وفي افتتاح أعمال منتدى رجال الأعمال الجزائريين والأتراك، قال أردوغان إن "الجزائر تنعم بفرص استثمار متنوعة ومهمة، وعلى رجال أعمال تركيا ومؤسساتها أن يطوّروا نشاطهم في هذا البلد الشقيق".
الرئيس التركي الذي بدأ الليلة الماضية زيارة إلى الجزائر دعا رجال الأعمال الأتراك إلى الاستثمار بقوة في الجزائر، وتعهّد ببذل كل جهوده بمعية الرئيس عبدالعزيز بوتفليقة لرفع مستوى التبادل التجاري بين البلدين من 3.5 مليارات دولار حالياً إلى 5 مليارات في أقرب وقت، ثم إلى 10 مليارات دولار كمرحلة ثانية.
وشارك في المنتدى أكثر من 200 رجل أعمال، ينشطون في مختلف مجالات صناعة النسيج والتغذية والبتروكيمياء والإلكترونيك.
ووقّعت الجزائر وتركيا سبعة اتفاقات شراكة وتعاون، بينها اتفاقان في مجال الطاقة.
كذلك قال أردوغان اليوم في المنتدى إن شركة النفط والغاز الجزائرية سوناطراك اتفقت مع شركتي رونيسانس وباييجان التركيتين على بناء منشأة للبتروكيماويات بقيمة مليار دولار في تركيا.
وأضاف أن المنشأة ستُنتج 450 ألف طن من البروبلين سنوياً، باستخدام مواد خام توردها الجزائر.
وقال أيضاً إن المنشأة ستخفض اعتماد تركيا على البتروكيماويات المستوردة من الخارج بنسبة 25%.
وأوضح أن "شركة الطاقة الوطنية الجزائرية سوناطراك وقّعت اتفاقية لاستثمار في البتروكيماويات بقيمة مليار دولار في المنطقة الحرة في أضنة مع الشركتين التركيتين البارزتين رونيسانس وباييجان".
وتأتي الاتفاقية في إطار استثمارات متزايدة لتركيا وشراكات تجارية مع دول أفريقية.
وتفوّقت تركيا على فرنسا في مجال الاستثمارات في الجزائر، إذ تحتلّ تركيا، بحسب الوكالة الجزائرية، المركز الأول في الاستثمارات المختلطة من حيث عدد وقيمة المشاريع، بأكثر من 20 مشروعاً استثمارياً سنة 2017، توفر قرابة 6 آلاف فرصة عمل، بقيمة 3.5 مليارات دولار.
وتدعمت هذه الاستثمارات التركية باستثمار هو الأضخم في أفريقيا للصناعات النسيجية في منطقة غليزان، 230 كيلومتراً غرب العاصمة الجزائرية، الذي أُنشئ في إطار شراكة تركية - جزائرية.
ويُعد المصنع الذي تقدّر طاقته الإنتاجية بـ9 آلاف طن سنوياً، جزءاً من مشروع مركب يتألف من 8 مصانع إنتاج مدمجة تنتمي إلى الشركة المختلطة "تويال"، ويتوقع أن يوفر 25 ألف فرصة عمل.
وتعد الجزائر، التي وقّعت اتفاقية صداقة مع تركيا عام 2006، رابع أكبر مموّن للغاز الطبيعي لتركيا، بعد التوقيع في نوفمبر/ تشرين الثاني 2014 على اتفاقية لتمديد تزويد الجزائر لتركيا بالغاز المسال لعشر سنوات إضافية، مع مضاعفة هذه الكميات بنسبة 50%.
وخلال زيارته التي تنتهي غداً الأربعاء، دشّن الرئيس أردوغان مسجد كتشاوة التاريخي وسط العاصمة الجزائرية، الذي يعود إلى العهد العثماني، بعد ترميمه من قبل الوكالة التركية كعربون صداقة تركية جزائرية، واستقبل بحفاوة بالغة من قبل الجزائريين الذين ثمّنوا له ترميم هذا المسجد والصرح الديني.
وكان الرئيس التركي رجب طيب أردوغان قد وصل الليلة الماضي إلى الجزائر، في زيارة رسمية، في مقدمة جولة أفريقية تدوم حتى 2 مارس/ آذار المقبل تشمل مالي والسنغال وموريتانيا.