تأتي التصريحات إثر حكم قضائي صدر في وقت سابق يوم الثلاثاء يلغي قراراً حكومياً بنقل مسؤولية الفحص من إدارة الحجر الزراعي إلى وزارة التجارة، ويعيد العمل بسياسة عدم السماح بأي نسبة من الإصابة بفطر الإرجوت في الشحنات.
وقال المتحدث إن الحكومة يمكنها الطعن على الحكم في غضون 60 يوماً.
وقال المحامي خالد علي الذي يمثل موظفي وزارة الزراعة مقيمي الدعوى، وفقاً لوكالة "رويترز" إن الحكم يعني أن على مصر العودة إلى حظر الإرجوت المثير للجدل، والذي تسبب في عزوف الموردين عن المشاركة في المناقصات التي تطرحها الدولة وحد عمليا من قدرة البلاد على الحصول على الحبوب من الأسواق العالمية.
كانت مصر قد سمحت باستيراد شحنات القمح، لا تزيد نسبة الإرجوت فيها عن 0.05%، وهو معيار عالمي شائع وذلك إرضاء لموردين عالميين دانوا قراراً سابقاً للحكومة بمنع استيراد أقماح تحتوي على أي نسبة من فطر الإرجوت.
ويقول الموردون إن سياسة عدم السماح بأي نسبة إرجوت مستحيلة التطبيق، ما دفع الكثيرين إلى رفع الأسعار أو تجنّب العطاءات الحكومية المصرية.وفوّضت وزارة الزراعة منظمة الأمم المتحدة للأغذية والزراعة (فاو) في يونيو/ حزيران الماضي بإجراء دراسة حول الفطر، لحل المشكلة والمساهمة في توحيد القواعد التنظيمية في البلاد لإنهاء التعارض بين القواعد التي تعمل بها إدارة الحجر الزراعي، وتلك التي تتبناها وزارتا التموين والزراعة.
ويمكن أن يؤدي تناول مواد تحتوي على فطر الإرجوت بكميات كبيرة إلى الهلوسة، لكنه غير ضار عند المستويات المتدنية.
واشترت هيئة السلع التموينية نحو 5.6 ملايين طن من القمح في موسم 2016-2017 الذي ينتهي مع انطلاق الحصاد المحلي، بزيادة نحو 25% عن مشتريات العام الماضي البالغة نحو 4.5 ملايين.
وكانت مصر، أكبر مستورد للقمح في العالم، قد قالت إنها تهدف إلى شراء نحو 4 إلى 4.5 ملايين طن من المزارعين هذا الموسم، والحد من التسريب الذي كلف الدولة مئات الملايين من الدولارات في الأعوام الماضية.
ويبدأ حصاد محصول القمح المصري قرب منتصف إبريل/ نيسان ويستمر حتى يوليو/ تموز، وتضع مصر قواعد صارمة في مشترياتها من القمح المحلي لمنع الاحتيال.
ودارت شكوك حول كميات القمح التي اشترتها الحكومة من المزارعين المحليين في الموسم الماضي الممتد بين إبريل/ نيسان ويونيو/ حزيران، بعدما أعلنت وزارة التموين توريد رقم قياسي يتجاوز 5 ملايين طن، ما دفع البرلمان إلى تشكيل لجنة كشفت، بعد تفتيش عدد من الصوامع، عن نقص بين الكميات الموجودة فعليا والمُعلن عنها رسميا، يتجاوز مليوني طن.