حكم على المخرج الأسترالي جيمس ريكتسون بالسجن لمدة 6 سنوات، بعد أن وجده القضاء الكمبودي مذنبًا بتهمة التجسس صباح اليوم الجمعة، وطالبت عائلته الحكومة الأسترالية بالضغط على كمبوديا لإطلاق سراحه.
وكان ريكتسون يعمل في مجال الصحافة وتصوير الأفلام الوثائقية في البلد الواقع جنوب شرق آسيا منذ عام 1995، إلى أن ألقي القبض عليه في يونيو/ حزيران عام 2017 بتهمة التصوير الجوي بطائرة من دون طيار فوق تجمع سياسي نظمه حزب الإنقاذ الكمبودي المعارض، وبقي محتجزًا منذ ذلك الحين وحتى صدور الحكم بحقه هذا الصباح، في العاصمة الكمبودية بنوم بنه.
وزعم ممثلو الادعاء أن ريكتسون استخدم الصحافة كواجهة للتجسس بهدف إسقاط رئيس الوزراء الكمبودي هون سين، وأنه كان متعاطفًا مع حزب الإنقاذ الكمبودي الذي حلته الحكومة في شهر نوفمبر/ تشرين الثاني الماضي، كجزء من حملة القمع السياسية، كما أكدوا أن المادة التي صورها تضر بالأمن القومي بكمبوديا.
Facebook Post |
واتهم الرجل البالغ من العمر 69 عامًا، بتقديم معلومات لحكومة أجنبية بشكل غير قانوني، ولم تذكر النيابة العامة اسم الدولة التي زُعم تواطؤه معها على الرغم من إلحاحه على معرفة ذلك خلال محاكمته، وإصراره على براءته واصفًا التهم التي وجهت إليه بـ "الخيالية" و"السخيفة"، وفقًا لموقع "ذا غارديان".
وكان ريكتسون الذي أخرج العديد من الأفلام الوثائقية عن الفقر ودعم الفقراء في كمبوديا، يأمل بالحصول على حريته والعودة إلى وطنه قبل صدور الحكم هذا الصباح، مما أصاب عائلته بالصدمة وخيبة الأمل، حيث قال ابن أخيه بيم ريكتسون: "أحب عمي الشعب الكمبودي وكان جزءًا منه، سافر إلى كمبوديا بشكل منتظم وعمل هنالك لمدة 22 عامًا حافلة بصناعة الأفلام عن الفقراء ومساعدتهم، أما تفسير ذلك بالتجسس فيعد جنونًا حقيقيًا".
Facebook Post |
وطالبت عائلة ريكتسون الحكومة الأسترالية بتقديم الدعم له، من خلال الضغط على الحكومة الكمبودية لإطلاق سراحه، كما أشار شقيقه إلى أنه يشعر بالقلق الشديد على صحته التي تدهورت للغاية أثناء سجنه في الأشهر الـ 14 الماضية، وقال: "كيف سيتحمل 6 سنوات في تلك الظروف القاسية"؟
بدوره، أكد رئيس الوزراء الأسترالي سكوت موريسون أن الحكومة الأسترالية لم تتخل عن ريكتسون وستقدم له كل الدعم الممكن، وأن وزيرة الخارجية السابقة جولي بيشوب قدمت التماسًا مباشرًا للحكومة الكمبودية في وقت سابق، إلا أنه أشار إلى أن التعامل مع قضية كهذه بروية يعتبر الأمر الأمثل في هذه الظروف.
Facebook Post |
وكان داعمو ريكتسون يأملون بإطلاق سراحه بعد الإفراج عن 20 معتقلًا سياسيًا في كمبوديا في الأسبوعين الماضيين، قبل أن يصابوا بخيبة أمل صباح اليوم، على الرغم من أن حبس الصحافيين والسياسيين وناشطي وسائل التواصل الاجتماعي لم يكن غريبًا على رئيس الوزراء الكمبودي هون، الذي فاز في يوليو/تموز الماضي بالانتخابات التي وصفها معارضوه بـ "غير الديمقراطية"، وخاصة بعد حكمه البلاد لأكثر من 25 عامًا.
ودان فيل روبرتسون، نائب مدير منظمة حقوق الإنسان في فرع آسيا، النظام القضائي في كمبوديا وقال "عندما يتعلق الأمر بإدانة أحدهم في محكمة في كمبوديا، تكون البراهين غير مطلوبة، وكان من الواضح منذ أول يوم وجهت فيه التهم لريكتسون، أنه مجرد كبش فداء في رواية هون سين الكاذبة التي يتذرع بها لقمع المعارضة السياسية".