دأب الأمن الإداري في جامعة المنصورة - الواقعة في محافظة الدقهلية، شمالي مصر - على تقديم مذكرات إلى الجهات الأمنية تتضمن بلاغات ضد الطالبات رافضات الانقلاب، ما تسبب في اعتقال أربع فتيات حتى الآن، هذا ما أكده لـ"العربي الجديد" أهالي ومحامون في هيئة الدفاع عن الطالبات.
الطالبة في كلية الحقوق إسراء مجاهد، كانت آخر ضحايا الأمن الإداري في جامعة المنصورة، فقد توجهت إلى جامعتها صباح أمس الأحد، وفوجئت بأحد أفراد الأمن الإداري يراقب خطواتها عقب دخولها من البوابة الرئيسة للجامعة مباشرة، بعد ذلك تم احتجازها داخل غرفة الأمن الإداري، وتم تفتيشها وتسليمها إلى قوة أمنية من وزارة الداخلية، التي ألقت القبض على الطالبة واقتادتها في سيارة أمنية إلى مكان غير معلوم، ولم يعلم أحد مكانها حتى قررت النيابة إخلاء سبيلها أمس.
ويقول والد الطالبة لـ"العربي الجديد": إن اعتقال ابنته كان بناء على مذكرة أمنية أعدها مكتب الأمن الإداري، وتم إرسالها إلى قسم أول المنصورة وجهاز الأمن الوطني، وحملت المذكرة اتهامات بحيازة ابنته أدوات تستخدمها في التظاهر داخل الجامعة، فضلا عن اتهامات أخرى كالتظاهر من دون تصريح، وتعطيل الدراسة، وممارسة أعمال عنف.
ويضيف والد الطالبة: تم ترحيل ابنتي إلى قسم أول المنصورة، حيث احتجزت هناك ساعات عدة، قبل أن تُعرض على النيابة العامة في المنصورة، والتي باشرت التحقيق معها حتى وقت متأخر من مساء أمس، وقررت إخلاء سبيلها بضمان محل إقامتها، بعد ذلك نُقلت بالمدرعات مرة أخرى إلى قسم أول المنصورة، ثم أُفرج عنها.
وإثر ذلك، شهدت جامعة المنصورة أمس احتجاجات طلابية واسعة، ردا على احتجاز الطالبة داخل مكتب الأمن الإداري وتسليمها إلى قسم أول المنصورة، وأدت الاشتباكات بين الأمن والطلاب إلى إضرام النيران في مكتب الأمن الإداري في الجامعة، الأمر الذي استدعى تدخل قوات الأمن التي أطلقت الغاز والخرطوش لتفريق الطلاب المحتجين.
ولم تكن تلك الواقعة الأولى التي يتسبب فيها الأمن الإداري بجامعة المنصورة في اعتقال الطالبات بناء على المذكرات المقدمة لجهات أمنية، حيث سبق أن اعتُقلت الفتيات الثلاث: منة، ويسرا، وأبرار، المتهمات في القضية المشهورة إعلاميا بـ"حرائر المنصورة" بناء على مذكرة من إدارة أمن الجامعة تفيد بأنه عقب انتهاء إحدى التظاهرات الطلابية في الجامعة، تبين تواجد الطالبات الثلاث داخل مبنى كلية الصيدلة، وبالتعرف عليهن تبين أنهن شاركن في تظاهرات عدة من قبل، حسبما أكد محامي الطالبات لـ"العربي الجديد".