ابن بائع شمس
على الليلِ أن يَتَجَمَّعَ في قلبي
حتى أَعصرهُ نهاراً.
أنا من سلالةِ الحبِّ الذي يُمِيتُ
جدَّي أرضهُ صمتٌ مُقْمر
وأُمّي ولّادةُ أحاسيس ساطعة
وأبي تاجرُ ظلٍّ وبائعُ شمسٍ
وأنا عندَ آخرِ الكلامِ ومضة حزنٍ
يُوَزِّعُنِي فرحاً على غيري
والحياةُ حولي فاتنةٌ ساخرة.
أرغبُ رغبةُ النجومِ العاريات
بمطرٍ يغسلُ أثارَ الدموع
وبشمعةٍ لا تنطفئ
أنا البحرُ وضفةُ النهر.
■ ■ ■
خروج
لا بدَّ من خروج...
خلفَ الكون أكوان
ويدُ الأرضِ ممتدّةٌ
يؤجِّلُ القَدَر،
غناءً ومطراً،
وتصمتُ اللغة،
حروفاً بلا أثرٍ.
الوحيدُ فيكَ أصواتٌ تقترب
والبعيدُ عنكَ أصداءٌ تغتربُ
يخرجُ المكان
سيّداً على القلبِ
جالساً عند عتباتِ النفس
عصيّاً على النسيان.
وما يدريكَ لعلّه أنتَ؟
■ ■ ■
أسرار لا تعودُ إليك
كم من وردةٍ ستتفتحُ على يديك؟
وكم من ظلامٍ سيحلُّ ضيفاً عليك؟
وكم من شمسٍ سَيُحْرَقُ غضبها حبَّاً بها
وستموتُ هي وستموتُ أنت؟
الكونُ أعمى
لا تستقيمُ له حتى ملاحم العاشقين
فَلِمَ لا تبقى في غمدكَ
ولا تُتْعِبُ القلب بأسرارٍ
لا تنبعُ منكَ
أو تعودُ إليك؟
يكادُ الهواءُ يحملُ الجسدَ نحوَ مجهولٍ
لا وجهة له
عدمٌ في لغةٍ مجروحة وجارحة.
يقولُ البعيدُ عن نفسه: إلى متى...؟
ويقولُ القريبُ: خذيني إلى....
هل يسمعُ الصمتُ ذاته
وهل ينتظرُ
بلا عاصفة؟
* شاعر وأكاديمي فلسطيني مقيم في لندن