب عدد كبير من المتابعين، فتصدرت الهاشتاغات الخاصة به قائمة الهاشتاغات الأكثر تداولاً على "تويتر" في لبنان خلال اليومين التاليين. ربما يعود الفضل بذلك إلى الشعبية التي يتمتع بها بليق، وللتساؤلات الغريبة والحوارات العنصرية التي وردت بالبرنامج، ولا سيما في ربعه الأول.
انطلق النقاش في الحلقة من افتراض أن البرامج التلفزيونية اللبنانية هي الأفضل في العالم العربي، وأن الدراما السورية تتربع على عرش الدراما العربية، وتلا هذه الافتراضات نقاش حول سبب فشل السوريين في صناعة برامج تلفزيونية ناجحة. ورغم أن النقاش بدا مفتوحاً بمشاركة أربعة إعلاميين، اثنين من سورية ومثلهما من لبنان، إلا أن نتائجه لم تخرج إطلاقاً من نطاق الافتراضات الأولى التي صيغت بشكل ريبورتاج؛ فأجمع الضيوف على علو شأن اللبنانيين والسوريين، كلُ في نطاقه، وتعاملوا مع الفرضيات الأولى وكأنها مسلمات، وحطوا من شأن باقي الشعوب العربية وكل ما تقدمه في مجال الدراما والبرامج التلفزيونية، مع تقديم تنازل وحيد للمصريين، الذين تم وصفهم بملوك السينما.
تعليقات الجميع بدت عنصرية وجارحة، بغية الترويج لصور نمطية تكرس ثنائية الشراكة اللبنانية - السورية التي تتبناها قناة "لنا" كمنهج في برامجها، وقد كان ضحية هذه العنصرية باقي العرب، ولا سيما دول الخليج العربي، التي تمت الإشارة إليها بوصفها دولاً منغلقة لا تملك سوى المال، وتفتقد للكوادر البشرية المبدعة التي يتمتع بها لبنان وسورية فقط؛ فأنكر المشاركون بالحوار نجاح أي برنامج تلفزيوني عربي غير لبناني، من خلال تعويم بعض النماذج اللبنانية والتعظيم من شأن لبنان بوصفه "نقطة التقاء الغرب والشرق"، كما تم تهميش كل الدراما العربية الناجحة عدا السورية منها، وتمت الإشارة إلى "المؤامرة" التي تعرضت لها الدراما السورية من قبل رؤوس الأموال العربية التي حاولت أن تستبدلها بالدراما التركية المدبلجة.
اقــرأ أيضاً
أما في ما يتعلق بالنقاش حول أسباب فشل البرامج التلفزيونية السورية، فقد تم إغفال كل العوامل الحقيقية التي تحدّ من نجاح الإعلام السوري، وعلى رأسها ممارسات النظام القمعية، التي وصلت في بعض الأحيان لاعتقال إعلاميين سوريين، كان البعض منهم مؤيداً للنظام، كما هو الحال في حادثة وسام الطير، صاحب موقع "دمشق الآن". وعندما أشار الإعلاميون اللبنانيون بتحفظ إلى أن المشكلة لها جذور مرتبطة بحرية الإعلام، غير المحققة في سورية، رد السوريون على هذه الكلمات بلسان أجهزة المخابرات السورية، ليجردوا بعض السوريين من حقهم بالجنسية السورية، كما هو الحال عندما ذُكر اسم أصالة نصري، التي قيل عنها "غير مرحب بها في سورية"؛ ليبدو أن النقاش يدور بحلقة مفرغة وعقيمة عن تمجيد النظام القمعي وإلقاء المسؤولية في نهاية المطاف على الجمهور غير المؤهل لاستيعاب برنامج بجرعة زائدة من الجرأة.
في بعض اللحظات، بدا واضحاً أن الترويج للنظام السوري وتلميع صورته هو أحد أبرز أهداف البرنامج، ولا سيما في الفقرة الأخيرة التي كان بطلها شادي أسود، صاحب أغنية "نحن رجالك بشار"، ليتم وصف أغانيه بالملتزمة والوطنية؛ والذي تكفل بإنهاء الحلقة بأغنية كفّر بها السوريين الذين انتفضوا على النظام السوري.
في الفقرة الثانية، ينحدر البرنامج بشكل غريب للحديث عن إطلالات الفنانين المثيرة للجدل بمشاركة من تم وصفه بـ"نجم السوشيال ميديا"، عبد الله عقيل، الذي بدا ثقيل الدم وفظاً بتعليقه على جميع الأخبار القديمة التي قرأها المقدمان. في الفقرة الثالثة، ينتقل مقدما البرنامج لمناقشة ظواهر اجتماعية وطبية بحضور متخصصين من سورية ولبنان. بينما يتحول مقدما البرنامج في الفقرة الرابعة والأخيرة إلى مهووسين بالنجم الذي يستضيفانه، الذي كان شادي أسود، ليبدؤوا بالتقاط الصور والفيديوهات له وهو يغني، في لوحة مبالغ فيها من التعظيم.
ورغم أن "لازم نحكي" بدا بحلقته الأولى مفتقداً للهوية، إذ إن فقراته بدت غير مترابطة، وكانت مقتضبة وغير مُشبَعة، إلا أنه تمكن من جذب عدد كبير من المتابعين، فتصدرت الهاشتاغات الخاصة به قائمة الهاشتاغات الأكثر تداولاً على "تويتر" في لبنان خلال اليومين التاليين. ربما يعود الفضل بذلك إلى الشعبية التي يتمتع بها بليق، وللتساؤلات الغريبة والحوارات العنصرية التي وردت بالبرنامج، ولا سيما في ربعه الأول.
انطلق النقاش في الحلقة من افتراض أن البرامج التلفزيونية اللبنانية هي الأفضل في العالم العربي، وأن الدراما السورية تتربع على عرش الدراما العربية، وتلا هذه الافتراضات نقاش حول سبب فشل السوريين في صناعة برامج تلفزيونية ناجحة. ورغم أن النقاش بدا مفتوحاً بمشاركة أربعة إعلاميين، اثنين من سورية ومثلهما من لبنان، إلا أن نتائجه لم تخرج إطلاقاً من نطاق الافتراضات الأولى التي صيغت بشكل ريبورتاج؛ فأجمع الضيوف على علو شأن اللبنانيين والسوريين، كلُ في نطاقه، وتعاملوا مع الفرضيات الأولى وكأنها مسلمات، وحطوا من شأن باقي الشعوب العربية وكل ما تقدمه في مجال الدراما والبرامج التلفزيونية، مع تقديم تنازل وحيد للمصريين، الذين تم وصفهم بملوك السينما.
تعليقات الجميع بدت عنصرية وجارحة، بغية الترويج لصور نمطية تكرس ثنائية الشراكة اللبنانية - السورية التي تتبناها قناة "لنا" كمنهج في برامجها، وقد كان ضحية هذه العنصرية باقي العرب، ولا سيما دول الخليج العربي، التي تمت الإشارة إليها بوصفها دولاً منغلقة لا تملك سوى المال، وتفتقد للكوادر البشرية المبدعة التي يتمتع بها لبنان وسورية فقط؛ فأنكر المشاركون بالحوار نجاح أي برنامج تلفزيوني عربي غير لبناني، من خلال تعويم بعض النماذج اللبنانية والتعظيم من شأن لبنان بوصفه "نقطة التقاء الغرب والشرق"، كما تم تهميش كل الدراما العربية الناجحة عدا السورية منها، وتمت الإشارة إلى "المؤامرة" التي تعرضت لها الدراما السورية من قبل رؤوس الأموال العربية التي حاولت أن تستبدلها بالدراما التركية المدبلجة.
أما في ما يتعلق بالنقاش حول أسباب فشل البرامج التلفزيونية السورية، فقد تم إغفال كل العوامل الحقيقية التي تحدّ من نجاح الإعلام السوري، وعلى رأسها ممارسات النظام القمعية، التي وصلت في بعض الأحيان لاعتقال إعلاميين سوريين، كان البعض منهم مؤيداً للنظام، كما هو الحال في حادثة وسام الطير، صاحب موقع "دمشق الآن". وعندما أشار الإعلاميون اللبنانيون بتحفظ إلى أن المشكلة لها جذور مرتبطة بحرية الإعلام، غير المحققة في سورية، رد السوريون على هذه الكلمات بلسان أجهزة المخابرات السورية، ليجردوا بعض السوريين من حقهم بالجنسية السورية، كما هو الحال عندما ذُكر اسم أصالة نصري، التي قيل عنها "غير مرحب بها في سورية"؛ ليبدو أن النقاش يدور بحلقة مفرغة وعقيمة عن تمجيد النظام القمعي وإلقاء المسؤولية في نهاية المطاف على الجمهور غير المؤهل لاستيعاب برنامج بجرعة زائدة من الجرأة.
في بعض اللحظات، بدا واضحاً أن الترويج للنظام السوري وتلميع صورته هو أحد أبرز أهداف البرنامج، ولا سيما في الفقرة الأخيرة التي كان بطلها شادي أسود، صاحب أغنية "نحن رجالك بشار"، ليتم وصف أغانيه بالملتزمة والوطنية؛ والذي تكفل بإنهاء الحلقة بأغنية كفّر بها السوريين الذين انتفضوا على النظام السوري.