لا يفصل بينهما شارع أو حيّ، ولا حتى شجرات قليلة. كلاهما على الكورنيش البحري لبيروت. خطوات قليلة تفصل منظمة معنية بحقوق الطفل عن أخرى معنية بحقوق الطفل نفسه. وإن اختارت كلّ واحدة منهما التركيز على مناصرة حقٍّ دون آخر، يبقى الطفل "الأمل" المشترك بينهما.
هذا في الأدبيّات فقط والتعريفات. لكن على أي أرض، سواء كان الكورنيش البحري أو غيره، تحضر أدبيات لتختفي أخرى. والحقوق تصير أكثر التصاقاً بالمنظمة التي تتبناها وتدافع عنها أو تناصرها. تُعدّد نقاط ويغيب ما هو مشترك، أي الطفل.
المنظمتان القريبتان جغرافياً إلى درجة كبيرة، حافظتا على المساحة الفارغة بينهما، التي ظلّت ملكاً لجميع المواطنين. فنخلص إلى هذه النتيجة: ماذا يجمع بين منظمة تهتم بحماية الأطفال، وأخرى بتعليم الأطفال؟ الجواب رهنهما.
أطفال على الرصيف يخشون أن تغلق مدرستهم أبوابها، وآخرون على لوحات بيضاء يبحثون عن الأمان في بلدان اللجوء. وهؤلاء ربّما يتبادلون الأدوار أو يختبرون الآلام كلّها، في ما يمكن وصفه بـ "متلازمة الحقوق". وحدث أن بقيت كل منظمة على "أرضها"، من دون أن تقترب إحداهما من الأخرى للاطلاع على نشاطها.
حدث هذا بشكل عفويّ. كل منظّمة منشغلة في إتمام نشاطها الذي يحتاج إلى متابعة ضمن الوقت المحدّد. وكل منظّمة تسعى إلى جذب أكبر عدد من الكاميرات الإعلامية، الطريق إلى نشر القيم الإنسانية والحقوق التي تحمل اسمها. الحقوق هنا، وحقوق الأطفال ليست إلّا نموذجاً، يحمل اسم منظّمتها.
اقــرأ أيضاً
وبعد اختتام النشاطين، حرصت كل منظمة على إظهار كمّ التغطية الإعلامية الذي حظيت به، من أجل الأطفال وحقوقهم... أطفالها وليس أطفال الآخرين. فلن تحب منظمة أطفال الغير بقدر ما تحب أطفالها، وإن كانت ملامحهم وهمومهم وحقوقهم واحدة.
ربّما تميّز كلّ منظمة أطفالها عن أطفال المنظمات الأخرى. وتختار وجوهاً منهم سفراء لمطبوعاتها ونشاطاتها وغيرها. لكنّ أطفالهم لا يلتقون، وإن كانوا يطالبون بحقهم في التعليم. في هذا الحق وحده، ربّما تتغيّر المفردات المستخدمة، والأسلوب، وإذا كان هناك صور أو فيديوهات مرفقة...
احتمال أن يكون ما كُتب أعلاه مبالغا فيه. وما حدث ليس أكثر من "سقطة" أو انشغال ليس إلّا. ولنتذكّر أنّ منظّمات كثيرة تعمل مع بعضها بعضاً من أجل قضية محقة، بل إنّ هذا يتكرّر كثيراً. إلّا أن "الخير الجماعي" أو الدفاع المشترك عن الحقوق، يأتي في إطار جهود منسّقة مسبقاً، وبإحكام. أمّا العفوية، فلا مكان لها أمام الكاميرات. ألهذا تضيع الحقوق أكثر فأكثر؟
هذا في الأدبيّات فقط والتعريفات. لكن على أي أرض، سواء كان الكورنيش البحري أو غيره، تحضر أدبيات لتختفي أخرى. والحقوق تصير أكثر التصاقاً بالمنظمة التي تتبناها وتدافع عنها أو تناصرها. تُعدّد نقاط ويغيب ما هو مشترك، أي الطفل.
المنظمتان القريبتان جغرافياً إلى درجة كبيرة، حافظتا على المساحة الفارغة بينهما، التي ظلّت ملكاً لجميع المواطنين. فنخلص إلى هذه النتيجة: ماذا يجمع بين منظمة تهتم بحماية الأطفال، وأخرى بتعليم الأطفال؟ الجواب رهنهما.
أطفال على الرصيف يخشون أن تغلق مدرستهم أبوابها، وآخرون على لوحات بيضاء يبحثون عن الأمان في بلدان اللجوء. وهؤلاء ربّما يتبادلون الأدوار أو يختبرون الآلام كلّها، في ما يمكن وصفه بـ "متلازمة الحقوق". وحدث أن بقيت كل منظمة على "أرضها"، من دون أن تقترب إحداهما من الأخرى للاطلاع على نشاطها.
حدث هذا بشكل عفويّ. كل منظّمة منشغلة في إتمام نشاطها الذي يحتاج إلى متابعة ضمن الوقت المحدّد. وكل منظّمة تسعى إلى جذب أكبر عدد من الكاميرات الإعلامية، الطريق إلى نشر القيم الإنسانية والحقوق التي تحمل اسمها. الحقوق هنا، وحقوق الأطفال ليست إلّا نموذجاً، يحمل اسم منظّمتها.
وبعد اختتام النشاطين، حرصت كل منظمة على إظهار كمّ التغطية الإعلامية الذي حظيت به، من أجل الأطفال وحقوقهم... أطفالها وليس أطفال الآخرين. فلن تحب منظمة أطفال الغير بقدر ما تحب أطفالها، وإن كانت ملامحهم وهمومهم وحقوقهم واحدة.
ربّما تميّز كلّ منظمة أطفالها عن أطفال المنظمات الأخرى. وتختار وجوهاً منهم سفراء لمطبوعاتها ونشاطاتها وغيرها. لكنّ أطفالهم لا يلتقون، وإن كانوا يطالبون بحقهم في التعليم. في هذا الحق وحده، ربّما تتغيّر المفردات المستخدمة، والأسلوب، وإذا كان هناك صور أو فيديوهات مرفقة...
احتمال أن يكون ما كُتب أعلاه مبالغا فيه. وما حدث ليس أكثر من "سقطة" أو انشغال ليس إلّا. ولنتذكّر أنّ منظّمات كثيرة تعمل مع بعضها بعضاً من أجل قضية محقة، بل إنّ هذا يتكرّر كثيراً. إلّا أن "الخير الجماعي" أو الدفاع المشترك عن الحقوق، يأتي في إطار جهود منسّقة مسبقاً، وبإحكام. أمّا العفوية، فلا مكان لها أمام الكاميرات. ألهذا تضيع الحقوق أكثر فأكثر؟