"الائتلاف السوري المعارض" عبّر في أكثر من بيان وتصريح، عن رفضه ما سمّاها "محاولات القفز عن مقررات جنيف 1"، والقرارات الأممية الداعية إلى انتقال سياسي في سورية.
وعلى الرغم من الانتقادات الموجهة لعدم التزام النظام السوري بـ"وقف النار الشامل"، وحصول المعارضة على ما يشبه بـ"تطمينات" روسية – تركية في هذا الشأن، إلا أن المبعوث الدولي إلى سورية، ستيفان دي ميستورا، عاد ليؤكد "مناقشة عملية الانتقال السياسي" في مفاوضات جنيف المرتقبة.
وكان دي مستورا قد أكد في ميونخ أن وقف إطلاق النار "متماسك"، معتبراً أن هذه الجولة من مفاوضات جنيف "ربما تحدد من خلال فرصة المحادثات السياسية توفير مناخ أفضل لإيجاد حل سياسي في سورية"، في ظل شكوك حول ما يعنيه المبعوث الدولي بـ"الحل السياسي"، وإن أشار إلى أن العملية ستجري على أساس قرار مجلس الأمن 2254.
وتبرز عقبات كثيرة أمام الجولة الجديدة من المفاوضات في جنيف، أبرزها ما يُعبّر عنه علنا وفي الكواليس عن محاولات إيرانية وروسية للتدخل في نتائج تكون لمصلحة النظام، عبر إدخال ما يسمى "منصة موسكو" و"منصة القاهرة" بطريقة أو أخرى، كمحاولة التفاف على المطالب الواضحة والصريحة لائتلاف قوى الثورة والمعارضة السورية بضرورة البحث في آليات الانتقال السياسي، مع استبعاد تام لوجود دور لبشار الأسد.
وفي هذا السياق، قال رئيس الدائرة الإعلامية في الائتلاف والمتحدث باسم وفد المعارضة، أحمد رمضان (الصورة)، لـ"العربي الجديد" "ستستمر محاولات الاستفزاز التي عرف بها ممثلو النظام في المفاوضات السابقة".
وبشأن تركيبة الوفد المفاوض للمعارضة، فإن التشكيلة التي اطلع "العربي الجديد" عليها في جنيف تضم ممثلاً عما يسمى "منصتي موسكو والقاهرة"، ولكن الحضور الأساسي يبقى للائتلاف السوري، والفصائل العسكرية التي شاركت في محادثات أستانة 1 و2.
ولا يظهر في الأفق الكثير من التفاؤل، بإلزام النظام السوري بمسألة وقف إطلاق النار والمسائل الإنسانية الأخرى. وبحسب مصادر في وفد التفاوض، "فلا شك بأن النظام وإيران سيعملان على تخريب العملية التفاوضية عبر التصعيد والاستفزاز".
ويقول مصدر في الائتلاف لـ"العربي الجديد" "تبقى الفائدة الكبيرة، التي جرى التعبير عنها في كواليس التحضير مساء أمس، هي أننا نشكل الآن جسماً موحداً، متفقين على ما يجب القيام به لحل القضية السورية، بناء على مقررات جنيف السابقة وقرارات الأمم المتحدة".
ويضيف "رغم أن دي ميستورا يحاول إرضاء الأطراف بتصريحات، نشك بأنها يمكن أن تلزم النظام، بالسير نحو انتقال سياسي، فهو لن يقبل بصيغة الانتقال، لأنها تعني ببساطة انتهاء هذا النظام".
ويرى أن "التفاؤل في ما يخص التزام النظام بنص الدعوة ليس في محله، وخصوصا في ما يتعلق بالانتقال السياسي".
إلى ذلك، يلفت أحد أعضاء الوفد إلى أنه "حتى اللحظات الأخيرة تستمر عملية "الأخذ والرد" حول مسألة ما سيجري بحثه، تحديداً في جلسات التفاوض المقبلة، وآلياتها".
ويركز الوفد المفاوض للمعارضة على مسألة الانتقال السياسي، "باعتبارها تطرح مستقبل بشار الأسد، وهو عكس ما يرغب به النظام السوري"، وفق ما يشير المصدر.
من جهته، أعرب يحيى العريضي (الصورة)، المشارك في الوفد، في حديث لـ "العربي الجديد"، عن أسفه لما سماه "توسع اللعبة، ودخول أطراف خارجية، ما عقّد المسألة السورية أكثر من السابق".
وتساءل "البعض يظن بأنه يمثل الجميع، رغم أن الحقيقة غير ذلك تماماً على الأرض.. الأرض هي التي تحدد. ما كان يجب أن يكون كل هذا التدخل الروسي والإيراني لتعقيد الوضع. الآن بتنا أمام شيء غير واضح تماماً. بكل صراحة أقولها: البعض يحاول إبعاد أي بحث في مستقبل النظام، عن المفاوضات".