يعاني المواطنون السوريون من نقص كبير في الوقود وسط اشتداد موجة البرد التي تضرب المدن السورية، وتسببت بإغلاق مينائي طرطوس واللاذقية أمام الملاحة، الأمر الذي انعكس سلباً على حياة المواطنين.
ويصطف مئات المواطنين في انتظار الحصول على أسطوانة غاز منزلي في دمشق، وأمام محطة الوقود للحصول على مادة المازوت المستخدمة في التدفئة.
وما يزيد من أعباء المواطنين السوريين أيضاً هو زيادة ساعات انقطاع الكهرباء، بسبب نقص الوقود، بينما يستخدم معظم السوريين الكهرباء للتدفئة في ظل غياب وقود التدفئة التقليدية، وفق تقرير لوكالة شينخوا الصينية.
ومع كل شتاء تشهد معظم المحافظات السورية أزمة وقود خانقة، وخاصة في المناطق الجبلية التي تشهد سقوط كميات كبيرة من الثلوج، الأمر الذي يضطر البعض لقطع الأشجار المعمرة من الأحراج وهي محميات طبيعية.
وعبر أبو سامر (35 عاماً) عن استيائه من هذه الأزمة التي جعلت المواطن السوري تحت رحمة تجار الأزمات، مشيرا ًإلى أن أسطوانة الغاز المنزلي وصل سعرها إلى 10 آلاف ليرة سورية، في حين أن سعرها النظامي لا يتجاوز 3500 ليرة سورية (الدولار الواحد يساوي نحو 450 ليرة).
وقال أبو سامر، وهو يقف بجانب أسطوانة الغاز التي حملها مسافة طويلة كي يصل إلى المعتمد الذي يقوم بتوزيع الغاز، "اتيت من الصباح الباكر إلى ساحة جرمانا بريف دمشق كي احجز دورا متقدما، علني احصل على أسطوانة غاز"، مشيراً إلى أن منزله خال من الوقود، و"أملنا الوحيد هو الحصول على أسطوانة غاز".
وطالب الرجل الثلاثيني المسؤولين بتأمين المشتقات النفطية اللازمة، وإيجاد حلول مناسبة، خاصة في هذه الظروف الجوية الصعبة. وانتظر المئات من السوريين في تلك الساحة ساعات، ولكن القليل منهم حصل على الغاز.
إلى ذلك، انتظر عدي كنعان (28 عاما) ساعات طويلة امام إحدى محطات الوقود، وهو يحمل بيده وعاء يتسع لـ 20 ليتراً في طابور امتد لعشرات الأمتار.
وقال إن "الأحوال الجوية السائدة في سورية، دفعت الناس إلى زيادة استهلاك وقود التدفئة نظراً لشدة البرد"، مشيراً إلى أنه متزوج ولديه طفلان، ولا يمكنهم ان يتحملوا هذا البرد القارص. وتنهد عدي قائلاً "نأمل ان نحصل على 20 ليترا من المازوت، وأعود إلى منزلي فرحاً".
وأثناء الانتظار كانت علامات الاستياء مرسومة على معظم وجوه المواطنين الذين انتظروا على أمل ضئيل، لأن الكمية محدودة ولا تكفي للكل.
وقال آخر رفض الإفصاح عن اسمه إن "المواطن السوري منذ أيام وهو يقضي معظم وقته في البحث عن مادتي الغاز والمازوت "، مشيراً إلى أن انقطاع التيار الكهرباء لساعات طويلة، زاد الطين بلة.
(العربي الجديد، شينخوا)