تعد لعبة "التبوريدة" الشعبية رياضة قديمة في المغرب، ويقام لها احتفال سنوي في عدد من المناطق المغربية، يتم خلاله إعادة تمثيل هجوم عسكري شنه الفرسان على أعدائهم من جيل إلى جيل.
اجتذب فن التبوريدة جمهورا عريضا من المغربيين والسائحين، وألهم عدداً كبيراً من الفنانين العالميين على رأسهم الفرنسي يوجين دولاكروا الذي رسم لوحته الشهيرة "لعبة الريح" أو لعبة "الفنتازيا". وارتبط هذا الفن العريق بفنون عالم الفروسية، لما يحمله من جمالية تزيين الفَرَس وأناقة الفارس، تتم فيه العودة إلى زمن الحرب من خلال إعادة تمثيلية معركة تظهر مدى شراسة وقوة الفرسان.
وتقول الدكتورة سارة السادني، أو "فارسة القبيلة"، كما تحب أن تلقب، لـ "العربي الجديد"، "أنا أمارس هوايتي وهواية والدي التي ورثناها عن أجدادنا، ومشاركتي كأنثى لا أرى فيها شيئاً مختلفاً عن فارسات مسابقات الفروسية الأوروبية، أنا ومثلي الكثيرات من الفارسات هنا تألقنا بالتنظيم الجيد وحسّنا العالي في استخدام البنادق بشكل متقن بشكل ربما أفضل من الرجال، عائلتي فخورة بي وأتمنى أن أجعل هذه الرياضة أكثر عالمية".
من جهته، أشار محمد أولغازي، الحاصل على ماجستير في مادة القانون، والذي يشارك سنوياً في الاحتفال، إلى أن العلاقة بين الفارس وفرسه تبلغ درجة عالية من الانسجام وتظهر في تجاوب الفرس مع الفارس أثناء العدو وأثناء التوقف. وروى أولغازي لـ"العربي الجديد" أن بعض الفرسان يقومون بحركات رياضية خطرة على ظهر الفرس وتحت بطنه تبلغ درجة التكامل والالتحام.
ولمهرجان فن "التبوريدة" السنوي طقوس صارمة يحترمها جل الفرسان والفارسات المشاركين، إذ يبدأ الفارس بالركوع طلبا للسلامة والعون، قبل أن يودع الجالسين طالبا منهم أن يدعوا له بالسلامة، ثم الخروج بمعية معاونَيْن يساعدانه على ركوب الفرس، ويستحسن أن يركب من الجهة اليمنى تفاديا للسقوط أو سوء الطالع. يتوجه الفارس مباشرة إلى بداية الميدان، مع إلقاء التحية بصوت عال على الفرسان الذين سبقوه إلى هناك بقول "مرحبا أيها الفرسان"، ثم ترتب أماكن الفرسان وفق ما يقرره قائد "السرب" أو الكتيبة، الذي يتم اختياره عادة لجمال صوته وجواده، وغلاء سرجه الذي قد يصل ثمنه لـ 40 ألف دولار. يتقدم "القائد" من الكتيبة فيحمسها بأشعار تلهب الحضور، ثم يستمر في تشجيع الفرسان مذكرا بأمجاد الأجداد وضرورة الحفاظ عليها. يتم ذلك وسط تشجيع من الحضور وزغاريد النساء كنوع آخر من تشجيع المقاتلين على خوض المعركة.
يخرج قائد الكتيبة ومعه الفرسان، ويطوفون حول المضمار وهم يرددون اسم القبيلة وإعلانها للحاضرين، ثم يرجع إلى فرقته ويصيح بأعلى صوته "إيعاز خاص"، يرفع الفرسان على إثرها بنادقهم التقليدية المزينة بالخيوط الذهبية أو الفضية المتموجة نحو السماء، ثم يبدأ التقدم بخطوات متقاربة، في علاقة ثلاثية منسجمة بين القائد والفرسان وخيولهم.
اقــرأ أيضاً
تتقدم "الكتيبة" في صف مستقيم تتبختر فيه الخيول في مشية أنيقة، ثم يصرخ المقدم مجددا "استقيموا"، عندها يتوقف الفرسان ويسود الهدوء في التزام تام انتظاراً لإشارة الانطلاق. مع صرخة القائد "الحافظ الله" تنطلق الخيل فلا يسمع صوت غير صوت حوافرها تنهب الأرض، وعلى ظهورها فرسان واقفون أو يقومون بألعاب رياضية سريعة. مع اقتراب "السرب" من خط الوصول يصرخ القائد بصوت عال بالاستعداد، فيمتثل الفرسان بوضع البنادق على الصدور موجهة إلى الأمام بينما تزيد الخيول من سرعتها. عند الاقتراب من خط النهاية، تطلق صيحة أخرى من القائد تأمر الكتيبة بالاستعداد لوضع إطلاق النار، فتوجه البنادق إلى الأعلى، وعند خط الوصول تماماً يطلق الفرسان العنان للنار والبارود على أن تكون الطلقة موحدة بصوت واحد وتوقيت زمني جيد، في لوحة فائقة الجمال.
اجتذب فن التبوريدة جمهورا عريضا من المغربيين والسائحين، وألهم عدداً كبيراً من الفنانين العالميين على رأسهم الفرنسي يوجين دولاكروا الذي رسم لوحته الشهيرة "لعبة الريح" أو لعبة "الفنتازيا". وارتبط هذا الفن العريق بفنون عالم الفروسية، لما يحمله من جمالية تزيين الفَرَس وأناقة الفارس، تتم فيه العودة إلى زمن الحرب من خلال إعادة تمثيلية معركة تظهر مدى شراسة وقوة الفرسان.
وتقول الدكتورة سارة السادني، أو "فارسة القبيلة"، كما تحب أن تلقب، لـ "العربي الجديد"، "أنا أمارس هوايتي وهواية والدي التي ورثناها عن أجدادنا، ومشاركتي كأنثى لا أرى فيها شيئاً مختلفاً عن فارسات مسابقات الفروسية الأوروبية، أنا ومثلي الكثيرات من الفارسات هنا تألقنا بالتنظيم الجيد وحسّنا العالي في استخدام البنادق بشكل متقن بشكل ربما أفضل من الرجال، عائلتي فخورة بي وأتمنى أن أجعل هذه الرياضة أكثر عالمية".
من جهته، أشار محمد أولغازي، الحاصل على ماجستير في مادة القانون، والذي يشارك سنوياً في الاحتفال، إلى أن العلاقة بين الفارس وفرسه تبلغ درجة عالية من الانسجام وتظهر في تجاوب الفرس مع الفارس أثناء العدو وأثناء التوقف. وروى أولغازي لـ"العربي الجديد" أن بعض الفرسان يقومون بحركات رياضية خطرة على ظهر الفرس وتحت بطنه تبلغ درجة التكامل والالتحام.
ولمهرجان فن "التبوريدة" السنوي طقوس صارمة يحترمها جل الفرسان والفارسات المشاركين، إذ يبدأ الفارس بالركوع طلبا للسلامة والعون، قبل أن يودع الجالسين طالبا منهم أن يدعوا له بالسلامة، ثم الخروج بمعية معاونَيْن يساعدانه على ركوب الفرس، ويستحسن أن يركب من الجهة اليمنى تفاديا للسقوط أو سوء الطالع. يتوجه الفارس مباشرة إلى بداية الميدان، مع إلقاء التحية بصوت عال على الفرسان الذين سبقوه إلى هناك بقول "مرحبا أيها الفرسان"، ثم ترتب أماكن الفرسان وفق ما يقرره قائد "السرب" أو الكتيبة، الذي يتم اختياره عادة لجمال صوته وجواده، وغلاء سرجه الذي قد يصل ثمنه لـ 40 ألف دولار. يتقدم "القائد" من الكتيبة فيحمسها بأشعار تلهب الحضور، ثم يستمر في تشجيع الفرسان مذكرا بأمجاد الأجداد وضرورة الحفاظ عليها. يتم ذلك وسط تشجيع من الحضور وزغاريد النساء كنوع آخر من تشجيع المقاتلين على خوض المعركة.
يخرج قائد الكتيبة ومعه الفرسان، ويطوفون حول المضمار وهم يرددون اسم القبيلة وإعلانها للحاضرين، ثم يرجع إلى فرقته ويصيح بأعلى صوته "إيعاز خاص"، يرفع الفرسان على إثرها بنادقهم التقليدية المزينة بالخيوط الذهبية أو الفضية المتموجة نحو السماء، ثم يبدأ التقدم بخطوات متقاربة، في علاقة ثلاثية منسجمة بين القائد والفرسان وخيولهم.
تتقدم "الكتيبة" في صف مستقيم تتبختر فيه الخيول في مشية أنيقة، ثم يصرخ المقدم مجددا "استقيموا"، عندها يتوقف الفرسان ويسود الهدوء في التزام تام انتظاراً لإشارة الانطلاق. مع صرخة القائد "الحافظ الله" تنطلق الخيل فلا يسمع صوت غير صوت حوافرها تنهب الأرض، وعلى ظهورها فرسان واقفون أو يقومون بألعاب رياضية سريعة. مع اقتراب "السرب" من خط الوصول يصرخ القائد بصوت عال بالاستعداد، فيمتثل الفرسان بوضع البنادق على الصدور موجهة إلى الأمام بينما تزيد الخيول من سرعتها. عند الاقتراب من خط النهاية، تطلق صيحة أخرى من القائد تأمر الكتيبة بالاستعداد لوضع إطلاق النار، فتوجه البنادق إلى الأعلى، وعند خط الوصول تماماً يطلق الفرسان العنان للنار والبارود على أن تكون الطلقة موحدة بصوت واحد وتوقيت زمني جيد، في لوحة فائقة الجمال.