شهدت مدينة إسطنبول، مساء وليل الخميس، عاصفة شديدة مصحوبة بهطول برد وأمطار غزيرة، ما أدى إلى فيضانات وقطع بعض الطرقات، وتعليق رحلات مترو أنفاق أوراسيا الرابط بين طرفي إسطنبول، تحت قاع مضيق البوسفور، بشكل مؤقت.
ووثقت كاميرا "العربي الجديد" بعض الأضرار الناجمة عن الفيضانات، والتي ربما كان أبلغها سقوط جدار مقبرة الأرمن في منطقة روميلي القريبة إلى عثمان بيه، ما تسبب بجرح وإصابة نحو 9 مواطنين، وإلحاق الضرر بعدد من السيارات.
كما سقطت شجرة معمرة بمنطقة الفاتح "كرا كمرك" على منزل، ما تسبب بأضرار مادية فضلاً عن سقوط حجارة ومواد بناء وأعمدة من الأبنية قيد الإنشاء.
وحذرت المديرية المركزية لتنسيق الكوارث التابعة لبلدية إسطنبول، من أمطار غزيرة في المدينة، داعيةً المواطنين لأخذ التدابير اللازمة جراء احتمال تشكل الفيضانات.
ويرى متخصصون أن الأمطار التي شهدتها ولايات تركية عدة، خلال هذا الشهر، يعود سببها إلى الاحتباس الحراري والتغير المناخي، حيث إن "تغير الجو في تركيا وتحول المناخ إلى شبه جاف، يؤدي إلى هطول مثل هذه الأمطار الغزيرة".
ويقول البروفسور أورهان شين من جامعة إسطنبول، إن معدل درجة الحرارة في إسطنبول خلال الصيف كان 31 درجة مئوية قبل أربع سنوات، مشيرًا إلى أن درجة الحرارة انخفضت إلى حوالى 24 درجة في يوم الأمطار الشديدة.
ويشير في تصريحات صحافية، إلى أن "التغير في جو تركيا يحدث في السنوات العشر الأخيرة وقد بات أكثر وضوحًا الآن. إننا نرى الآن مزيدًا من الأمطار، والجفاف، والزوابع. ومع ذلك، لا تتغير الأجواء في 10 أو 20 عامًا. التغير الحقيقي في تركيا يستغرق مزيدًا من الوقت، لكنه حاصل لا محالة". كما رجّح أن تشهد منطقة مرمرة، وكل من مدن إزمير، وآيدن، ومانيسا، وكوتاهية، ودوزجة، وزونغولداك، وبارتين، هطول أمطار غزيرة تكون مصحوبة بالرعد.
بدوره، قال وزير النقل والاتصالات والملاحة البحرية أحمد أرسلان، إن مدينة إسطنبول شهدت أمطاراً غزيرة جداً تجاوزت بكثير المعدلات المعهودة في المدينة منذ سنوات طويلة.
كما لفت إلى أن الأمطار وصلت في بعض المناطق في إسطنبول إلى نحو 250 كيلوغراماً في المتر المربع الواحد خلال ساعة ونصف الساعة تقريباً.