وقال المتحدث باسم الخارجية الفرنسية رومان نادال أمس في بيان أنه "يجري العمل على تنظيم اجتماع جديد يشمل أبرز الأطراف الإقليمية هذا الثلاثاء في باريس".
وكان وزير خارجية فرنسا لوران فابيوس، قال الأسبوع الماضي في مؤتمر صحافي مشترك مع الموفد الأممي إلى سورية ستيفان دي ميستورا، "دعوت الأسبوع المقبل إلى باريس أصدقاءنا الألماني والبريطاني والسعودي والأميركي وآخرين في محاولة للسير بالأمور قدماً".
وأشار إلى عدم دعوة روسيا للاجتماع عندما أجاب على أحد أسئلة الصحفيين حول حضور وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف، قائلاً: "كلا، لا أعتقد. هناك اجتماعات أخرى سنعمل فيها مع الروس".
ويبدو أن اجتماع اليوم يأتي تمهيداً لاجتماع فيينا الرباعي، والذي سيعقد جلسة ثانية خلال الأسبوع المقبل في وقت يشهد الخطاب الأوروبي نبرة تغير حيال بقاء رئيس النظام بشار الأسد في السلطة، بعدما قال الناطق باسم وزارة الخارجية الألمانية أمس الإثنين إن" ألمانيا كما قوى كثيرة في المنطقة بما فيها تركيا والسعودية ودول خليجية، لا تتخيل أن يكون الأسد جزءاً من حكومة انتقالية بسلطات كاملة".
اقرأ أيضاً - ندوة المركز العربي: التدخل الروسي في سورية لإثبات الذات
وفي هذا السياق، كشفت مصادر رفيعة في الائتلاف الوطني المعارض، فضلت عدم ذكر اسمها، لـ "العربي الجديد" أن "الاجتماع سيضم الدول الصديقة للشعب السوري والداعية لرحيل الرئيس السوري بشار الأسد، كما أنه اجتماع تحضيري لاجتماع فيينا الجمعة المقبل"، مشيرةً إلى أنه "سيتم خلاله الاتفاق على تصور مشترك من مصير الأسد، ومدة المرحلة الانتقالية والتي هي أصبحت عقدة الاتفاق بين الدول لإتمام الحل السياسي في سورية".
من جانبه، قال هشام مروة نائب رئيس الائتلاف الوطني لقوى الثورة والمعارضة السورية إن "الاجتماع هو محاولة لتوحيد مواقف الدول الصديقة لثورة الشعب السوري، لتكون حاضرة بقوة في اجتماع فيينا الجمعة المقبل"، واصفاً المباحثات بـ "الحاسمة".
وأضاف مروة خلال تصريحات لـ "العربي الجديد" أن "دعوة فرنسا لهذا الاجتماع تبعث الطمأنينة، لأن باريس لديها موقف متقدم من مسألة رحيل الأسد"، متأملاً أن "يتمسك أصدقاء الشعب السوري برحيل الأسد وعدم القبول ببقائه في المرحلة الانتقالية، كونه العقبة الوحيدة في نيل الشعب السوري حريته وكرامته واستئصال شأفة الإرهاب في سورية".
وقبل اجتماع باريس، قال الائتلاف السوري المعارض إن "القصف الروسي يرقى إلى جرائم ضد الإنسانية والاستراتيجية العسكرية تقوض الحل السياسي في سورية، يأتي ذلك في وقت تشهد العاصمة الفرنسية باريس اجتماعاً وزارياً لحل الأزمة السورية بدون روسيا وإيران".
وذكر الائتلاف في بيان تلقت "العربي الجديد" نسخة منه، إنه "منذ اليوم الأول للعدوان الروسي على سورية كانت الاستراتيجية واضحة، فالمدنيون يقعون على رأس الأهداف الروسية بقصد قتلهم أو تهجيرهم"، مبيّناً أن "الغارات الروسية قتلت 1511 مدنياً بينهم نساء وأطفال، ودمرت 12 مشفى ومركزاً طبياً إضافة إلى مدارس ودور عبادة ومؤسسات خدمية ومناطق أثرية".
اقرأ أيضاً: إنقاذ الأسد في فيينا
ودعا الائتلاف إلى "اتخاذ إجراءات عاجلة لوقف ومحاسبة متسببي الجرائم"، حيث أكد أن "القصف الروسي يرقى إلى جرائم حرب وجرائم ضد الإنسانية، ويستدعي إدانة شديدة من المجتمع الدولي ومجلس الأمن، ويستلزم اتخاذ إجراءات عاجلة لوقفه ومحاسبة مرتكبيه"، مشيراً إلى أن "الاستراتيجية العسكرية للاحتلال الروسي تساهم في زيادة تعقيد المشهد العسكري في سورية، وتفتح الباب واسعاً أمام امتداد الإرهاب وانتشاره، وبالتالي تقويض الحل السياسي".