أثار تصريح صادر عن أمين اللجنة العليا للتربية والتعليم في إيران مهدي نويد يرتبط بمنع تدريس اللغة الإنكليزية في المدارس الابتدائية في البلاد استغراب البعض في الداخل وكثيرين في الخارج، ففي هذه المرحلة الدراسية لا يتعلم التلاميذ عادة لغات أجنبية في المدارس الحكومية وحتى في بعض المدارس الخاصة. زادت التساؤلات حول ما إن كان هذا يعني إيقاف تعليمها في المدارس الخاصة، أو حتى إيقاف الصفوف الخاصة باللغة الإنكليزية للأطفال، والتي تفتحها مدارسهم بعد انتهاء الدوام الرسمي.
يؤكد نويد في تصريحه أنّ "تدريس اللغة الإنكليزية في المدارس الابتدائية الحكومية وغير الحكومية في ساعات الدوام الرسمي وغير الرسمي، ممنوع"، مؤكداً أنّه سيجري التعامل مع أيّ مخالفات مسجلة مستقبلاً. يضيف نويد أنّه في بعض المدارس الابتدائية يجري تقديم دروس للإنكليزية مضافة على البرنامج التعليمي، ويأخذون من أولياء الأمور مستحقات مالية، واصفاً هذا بالمخالفة القانونية.
في جانب آخر، يؤكد نويد أنّ "الأولوية لتلاميذ الابتدائية ترتبط بتقوية اللغة الفارسية والثقافة الإيرانية الإسلامية، لذلك لا نوصي بتعليم اللغات الأجنبية في هذه السن، وهي التي تقدم في دروس ضمن المنهاج الدراسي اعتباراً من المرحلة الإعدادية المتوسطة".
قد يكون في كلام نويد جوانب مقنعة بحسب بعض الإيرانيين، بالرغم من معارضة البعض، فهناك من يعتبرون أنّه يجب تعليم أبنائهم القراءة والكتابة بالفارسية قبل أن يبدأوا بتعلم لغات ثانية في مراحل أكثر تقدماً، فمنهم من يرى في الأمر مشقة على الأطفال لا سيما أنّ المنهاج الدراسي في إيران ليس سهلاً. آخرون يؤيدون هذا القرار من باب أنّ بعض المدارس باتت تستغل الموضوع بما يكبّد الأهالي المزيد من المصاريف، فيصبحون مضطرين لوضع أبنائهم في دروس لتعلم الإنكليزية التي تقدمها المدارس نفسها ولا تكون ضمن برنامجها الأصلي، كي لا يكون أطفالهم أضعف من غيرهم بالإنكليزية حين يصلون إلى المرحلة الإعدادية، وهو أمر مرهق بحسب البعض.
يعلق عضو لجنة التعليم البرلمانية جبار كوتشكي نجاد على الأمر أنّ القانون في الجمهورية الإسلامية يسمح بتعليم اللغتين الإنكليزية والعربية إلى جانب الفارسية اعتباراً من المرحلة الإعدادية، ولم يكن هناك في الأساس أيّ برامج للغة الإنكليزية في المناهج الابتدائية. ويوضح لـ"العربي الجديد" أنّ هذا القرار يأتي أساساً لمنع الدورات التعليمية في المدارس الابتدائية، والتي تقدمها زيادة على حصصها، مؤكداً أنّ المناهج الإيرانية لا تشمل مقرراً للإنكليزية في هذه المرحلة في الأصل.
اقــرأ أيضاً
من جهته، يعتبر أستاذ العلوم الاجتماعية مجيد أبهري أنّ تعلم لغة ثانية مفيد للغاية للتلاميذ، معتبراً أنّ اللغة الإنكليزية بالذات هامة جداً، كونها منتشرة ومستخدمة كثيراً في العالم، لذلك تعد اللغة الثانية المفضلة إلى جانب لغة البلد الأصلية في أكثر من مكان، وإيران ليست مستثناة من هذه القاعدة، على حد تعبيره. يضيف أبهري أنّ المنهاج الإيراني لا يقدم الإنكليزية وحسب للتلاميذ كلغة ثانية، بل يعلمهم إياها إلى جانب العربية، لكنّ هذا يبدأ في السنوات التي تتبع المرحلة الابتدائية.
وبالرغم من إقراره بقدرات الأطفال الجيدة والمتعلقة بتكلم وتعلم لغتين أو ثلاث في آن واحد، لكنّه يعتبر أنّ النظام الفكري والذهني لبعض الأطفال قد يختل إذا جرى وضعهم تحت ضغط منهاج دراسي ثقيل بعدة لغات. ويقول إنّ المرحلة الابتدائية مبكرة لتعليم لغة ثانية، ويجب الدراسة بلغة واحدة من عمر السابعة حتى 12 عاماً.
يشير أبهري إلى أنّ هذه المسألة مطروحة في البلاد منذ سنوات، لكنّ هذا القرار جاء لكي يضع الأمور في مسارها الصحيح، فهناك بعض المدارس التي لا تراعي النظام التعليمي ولا الاجتماعي، وهو ما يفرض على الأهل وضع أبنائهم في مدارس خاصة غير مجانية على عكس الحكومية، أو حتى وضعهم في دورات تعليمية خارج الصفوف. ويذكر أنّ لهذه الصفوف إغراءاتها، فعدد التلاميذ فيها قليل، وفيها إمكانات أعلى وبالطبع تكاليفها أكثر. ويعتبر أنّ الأمر يخلق شرخاً في المستوى التعليمي بين التلاميذ من الفئة العمرية نفسها، لا سيما أنّ المنهاج الإيراني لا يعد ضعيفاً، وبالتالي يجب وضع قوانين تحقق تكافؤ الفرص التعليمية في جميع المدارس، بما يمنع الاستغلال، بحسب وصفه.
تحفظ على القرار
قرار منع تدريس الإنكليزية نهائياً في مدارس إيران الابتدائية تحفظ بعض الأهالي عليه، لا سيما أولئك الذين يعتبرون اللغة الإنكليزية لغة عالمية يجب أن يتعلمها أبناؤهم منذ الصغر. كذلك، يتحدث بعض الإيرانيين عن اختيارهم المدارس الخاصة أساساً بهدف تعليم أطفالهم لغة ثانية منذ نعومة أظافرهم.
اقــرأ أيضاً
يؤكد نويد في تصريحه أنّ "تدريس اللغة الإنكليزية في المدارس الابتدائية الحكومية وغير الحكومية في ساعات الدوام الرسمي وغير الرسمي، ممنوع"، مؤكداً أنّه سيجري التعامل مع أيّ مخالفات مسجلة مستقبلاً. يضيف نويد أنّه في بعض المدارس الابتدائية يجري تقديم دروس للإنكليزية مضافة على البرنامج التعليمي، ويأخذون من أولياء الأمور مستحقات مالية، واصفاً هذا بالمخالفة القانونية.
في جانب آخر، يؤكد نويد أنّ "الأولوية لتلاميذ الابتدائية ترتبط بتقوية اللغة الفارسية والثقافة الإيرانية الإسلامية، لذلك لا نوصي بتعليم اللغات الأجنبية في هذه السن، وهي التي تقدم في دروس ضمن المنهاج الدراسي اعتباراً من المرحلة الإعدادية المتوسطة".
قد يكون في كلام نويد جوانب مقنعة بحسب بعض الإيرانيين، بالرغم من معارضة البعض، فهناك من يعتبرون أنّه يجب تعليم أبنائهم القراءة والكتابة بالفارسية قبل أن يبدأوا بتعلم لغات ثانية في مراحل أكثر تقدماً، فمنهم من يرى في الأمر مشقة على الأطفال لا سيما أنّ المنهاج الدراسي في إيران ليس سهلاً. آخرون يؤيدون هذا القرار من باب أنّ بعض المدارس باتت تستغل الموضوع بما يكبّد الأهالي المزيد من المصاريف، فيصبحون مضطرين لوضع أبنائهم في دروس لتعلم الإنكليزية التي تقدمها المدارس نفسها ولا تكون ضمن برنامجها الأصلي، كي لا يكون أطفالهم أضعف من غيرهم بالإنكليزية حين يصلون إلى المرحلة الإعدادية، وهو أمر مرهق بحسب البعض.
يعلق عضو لجنة التعليم البرلمانية جبار كوتشكي نجاد على الأمر أنّ القانون في الجمهورية الإسلامية يسمح بتعليم اللغتين الإنكليزية والعربية إلى جانب الفارسية اعتباراً من المرحلة الإعدادية، ولم يكن هناك في الأساس أيّ برامج للغة الإنكليزية في المناهج الابتدائية. ويوضح لـ"العربي الجديد" أنّ هذا القرار يأتي أساساً لمنع الدورات التعليمية في المدارس الابتدائية، والتي تقدمها زيادة على حصصها، مؤكداً أنّ المناهج الإيرانية لا تشمل مقرراً للإنكليزية في هذه المرحلة في الأصل.
وبالرغم من إقراره بقدرات الأطفال الجيدة والمتعلقة بتكلم وتعلم لغتين أو ثلاث في آن واحد، لكنّه يعتبر أنّ النظام الفكري والذهني لبعض الأطفال قد يختل إذا جرى وضعهم تحت ضغط منهاج دراسي ثقيل بعدة لغات. ويقول إنّ المرحلة الابتدائية مبكرة لتعليم لغة ثانية، ويجب الدراسة بلغة واحدة من عمر السابعة حتى 12 عاماً.
يشير أبهري إلى أنّ هذه المسألة مطروحة في البلاد منذ سنوات، لكنّ هذا القرار جاء لكي يضع الأمور في مسارها الصحيح، فهناك بعض المدارس التي لا تراعي النظام التعليمي ولا الاجتماعي، وهو ما يفرض على الأهل وضع أبنائهم في مدارس خاصة غير مجانية على عكس الحكومية، أو حتى وضعهم في دورات تعليمية خارج الصفوف. ويذكر أنّ لهذه الصفوف إغراءاتها، فعدد التلاميذ فيها قليل، وفيها إمكانات أعلى وبالطبع تكاليفها أكثر. ويعتبر أنّ الأمر يخلق شرخاً في المستوى التعليمي بين التلاميذ من الفئة العمرية نفسها، لا سيما أنّ المنهاج الإيراني لا يعد ضعيفاً، وبالتالي يجب وضع قوانين تحقق تكافؤ الفرص التعليمية في جميع المدارس، بما يمنع الاستغلال، بحسب وصفه.
تحفظ على القرار
قرار منع تدريس الإنكليزية نهائياً في مدارس إيران الابتدائية تحفظ بعض الأهالي عليه، لا سيما أولئك الذين يعتبرون اللغة الإنكليزية لغة عالمية يجب أن يتعلمها أبناؤهم منذ الصغر. كذلك، يتحدث بعض الإيرانيين عن اختيارهم المدارس الخاصة أساساً بهدف تعليم أطفالهم لغة ثانية منذ نعومة أظافرهم.