وقبيل عملية التسريح هذه، تم تسريب معلومات تحدثت عنها بعض وسائل الإعلام حول اتفاق أميركي روسي غير معلن يقضي بأن يتم تسليم قوات النظام السوري كامل الشريط الحدودي مع الأردن، وجزء من الشريط الحدودي مع العراق، الممتد من الحدود العراقية الأردنية السورية حتى مدينة البوكمال، بالإضافة إلى سحب الولايات المتحدة وبريطانيا قواعدهما العسكرية من تلك المنطقة، كقاعدتي التنف والزكف، وهو الأمر الذي يبرر ربما عدم السماح بمشاركة فصائل البادية، (وهم من أبناء محافظة دير الزور الذين انسحبوا منها بعد استيلاء تنظيم "داعش" عليها)، في معركة السيطرة على مدينتهم، فيما تم تسليم معركة السيطرة على المحافظة لكل من "قوات سورية الديمقراطية" وقوات النظام.
وبغض النظر عن صحة هذه الاتفاقية أو غيرها من التفاهمات بين الدول المتدخلة في الشأن السوري، إلا أن مخرجات هذه الاتفاقات دائماً ما تكون على حساب الفصائل التي تتلقى دعماً من الدول، الأمر الذي يحول تلك الفصائل لمجرد أدوات تنتهي بمجرد انتهاء الهدف من إيجادها، الأمر الذي يرجح أن يكون تسريح 180 عنصراً من "مغاوير الثورة" هو بداية لحل فصائل البادية فور انتهاء دورها بالنسبة للولايات المتحدة الأميركية التي تدعمها. وسبق لأميركا أن تخلصت من فصائل كانت تدعمها سابقاً، سواء بإعطاء الضوء الأخضر لفصائل أخرى بابتلاعها، أو من خلال إيقاف الدعم عنها، كما حصل مع "جبهة ثوار سورية"، المدعومة أميركياً، والتي تركت إلى "جبهة النصرة" كي تقضي عليها وتستولي على سلاحها، وكما حصل تالياً مع "حركة حزم"، المدعومة من واشنطن أيضاً، والتي استولت كذلك "جبهة النصرة" على سلاحها، ومع "الفرقة 13" التي تركت لـ"جبهة" النصرة، ومع العديد من الفصائل التي قطع الدعم عنها ما أجبرها على الانضمام إلى فصائل إسلامية متشددة.