قالت الحركة العالمية للدفاع عن الأطفال، فرع فلسطين، اليوم الخميس، إن "قوات الاحتلال الإسرائيلي والمستوطنين قتلوا أكثر من 1996 طفلاً فلسطينياً منذ اندلاع الانتفاضة الثانية (انتفاضة الأقصى) في سبتمبر/ أيلول من عام 2000".
وأوضحت الحركة العالمية في بيانها، أن 700 طفل قتلوا على أيدي قوات الاحتلال الإسرائيلي والمستوطنين في الفترة ما بين سبتمبر/ أيلول 2000 وفبراير/ شباط 2005، ومنذ ذلك الوقت فإن 1296 طفلاً فلسطينياً على الأقل قتلوا، من بينهم 551 طفلاً عام 2014 وحده، غالبيتهم خلال الهجمات العسكرية الإسرائيلية على قطاع غزة.
ولفتت إلى أن العدوان العسكري الأكثر دموية، شنته إسرائيل على قطاع غزة وأطلقت عليه عملية "الجرف الصامد" واستمر 50 يوماً، ما بين 8 يوليو/ تموز و26 أغسطس/ آب 2014 أسفر عن استشهاد 2220 مواطناً على الأقل، تحققت الحركة بشكل مستقل من استشهاد 547 طفلاً خلاله، 535 منهم نتيجة مباشرة للهجمات الإسرائيلية، وما يقارب 68% منهم يبلغون من العمر 12 عاماً أو أقل.
وثاني أخطر هجوم عسكري إسرائيلي على قطاع غزة، ما أطلقت عليه إسرائيل عملية "الرصاص المصبوب"، في 27 ديسمبر/ كانون الأول 2008، الذي استمر 22 يوماً، وأسفر عن مقتل 1400 مواطن فلسطيني على الأقل، من بينهم أكثر من 350 طفلاً.
وفي الضفة الغربية، بما فيها القدس الشرقية، تعرض الأطفال إلى مستويات مرتفعة من العنف في السنوات الأخيرة، حيث تستخدم قوات الاحتلال القوة المفرطة في قمع المظاهرات والاحتجاجات السلمية.
ومنذ عام 2014، قُتل 15 طفلاً فلسطينياً على يد قوات الاحتلال الإسرائيلي في الضفة الغربية، 14 منهم بالذخيرة الحية، إذ أكدت تحقيقات الحركة العالمية، لم يشكل أيٌّ من هؤلاء الأطفال تهديداً مباشراً على قوات الاحتلال أو المستوطنين.
وحسب مكتب الأمم المتحدة للشؤون الإنسانية (أوتشا)، فإن 1477 طفلاً آخرين في الضفة الغربية أصيبوا بالرصاص الحي أو المعدني المغلف بالمطاط وقنابل الغاز المسيل للدموع، والقنابل الصوتية، خلال قمع قوات الاحتلال للمسيرات والتظاهرات في الـ21 شهراً الماضية.
وفي الشهر الماضي، غيرت سلطات الاحتلال الإسرائيلي قواعد إطلاق النار، بحيث سمحت لقواتها بإطلاق الذخيرة الحية على المتظاهرين في القدس عندما يكون هناك "تهديد للحياة"، وسابقاً كانت تسمح اللوائح بإطلاق الذخيرة الحية عندما يكون هناك تهديد مميت مباشر لحياة ضابط الشرطة أو الجندي فقط.
واعتبرت الحركة العالمية، أن هذه الخطوة تأتي ضمن قرارات عدة اتخذها المسؤولون الإسرائيليون في حق راشقي الحجارة، مثل تشديد الأحكام عليهم، وفرض غرامات مالية باهظة على ذويهم، فيما يتعرض الأطفال في الضفة الغربية، مثل الكبار، أيضاً، للملاحقة والاعتقال والمحاكمة بموجب نظام المحكمة العسكرية الإسرائيلية الذي يحرمهم من حقوقهم الأساسية.
وبينت الحركة أن إسرائيل تعتبر الدولة الوحيدة في العالم التي تحاكم الأطفال في المحاكم العسكرية، حيث يتم محاكمة ما بين 500 - 700 طفل فلسطيني سنوياً في هذه المحاكم، في الوقت الذي قدرت فيه الحركة العالمية أنه منذ عام 2000، اعتقلت قوات الاحتلال الإسرائيلي 8500 طفل فلسطيني، وحاكمتهم أمام المحاكم العسكرية، ووجهت إلى غالبيتهم تهمة إلقاء الحجارة.
ووفقاً لإفادات جمعتها الحركة العالمية من 107 أطفال من الضفة الغربية جرى اعتقالهم خلال 2014، فإن ثلاثة أرباعهم تعرضوا لشكل أو أكثر من أشكال التعذيب بعد اعتقالهم، حيث استخدم المحققون الإسرائيليون الاعتداء والتهديد والحبس الانفرادي لانتزاع الاعترافات من بعضهم، بينما حرمت إسرائيل 93% من هذه الحالات، من استشارة محام، ولم تبلغهم حقوقهم.
كما شهدت السنوات الـ 15 الماضية عنفاً متزايداً من المستوطنين ضد الأطفال الفلسطينيين وأسرهم، الذين يعيشون في قرى وبلدات قريبة من المستوطنات المقامة على أراضيهم، وواجه الأطفال عنفاً بدنياً وصعوبة في الحصول على تعليم، وصدمات نفسية، بسبب انتشار قوات الاحتلال وأفراد شركات الأمن الخاصة في الضفة الغربية لتوفير الأمن للمستوطنين على حساب المواطنين الفلسطينيين.
وفي هذا السياق، قال مدير عام الحركة العالمية للدفاع عن الأطفال، خالد قزمار، إن "سياسة الاحتلال في استهداف الأطفال الفلسطينيين هي سياسة ممنهجة طاولت كامل منظومة حقوق الطفل، خلال الأعوام الماضية، بشكل تصعيدي، من انتهاك الحق في الحياة إلى انتهاك الحق في التعليم والصحة"، لافتاً إلى أن هذه السياسة رافقها إمعان في تكريس ثقافة الإفلات من العقاب وعدم المساءلة، ما ينعكس بشكل خطير على واقع حقوق الطفل الفلسطيني.
اقرأ أيضاً: الاحتلال يعدّل أوامر إطلاق النار: قتل القاصرين مباح