أطفال قطر يحيون "القرنقعوه" ويدعون لمن يكرمهم بزيارة مكة
أسامة سعد الدين
أحيا أطفال قطر ليلة الـ"قرنقعوه"، ودعوا لمن يُكرمهم بالحلوى والمكسرات أن يمكّنه الله من زيارة مكة، وهتفت حناجر الصغار أهزوجة "قرنقعوه قرقاعوه، عطونا الله يعطيكم، بيت مكة يوديكم، يا مكة يا المعمورة، يا أم السلاسل والذهب يا نوره"، فلعل الله يمكّن أهل قطر من أداء فريضة الحجّ هذا العام، بعدما منعتهم السلطات السعودية الموسم الماضي من أداء مناسك الحج والعمرة نتيجة الحصار الذي تفرضه كل من السعودية والإمارات والبحرين منذ نحو عام.
ورسم أطفال قطر، مساء الأربعاء، لوحة تراثية جميلة، وشاركوا في الاحتفالات التي كانت ساحتها الأسواق والمجمعات التجارية والمؤسسات الثقافية والسياحية والرياضية والتعليمية والبنوك.
وتوافدت أعداد كبيرة من الأطفال وذويهم على المؤسسة العامة للحي الثقافي "كتارا" بعد صلاة العشاء، وجابوا الأروقة التي تزينت لاستقبالهم والمشاركة في إحياء التراث والمحافظة عليه ونقله إلى الأجيال الناشئة. وشارك الأطفال الذين يتعافون من المرض في مؤسسة حمد الطبية، الاحتفال بـ"القرنقعوه".
وارتدى الأطفال الملابس التقليدية الخليجية، الذكور لبسوا الثياب البيضاء الجديدة، واعتمروا فوق رؤوسهم "القحفية"، وهي طاقية مطرزة بخيوط فضية، كما ارتدى بعض الأولاد "السديري" المطرز، وهو رداء شعبي يوضع على الثوب، ويتدلى حتى الخصر. أما الفتيات فارتدين فوق ملابسهن العادية "الثوب الزري" المطرز بخيوط ذهبية، ووضعن "البخنق" لتغطية رؤوسهن، وهو قماش أسود تزينه خيوط ذهبية في الأطراف، وتزيّن ببعض الحلي التقليدية الخليجية.
والاحتفال بـ"القرنقعوه" الذي يصادف ليلة منتصف رمضان من كل عام، هو عادة شعبية من الموروثات القديمة، إذ يتم الاحتفال بها تكريما للأطفال ومكافأتهم على إتمام صيام نصف شهر رمضان وتشجيعهم على الاستمرار والمواظبة على صيام النصف الباقي منه.
ويعتبر الاحتفال واحداً من تقاليد دول الخليج العربي بشكل عام، مع اختلاف في التسمية، فيطلق عليه في قطر والكويت والمنطقة الشرقية في السعودية بـ"القرنقعوه"، ويسمى في البحرين "القرقاعون"، ويطلق عليه أهل سلطنة عمان "القرنقشوه"، أما في الإمارات فيسمى "حق الليلة"، ويعرف في العراق بـ"القريقشون".
وتفيد المعلومات التاريخية بأن تسمية "قرقعوه" لها معنيان؛ الأول مصطلح يُعرف بأنه من "القرقعة"، وهي الأصوات التي يصدرها الصغار من جراء الطَّرْق على الأواني والطَّرْق على الأبواب في سبيل الحصول على الحلوى، والثاني لغوي من "قرة العين" ويقصد به سرور الإنسان وفرحه بالأطفال.