في الماضي، ارتبط الحائط في الجزائر، بفئة العاطلين الذين كان يطلق عليهم "الحيطيست"، كونهم يتكئون على الحوائط طوال اليوم دون عمل، وفي السنوات الأخيرة، تحول إلى فضاء لرسم أحلام الشباب، من طالبي العمل أو السكن أو طالبي الهجرة، أو الفنانين، وحتى العشاق، فالحائط هو الفضاء الأمثل للتعبير بحرية في بلد النسبة الأكبر بين عدد سكانه من الشباب.
يقول الهادي (25 سنة) لـ"العربي الجديد"، إن "الحائط يرافقنا ويسعنا جميعا. فيه أكتب وأهرب، أو أرسم وأحلم، بالأحرى أقول ما لا يمكنني التعبير عنه في قصص لساعات، إنه المتنفس أو الملجأ".
ويعتبر الهادي جدار البناية التي يسكنها في قلب العاصمة الجزائرية، المكان الوحيد الذي يمكنه فيه تفريغ الأحلام والمطالب، ويقول "نريد عملا، ونريد سكنا، الحائط فقط يتيح لنا قول ذلك".
ويرى بعض الشباب أن الحائط تفوّق في الجزائر على وسائل التواصل الاجتماعي التي يعتبرها كثيرون حول العالم وسيلة للتعبير الحر، وبالنسبة لسيد علي، من منطقة "باب الوادي" بأعالي العاصمة، فالحائط "وسيلة تعبير أوسع انتشارا بين شريحة كبيرة من البشر، لأنه يمكن لأي شخص مشاهدة الرسومات والكتابات عليه".
"في الشارع، لا يمكن حصر الموضوعات التي يتناولها الشباب على الحوائط، بعضها يرتبط بكرة القدم والفرق الرياضية المتنافسة، وبعضها مطالب مرتبطة بالشغل والأجور، أو بأحلام لم تتحقق، أو بحكم متوارثة"، حسب قول صلاح الدين (32 سنة) لـ"العربي الجديد".
ويضيف: "تشهد الجزائر منذ 2009 العديد من الأحداث المرتبطة بالهم الاجتماعي والاقتصادي، والتي دفعت كثيرين إلى التعبير عن مطالبهم بكلمات مقتضبة على الجدران، فيما شهدت البلاد أفراحا ارتبطت بالمنتخب الجزائري لكرة القدم مثل تأهله لكأس العالم 2014، وهو حدث رسخته الجدران".
وتتغير الكتابات الحائطية بمرور السنوات، تقول الباحثة في علم الاجتماع، نور الهدى سوامي، لـ"العربي الجديد": "في السبعينات كانت الكتابات الحائطية تتعلق بالهجرة إلى الضفة الأخرى من البحر المتوسط، وغالبا ما ارتبطت بعبارات مثل (أعطونا الفيزا) أو (بابور مرسيليا)، ومع مرور الزمن تبدلت الأحلام".
وتضيف سوامي: "في سنوات العشرية السوداء كانت الكتابات الحائطية مرعبة، وخصوصا ما تعلق منها بانذارات القتل والدم والتنكيل، وشعارات لازالت حتى اليوم غير مفهومة لدى البعض".
وتابعت: "بعد سنة 2000، بقيت الهجرة في عقول عشرات الشباب، إلا أن الكتابات تغيرت أيضا. يعبر شباب اليوم بأقوال منها (ياكلني الحوت في البحر، ولا ياكلني الدود معاكم)، وغيرها من العبارات التي لا تكاد تخلو من إحباط كبير وشعور بالأزمة الاجتماعية والاقتصادية".
يقول الهادي (25 سنة) لـ"العربي الجديد"، إن "الحائط يرافقنا ويسعنا جميعا. فيه أكتب وأهرب، أو أرسم وأحلم، بالأحرى أقول ما لا يمكنني التعبير عنه في قصص لساعات، إنه المتنفس أو الملجأ".
ويعتبر الهادي جدار البناية التي يسكنها في قلب العاصمة الجزائرية، المكان الوحيد الذي يمكنه فيه تفريغ الأحلام والمطالب، ويقول "نريد عملا، ونريد سكنا، الحائط فقط يتيح لنا قول ذلك".
ويرى بعض الشباب أن الحائط تفوّق في الجزائر على وسائل التواصل الاجتماعي التي يعتبرها كثيرون حول العالم وسيلة للتعبير الحر، وبالنسبة لسيد علي، من منطقة "باب الوادي" بأعالي العاصمة، فالحائط "وسيلة تعبير أوسع انتشارا بين شريحة كبيرة من البشر، لأنه يمكن لأي شخص مشاهدة الرسومات والكتابات عليه".
"في الشارع، لا يمكن حصر الموضوعات التي يتناولها الشباب على الحوائط، بعضها يرتبط بكرة القدم والفرق الرياضية المتنافسة، وبعضها مطالب مرتبطة بالشغل والأجور، أو بأحلام لم تتحقق، أو بحكم متوارثة"، حسب قول صلاح الدين (32 سنة) لـ"العربي الجديد".
ويضيف: "تشهد الجزائر منذ 2009 العديد من الأحداث المرتبطة بالهم الاجتماعي والاقتصادي، والتي دفعت كثيرين إلى التعبير عن مطالبهم بكلمات مقتضبة على الجدران، فيما شهدت البلاد أفراحا ارتبطت بالمنتخب الجزائري لكرة القدم مثل تأهله لكأس العالم 2014، وهو حدث رسخته الجدران".
وتتغير الكتابات الحائطية بمرور السنوات، تقول الباحثة في علم الاجتماع، نور الهدى سوامي، لـ"العربي الجديد": "في السبعينات كانت الكتابات الحائطية تتعلق بالهجرة إلى الضفة الأخرى من البحر المتوسط، وغالبا ما ارتبطت بعبارات مثل (أعطونا الفيزا) أو (بابور مرسيليا)، ومع مرور الزمن تبدلت الأحلام".
وتضيف سوامي: "في سنوات العشرية السوداء كانت الكتابات الحائطية مرعبة، وخصوصا ما تعلق منها بانذارات القتل والدم والتنكيل، وشعارات لازالت حتى اليوم غير مفهومة لدى البعض".
وتابعت: "بعد سنة 2000، بقيت الهجرة في عقول عشرات الشباب، إلا أن الكتابات تغيرت أيضا. يعبر شباب اليوم بأقوال منها (ياكلني الحوت في البحر، ولا ياكلني الدود معاكم)، وغيرها من العبارات التي لا تكاد تخلو من إحباط كبير وشعور بالأزمة الاجتماعية والاقتصادية".