استشهد الشاب، محمد نايف جعابيص (22 عاماً)، من سكان السواحرة الشرقية جبل المكبر، اليوم الاثنين، برصاص الاحتلال في حي الشيخ جراح في القدس المحتلة، بعدما داهم بجرافة كان يقودها حافلة مستوطنين تابعة لشركة "إبغد"، وقلبها مرتين، ما أسفر عن إصابة خمسة من ركاب الحافلة على الأقل، ترددت أنباء عن وفاة أحدهم.
وأكدت مصادر محلية أن "جعابيص تعمّد قلب الحافلة وصدمها بشكل مباشر، ما أدى إلى انقلابها مرتين على رصيف الشارع في الشيخ جراح".
وقالت شرطة الاحتلال إن "خمسة مستوطنين أُصيبوا في العملية، فيما تحدث الشرطة عن أن المصابين كانوا خارج الحافلة ولم يكونوا بداخلها، وأنها ما زالت تبحث في كيفية حدوث العملية، لكن مصادر صحافية تحدثت عن مقتل مستوطن وإصابة ستة آخرين.
وأكدت المصادر أن "الشهيد جعابيص قتل بدم بارد، حيث كان بإمكان عناصر الشرطة اعتقاله، لكنهم لجأوا إلى قتله بدلاً من ذلك".
وفيما لجأت قوات كبيرة من شرطة الاحتلال إلى محاصرة منزل الشهيد في جبل المكبر، علم "العربي الجديد"، أن شقيق جعابيص، كان قد تعرض، أمس الأحد، لاعتداء من مجموعة يهودية متطرفة قريباً من المكان الذي وقعت فيه عملية دهم الحافلة.
وأُصيب جندي إسرائيلي بجروح في إطلاق نار تعرّض له في التلة الفرنسية، بالقدس المحتلة، قبل أن تقوم قوات الإحتلال بحملة تمشيط واسعة في المكان، كما طُعن رجل أمن إسرائيلي قرب الجامعة العبرية، في القدس، ودُهس 3 مستوطنين في وادي الجوز.
في غضون ذلك، أصيب العشرات من المصلين والمرابطين الفلسطينيين داخل باحات المسجد الأقصى، اليوم الاثنين، بالاختناق وبجروح، نتيجة إطلاق قوات الاحتلال الرصاص المطاطي وقنابل الصوت والغاز تجاههم.
وحاصرت قوات كبيرة من شرطة الاحتلال الخاصة المصلين في المسجد القبلي داخل باحات الحرم القدسي، وعيادة المصلى المرواني، حيث يوجد العديد من المصابين بالرصاص المطاطي وشظايا قنابل الصوت والغاز.
وأفاد أحد مسؤولي الحراسة، الذي فضل عدم ذكر اسمه لـ"العربي الجديد"، أن المئات من عناصر شرطة الاحتلال الخاصة اقتحموا باحات الأقصى مطلقين الرصاص المطاطي من كواتم الصوت. كما أطلقوا قنابل الصوت والغاز في اتجاه المرابطين في باحات المسجد.
ووفق المسؤول، فإن الاحتلال طارد المصلين حتى المسجد القبلي، حيث أغلق الشبان أبوابه عليهم لمنع اقتحامه، إلا أن القوات الإسرائيلية أطلقت قنابلها ورصاصها المطاطي عبر نوافذ المسجد بعد تحطيم بعضها، ما تسبب في احتراق أجزاء من السجاد داخل المسجد، وإصابة من فيه بالاختناق.
كما قامت تلك القوات باقتحام ساحة الصخرة المشرفة. واعتدت على النساء بالضرب وبتوجيه الشتائم النابية، لتمتد المواجهات والاشتباكات لاحقاً إلى منطقتي باب الأسباط وباب حطة، حيث كان المئات من المواطنين جلهم من النساء يحتشدون هناك، واعتدت عليهم بالضرب، وأطلقت قنابل الصوت تجاههم.
وأكدت إحدى الممرضات في عيادة المسجد الأقصى وجود العديد من الإصابات داخل عيادة المصلى المرواني التي حاصرها قوات الاحتلال، ومنعت مغادرتها.
وكان جنود الاحتلال قد اعتدوا بوحشية على المرابطين في الأقصى، بما في ذلك حراس الأقصى. وتعرض أحد أفراد وحدة الحراسة الليلية للضرب بعدما حاول منع أحد المستوطنين من أداء طقوس السجود الخاصة به.
كما أحبط المصلون محاولة وحدة خاصة في شرطة الاحتلال التسلق فوق سطح المسجد القبلي، والنزول من هناك إلى داخل المسجد.
وأكد ناصر نجيب، وهو من حراس المسجد الأقصى، لـ"العربي الجديد" أن هذه الاعتداءات الجديدة على المسجد الأقصى ترافقت مع سماح قوات الاحتلال لأكثر من 70 متطرفاً بقيادة الحاخام العنصري، إيهودا غليك، من اقتحام الأقصى وتدنيسه رغماً عن إرادة المصلين ومسؤولي الأوقاف.
وتأتي هذه الاقتحامات للأقصى، عشية ما يسمى ذكرى خراب الهيكل في التاسع من آغسطس/آب، التي تصادف يوم غدٍ الثلاثاء، في وقت دعت فيه جمعيات يهودية متطرفة الى تنفيذ أوسع عمليات اقتحام للمسجد اليوم وغداً وخلال الأيام المقبلة.
وامتدت المواجهات مع الاحتلال إلى الضفة الغربية، إذ اعتقلت القوات الإسرائيلية عدداً من الشبان الفلسطينيين، في مناطق تفرقة من الضفة الغربية، فجر اليوم، عقب دهم منازلهم، واقتادتهم إلى جهة مجهولة، بينهم الشابان، محمد صادق أبو الرب، ومحمد حسن أبو الرب بعد دهم منزليهما في بلدة قباطية جنوبي جنين.
كذلك اعتقل محمود حماد، ومحمود المشايخ، بعد دهم منزليهما وتفتيشهما، في مخيم عايدة شمالي الضفة الغربية المحتلة.
كما قبض الاحتلال على ستة فلسطينيين في بلدة بيت أمر شمالي الخليل، وهم الأشقاء، كفاح ومحمد ويونس أحمد بحر، فضلاً عن مجدي بحر، يوسف صبارنة، هشام صبارنة.
في سياق آخر، قال أسرى سجن "ريمون" لمحامي وزارة شؤون الأسرى والمحررين، فادي عبيدات، اليوم الاثنين: إن إدارة السجن ركبت أجهزة تشويش في مختلف أقسام السجن لمنع وصول أي أخبار للأسرى عبر الهواتف أو الإذاعات أو التلفاز.
من جهته، أشار عبيدات إلى أن الأوضاع العامة في سجن "ريمون" مشوبة بالتوتر والضغط انعكاساً لما يجري في غزة، في وقت تسعى فيه إدارة السجن بشكل متواصل للتضييق على الأسرى باستخدام أساليب عدة. ومن بينها تأخير "الكانتينا" (مشتريات بقالة السجن)، حرمان بعض الأسرى من الزيارات، واللجوء إلى سياسة التنقلات في صفوف الأسرى من دون أسباب.