وقال أحد المعتكفين من داخل فلسطين المحتلة عام 1948 لـ"العربي الجديد" إن جنود الاحتلال تعاملوا بوحشية مع المصلين الذين تصدوا لاقتحامات المستوطنين ما تسبب في اشتباك بالأيادي مع الجنود الذين دنسوا المسجد القبلي.
وأشار إلى أنه تم جمع نحو 25 قنبلة غاز من داخل المسجد القبلي، وعشرات القنابل الأخرى في الساحات، إضافة إلى بقايا قنابل الصوت والمطاط.
ووفقاً لمسؤول الإعلام في الأوقاف، فراس الدبس، فقد دنس أكثر من 20 مستوطناً باحات المسجد بعد اقتحامها من ناحية باب المغاربة، ولم تلتفت شرطة الاحتلال لمطالبات مسؤولي الأوقاف بإغلاق باب المغاربة.
من جهته، أكد أحد مسؤولي الحراسة في الأقصى، لـ"العربي الجديد" أن محاولات الحراس لمنع الاقتحامات باءت بالفشل بعد اندفاع أعداد كبيرة من جنود الاحتلال للساحات وهم يطلقون الغاز ويعتدون على الحراس والمصلين، واصفاً ما جرى بأنه اعتداء فاشي ووحشي، لم يراع حرمة المسجد، وروع المصلين والمعتكفين.
في المقابل تجمعت حشود كبيرة من المصلين قبالة باب المغاربة تهتف ضد جنود الاحتلال، وكان مسؤولو الأوقاف منهمكين في محاولاتهم منع الجنود من التعرض للمصلين.
وفي تصريح خاص لـ"العربي الجديد" قال الشيخ عزام الخطيب: "إن الاحتلال يرتكب حماقة كبيرة بسماحه باقتحام الأقصى وتدنيسه خاصة في العشر الأواخر من رمضان حيث يعتكف آلاف المصلين"، محذراً من تكرار ما جرى اليوم.
واتهم الخطيب قوات الاحتلال بمحاولة فرض أمر واقع على الأوقاف بسماحها للمستوطنين بتدنيس الأقصى في العشر الأواخر من رمضان، الأمر الذي لم يكن يحدث في السابق. وأشار الخطيب إلى اتصالات أجراها مع المسؤولين في المملكة الأردنية الهاشمية ووضعهم في صورة الوضع وخطورته.
بدوره دعا رئيس الهيئة الإسلامية، الشيخ عكرمة صبري، المواطنين للدفاع عن المسجد الأقصى وقال لـ"العربي الجديد"، "اليوم اعتدى جنود الاحتلال على المعتكفين وسالت من بعض هؤلاء الدماء نتيجة التعرض لهم بالضرب والإصابة المباشرة بالرصاص المعدني المغلف بالمطاط ولا ندري ما سيحدث غداً"، مضيفاً "ما حدث وقد يحدث غاية في الخطورة إن لم تتدارك الأمة ذلك".
وفي أعقاب هذا الاعتداء منع جنود الاحتلال من هم دون الثلاثين من الدخول للمسجد الأقصى، بينما احتجز عشرات بطاقات الهوية لمصلين شبان، ما زاد من توتر الوضع على بوابات الأقصى التي شهدت مزيداً من التوتر، وبدا الوضع مرشحاً لمزيد من التصعيد والمواجهة.