قال الرئيس التركي، رجب طيب أردوغان، اليوم الإثنين، إنه سيوافق على أي قرار يصدر عن البرلمان بخصوص إعادة عقوبة الإعدام لمحاسبة المسؤولين عن محاولة الانقلاب الفاشلة التي شهدتها البلاد، يوم الجمعة الماضي، لافتاً إلى أن أنقرة ستقدم طلباً رسمياً لتسليم فتح الله غولن خلال أيام.
وفي أول مقابلة تلفزيونية بعد محاولة الانقلاب، مع قناة CNN، قال خلال رده على سؤال حول المطالبات بإلحاق عقوبة الإعدام بحق المخططين للانقلاب: "هناك جريمة خيانة واضحة والطلب (إلحاق عقوبة الإعدام) لا يمكن أبداً أن يتم رفضه من قبل حكومتنا، ولكن بطبيعة الحال سيتطلب الأمر قراراً برلمانياً، وبعد ذلك، وكرئيس للبلاد، سأوافق على أي قرار يصدر عن البرلمان".
وأضاف: "الآن لدى الناس فكرة بعد العديد من الأحداث الإرهابية، أن الإرهابيين لابد من قتلهم، ولا يرون أي نتيجة أخرى مثل السجن المؤبد، لماذا ينبغي إبقاؤهم وإطعامهم في السجون على مدى سنوات مقبلة، يريدون (الناس) نهاية سريعة، لأن الناس فقدوا أطفالاً، أعمارهم ثماني سنوات وشباباً بعمر 15 سنة و20 سنة ممن قتلوا للأسف في هذه الأحداث، هناك أمهات وآباء حزينون ويعانون والناس يمرون بأوقات حساسة وعلينا التعامل بطريقة حساسة للغاية".
وتحدث أردوغان عن تفاصيل المحاولة الانقلابية، قائلاً: إنه كان في إجازة مع زوجته وصهره وأحفاده في مرمريس عندما تلقى أنباء عن "نوع من التحركات" في إسطنبول وأنقرة ومدن أخرى، حيث وجهت له نصيحة بالانتقال إلى مكان أكثر أمناً بطائرة.
وعندما كان في الطائرة قال أردوغان: "إن برج المراقبة الجوية في مطار أتاتورك بإسطنبول كان تحت سيطرة الجنود الذين حاولوا الانقلاب وكان الشريط الضوئي الذي يحدد مهبط الطائرات مطفأ وعليه قرر إلى جانب الطيار الهبوط باستخدام أجهزة إنارة الطائرة فقط، قبل أن يستعيد جنود موالون له السيطرة على برج المراقبة وتمكنت الطائرة من الهبوط".
وأضاف: "فور هبوطنا حلقت طائرات أف-16 فوقنا وبصورة قريبة من الأرض،" لافتاً إلى أن "الطائرات كانت تحلق بسرعة تفوق سرعة الصوت".
وحول طلب تسليم رجل الدين التركي، فتح الله غولن، قال أردوغان: "لدينا اتفاقية مشتركة لتسليم المجرمين، والآن نطلب تسليم شخص.. أنت شريكي الاستراتيجي وطلبت ذلك فسأستجيب، والآن طلبنا ذلك ولابد أن يكون هناك تبادل في مثل هذه الأمور".
وكان أردوغان، قد دعا، أول أمس السبت، الولايات المتحدة الأميركية إلى تسليم غولن، زعيم منظمة الكيان الموازي المتهمة من قبل السلطات التركية، بتدبير محاولة الانقلاب الفاشلة.
وقال أردوغان، خلال كلمة وجهها لمواطنين، تجمعوا بحي أوسكودار، بالجزء الآسيوي من إسطنبول "أدعو الولايات المتحدة ورئيسها من هنا، وأقول له: "إما أن ترحلوا أو تسلموا هذا الشخص المقيم في بنسيلفانيا (في إشارة إلى غولن)".
وشهدت العاصمة أنقرة ومدينة إسطنبول، في وقت متأخر، من مساء الجمعة، محاولة انقلابية فاشلة، نفذتها عناصر محدودة من الجيش، تتبع لـ"منظمة الكيان الموازي" وفق السلطات التركية، حاولوا خلالها إغلاق الجسرين اللذين يربطان الشطرين الأوروبي والآسيوي من مدينة إسطنبول (غرب)، والسيطرة على مديرية الأمن فيها وبعض المؤسسات الإعلامية الرسمية والخاصة.