"مؤتمر العلوم الاجتماعية": مقاربة عابرة للتخصصات
تتعدّد الإشكاليات التي تواجه حقل العلوم الاجتماعية في مسارات البحث والتطبيق في العالم العربي، حيث تشير العديد من الملتقيات المتخصّصة التي يزداد انعقادها مؤخراً، إلى عدة مشاكل في المناهج التي لم تُحّدث في معظم الجامعات العربية، ولا تستجيب للتطورات المتسارعة خلال العقود الأخيرة في هذا المجال.
كما استُنسخت الموضوعات والمناهج والأطروحات عن المنظور الغربي بحيث تظهر مقطوعة الصلات عن محيطها من ناحية النظرية، وينسحب الأمر عند التطبيق مع غياب الاهتمام الرسمي بها كمبحث يناقش حلولاً لأزمات الواقع، الذي يتزامن مع فقر المعلومات والمسوحات والبيانات والإحصائيات التي يجب توافرها للباحثين لتقديم مقارباتهم حول الظواهر والقضايا الراهنة.
"العلوم الاجتماعية بين التصورات والممارسات.. مقاربة نسقية عابرة للتخصصات" عنوان المؤتمر الدولي الذي ينظّمه "المعهد العالي للدراسات التطبيقية في الإنسانيات" في مدينة توزر التونسية ابتداءً من اليوم، ويتواصل حتى غدٍ، بالتعاون مع "جامة قفصة" و"مخبر الطفولة والتربية ما قبل التمدرس" و"مخبر الدراسات الاجتماعية والنفسية والأنتربولوجيا" و"مخبر القياس والدراسات النفسية" في الجزائر.
يهدف المؤتمر إلى "بناء واقتراح تصورات وحلول لمختلف المشكلات الاجتماعية الراهنة، وطرح ومعالجة مختلف الممارسات الميدانية ضمن حقول العلوم الاجتماعية، وتوضيح الانتظارات، والكشف من مواطن القصور في التصورات والممارسات"، بحسب بيان المنظّمين.
يتضمّن البرنامج ثلاث حلقات نقاشية، هي: "إشكاليات ومعيقات البحث العلمي في العلوم الاجتماعية"، و"جدلية الكم والكيف في العلوم االجتماعية"، و"مقاربات نظرية عربية في العلوم الاجتماعية (العلوم النفسية والتربوية/ علم الاجتماع)، إلى جانب ورشة عمل حول "منهجية البحث والنشر العلمي في العلوم الاجتماعية".
يناقش المشاركون عدّة محاور، منها العلوم الاجتماعية بين التأصيل والتوطين، والتكوين الجامعي، والاختبارات والمقاييس (واقع البناء والتطبيق وصلاحية المنتائج)، وإشكالية التكامل بين التأصيل النظري والنتاج الكمي والتأويل المنطقي للظواهر الاجتماعية والنفسية، والعلوم الاجتماعية بين حتمية العبر الثقافي والخصوصية الثقافية، والمقاربات النسقية للبحوث الاجتماعية بين الخصوصية الذاتية والشمولية المعرفية.
إلى جانب تخصيص مداخلات حول تجارب السوسيولوجيا العربية الحديثة في دراسة الظواهر الاجتماعية، وتجارب السيكولوجيا العربية الحديثة في دراسة الخصائص والسمات النفسية والتربوية.
