تتعرض قناة السويس وتوسعاتها الجديدة إلى مخاطر، جراء اقتراب جماعة "أنصار الله" (الحوثيون) من السيطرة على مضيق باب المندب في اليمن.
وفي الوقت الذي تراهن فيه القاهرة على الاتفاقات الدولية في حماية الممرات العالمية وفي مقدمها قناة السويس، حذر خبراء اقتصاد ونقل بحري من التراخي في التعامل مع الأخطار التي تحيط بقناة السويس، التي تعتمد بشكل أساسي على السفن المارة عبر البحر الأحمر، مؤكدين أن ما يحدث في اليمن هو تهديد واضح للاقتصاد المصري وللأمن القومي المصري.
وتدر قناة السويس نحو 5.6 مليار دولار لمصر سنويّاً وبما يعادل نحو 10% من إيرادات النقد الأجنبي للبلاد، في حين تتوزع الموارد الأخرى ما بين السياحة والاستثمارات الخارجية والصادرات وتحويلات العاملين في الخارج .
وأبدى محللون مخاوفهم من سرعة تحرك الحوثيين نحو باب المندب، وانتشار حالة الانفلات الأمني في اليمن التي قد تؤدي إلى التأثير سلباً على معدل مرور السفن المتدفقة إلى قناة السويس، وبالتالي التأثير على إيراداتها أو تعطل التوسعات الجديدة في القناه التي تحتاج إلى ضخ استثمارات ضخمة في السنوات المقبلة.
وبدأت مصر في إجراء توسعات جديدة في مشروع قناة السويس في أغسطس/ الماضي، وتم جمع 64 مليار جنيه (9 مليارات دولار)، عبر شهادات بفائدة 12 %، لتمويل المشروع.
وحسب محللين " تثير الأزمة اليمنية، خصوصاً علي المستوي الأمني، قلقاً في القاهرة من السيطرة على مضيق باب المندب من الحوثيين، إلا أن " تحركات المسؤولين المصريين لمواجهة الخطر القادم من باب المندب، كانت ضعيفة رغم مساسه بالأمن القومي المصري، واقتصرت على تصريحات إعلامية" حسب هؤلاء.
وقبل أيام قال رئيس هيئة قناة السويس، مهاب مميش : " مصر لن تسمح للحوثيين بالسيطرة على مضيق باب المندب لما له من تأثير على قناة السويس وحركة الملاحة فيها".
وقال وزير الخارجية المصري، سامح شكري، في نهاية الأسبوع الماضي: "إن القوانين الدولية تكفل حرية الملاحة، وبالتالي فإن تهديد الحوثيين في اليمن ليس مباشراً، وإنه حال تحول الأمر لتهديد مباشر فمصر لن تتأخر عن ضمان أمنها القومي".
واعتبر خبراء أن تصريحات المسؤولين المصريين حول أزمة مضيق باب المندب حال سيطرة الحوثيين عليه، استهلاك سياسي، من دون تحرك فاعل، وقلّلوا من جدوى وأهمية حديث مميش حول عدم سماح مصر بالسيطرة على المضيق، وقال الخبير العسكري، اللواء عادل سليمان، لـ"العربي الجديد": "حديث مميش حول مضيق باب المندب، لا تعدو كونها مجرد تصريحات سياسية فقط، ولا تمت للواقع بصلة".
وأضاف: "مضيق باب المندب ممر دولي لا يمكن إغلاقه بالصورة التي يتحدث عنها مميش، أو السيطرة عليه، لأن هذا يستدعي تدخلاً دوليّاً من كل الدول".
وأبدى تعجبه من حديث مميش عن أمور تتعلق بالأمن القومي المصري، قائلا: هذا أمر متعلق بالقوات المسلحة والقيادات العليا في الدولة. ومستنكرا عدم تدخل مصر في الأزمة لما لها من ضرر على أمنها القومي .
وتابع: "مضيق باب المندب أغلق من قبل ولكن في ظروف استثنائية، وليس بصفة طبيعية، لأنه مجرى ملاحي دولي تحكمه قوانين واتفاقيات دولية".
ولفت إلى أن المضيق تشرف عليه الحكومة اليمنية، وليس هناك حاجة للسيطرة عليه بالطريقة نفسها التي يتحدث عنها مميش.
وقال إبراهيم يسري، مساعد وزير الخارجية المصري السابق، إن حديث مميش مجرد استهلاك سياسي للأزمة في اليمن وانعكاسها على مصر، وأكد لـ"العربي الجديد"، أن الأزمة في اليمن داخلية بحتة، ولا يمكن التدخل فيها".
وأشار إلى أن مميش يلمح إلى التدخل العسكري بهذه الصورة في اليمن، وبذلك تكرر مصر ما حدث في عهد عبد الناصر في حرب اليمن، ومُني الجيش المصري بهزيمة ثقيلة، ولفت الى أن الجيش لم يدخل حرباً منذ 40 عاماً.
وشدد على أن مضيق باب المندب، ممر ملاحي دولي يحدد الحركة فيه اتفاقيات دولية، ولا يمكن للدول الكبرى السماح بالعبث فيه، وإلا سيكون هناك تدخل حازم خصوصاً، حال استهداف سفنها.
وقال رئيس وحدة دراسات الخليج في مركز الأهرام للدراسات السياسية والاستراتيجية، معتز سلامة، في تصريحات "الوضع في اليمن برغم أنه يتجه لعقد صفقة بين الحوثيين والسلطة، إلا أن الضعف أصبح هو الصفة اللصيقة بالدولة اليمنية، ومحاولة الاستيلاء على السلطة سيتكرر بنسبة كبيرة، ربما من جانب الحوثيين أو الجماعات المتطرفة والمسلحة بالجنوب، أو من الجماعات المنبثقة عن تنظيم القاعدة".
بينما قال الخبير الاستراتيجي وعضو المجلس المصري للشؤون الخارجية والدبلوماسية، صلاح سالم: "إن سيطرة الحوثيين على مقاليد الحياة في اليمن تهدد جانباً كبيراً من الأمن القومي المصري متمثلاً في قناة السويس".
وأضاف سالم، في تصريحات إعلامية، أخيراً، أنه "بشكل عام يعد التحكم في المضايق الاستراتيجية سواء برية أو بحرية ظاهرة خطيرة، حيث إن من يتحكم فيها يستطيع أن يفرض إرادته على الجميع مهما كانت إمكاناته محدودة وسلاحه بسيطاً".
وقال مستشار مركز دراسات الشرق الأوسط، محمد مجاهد، إن البحر الأحمر يعد أحد دوائر الأمن القومي المصري، التي باتت مهددة بسبب التحرك الحوثي، والذي يسعى وفقاً للاستراتيجية الإيرانية للسيطرة على مضيق باب المندب.
وأضاف مجاهد، "أحد عناصر الاستراتيجية الأميركية المهمة ضمان أمن الطاقة، البترول والغاز، في منطقة البحر الأحمر وتأمين مسار نقلها عبر البحر، وإيران تسعى لأن تكون طرفاً أصيلاً في هذه الاستراتيجية بالتحكم في مسار نقل الطاقة من خلال السيطرة على مضيق باب المندب، ومن ثم تستطيع إجبار أميركا على الحوار معها".
ووجه القيادي في الجبهة السلفية، هشام كمال، انتقادات للنظام القائم في مصر من حيث عدم قدرته على التدخل لحماية الأمن القومي للبلاد، وقال لـ"العربي الجيد": "إن النظام السياسي منشغل فقط بقتل معارضيه دون التحرك بقوة لحماية الأمن القومي."، وأضاف "إن الأزمة تكمن في عدم قدرة النظام على النظر إلى الأخطار التي تواجه مصر في ظل التطورات التي تشهدها المنطقة في اللحظة الراهنة".
وفي الوقت الذي تراهن فيه القاهرة على الاتفاقات الدولية في حماية الممرات العالمية وفي مقدمها قناة السويس، حذر خبراء اقتصاد ونقل بحري من التراخي في التعامل مع الأخطار التي تحيط بقناة السويس، التي تعتمد بشكل أساسي على السفن المارة عبر البحر الأحمر، مؤكدين أن ما يحدث في اليمن هو تهديد واضح للاقتصاد المصري وللأمن القومي المصري.
وتدر قناة السويس نحو 5.6 مليار دولار لمصر سنويّاً وبما يعادل نحو 10% من إيرادات النقد الأجنبي للبلاد، في حين تتوزع الموارد الأخرى ما بين السياحة والاستثمارات الخارجية والصادرات وتحويلات العاملين في الخارج .
وأبدى محللون مخاوفهم من سرعة تحرك الحوثيين نحو باب المندب، وانتشار حالة الانفلات الأمني في اليمن التي قد تؤدي إلى التأثير سلباً على معدل مرور السفن المتدفقة إلى قناة السويس، وبالتالي التأثير على إيراداتها أو تعطل التوسعات الجديدة في القناه التي تحتاج إلى ضخ استثمارات ضخمة في السنوات المقبلة.
وبدأت مصر في إجراء توسعات جديدة في مشروع قناة السويس في أغسطس/ الماضي، وتم جمع 64 مليار جنيه (9 مليارات دولار)، عبر شهادات بفائدة 12 %، لتمويل المشروع.
وحسب محللين " تثير الأزمة اليمنية، خصوصاً علي المستوي الأمني، قلقاً في القاهرة من السيطرة على مضيق باب المندب من الحوثيين، إلا أن " تحركات المسؤولين المصريين لمواجهة الخطر القادم من باب المندب، كانت ضعيفة رغم مساسه بالأمن القومي المصري، واقتصرت على تصريحات إعلامية" حسب هؤلاء.
وقبل أيام قال رئيس هيئة قناة السويس، مهاب مميش : " مصر لن تسمح للحوثيين بالسيطرة على مضيق باب المندب لما له من تأثير على قناة السويس وحركة الملاحة فيها".
وقال وزير الخارجية المصري، سامح شكري، في نهاية الأسبوع الماضي: "إن القوانين الدولية تكفل حرية الملاحة، وبالتالي فإن تهديد الحوثيين في اليمن ليس مباشراً، وإنه حال تحول الأمر لتهديد مباشر فمصر لن تتأخر عن ضمان أمنها القومي".
واعتبر خبراء أن تصريحات المسؤولين المصريين حول أزمة مضيق باب المندب حال سيطرة الحوثيين عليه، استهلاك سياسي، من دون تحرك فاعل، وقلّلوا من جدوى وأهمية حديث مميش حول عدم سماح مصر بالسيطرة على المضيق، وقال الخبير العسكري، اللواء عادل سليمان، لـ"العربي الجديد": "حديث مميش حول مضيق باب المندب، لا تعدو كونها مجرد تصريحات سياسية فقط، ولا تمت للواقع بصلة".
وأضاف: "مضيق باب المندب ممر دولي لا يمكن إغلاقه بالصورة التي يتحدث عنها مميش، أو السيطرة عليه، لأن هذا يستدعي تدخلاً دوليّاً من كل الدول".
وأبدى تعجبه من حديث مميش عن أمور تتعلق بالأمن القومي المصري، قائلا: هذا أمر متعلق بالقوات المسلحة والقيادات العليا في الدولة. ومستنكرا عدم تدخل مصر في الأزمة لما لها من ضرر على أمنها القومي .
وتابع: "مضيق باب المندب أغلق من قبل ولكن في ظروف استثنائية، وليس بصفة طبيعية، لأنه مجرى ملاحي دولي تحكمه قوانين واتفاقيات دولية".
ولفت إلى أن المضيق تشرف عليه الحكومة اليمنية، وليس هناك حاجة للسيطرة عليه بالطريقة نفسها التي يتحدث عنها مميش.
وقال إبراهيم يسري، مساعد وزير الخارجية المصري السابق، إن حديث مميش مجرد استهلاك سياسي للأزمة في اليمن وانعكاسها على مصر، وأكد لـ"العربي الجديد"، أن الأزمة في اليمن داخلية بحتة، ولا يمكن التدخل فيها".
وأشار إلى أن مميش يلمح إلى التدخل العسكري بهذه الصورة في اليمن، وبذلك تكرر مصر ما حدث في عهد عبد الناصر في حرب اليمن، ومُني الجيش المصري بهزيمة ثقيلة، ولفت الى أن الجيش لم يدخل حرباً منذ 40 عاماً.
وشدد على أن مضيق باب المندب، ممر ملاحي دولي يحدد الحركة فيه اتفاقيات دولية، ولا يمكن للدول الكبرى السماح بالعبث فيه، وإلا سيكون هناك تدخل حازم خصوصاً، حال استهداف سفنها.
وقال رئيس وحدة دراسات الخليج في مركز الأهرام للدراسات السياسية والاستراتيجية، معتز سلامة، في تصريحات "الوضع في اليمن برغم أنه يتجه لعقد صفقة بين الحوثيين والسلطة، إلا أن الضعف أصبح هو الصفة اللصيقة بالدولة اليمنية، ومحاولة الاستيلاء على السلطة سيتكرر بنسبة كبيرة، ربما من جانب الحوثيين أو الجماعات المتطرفة والمسلحة بالجنوب، أو من الجماعات المنبثقة عن تنظيم القاعدة".
بينما قال الخبير الاستراتيجي وعضو المجلس المصري للشؤون الخارجية والدبلوماسية، صلاح سالم: "إن سيطرة الحوثيين على مقاليد الحياة في اليمن تهدد جانباً كبيراً من الأمن القومي المصري متمثلاً في قناة السويس".
وأضاف سالم، في تصريحات إعلامية، أخيراً، أنه "بشكل عام يعد التحكم في المضايق الاستراتيجية سواء برية أو بحرية ظاهرة خطيرة، حيث إن من يتحكم فيها يستطيع أن يفرض إرادته على الجميع مهما كانت إمكاناته محدودة وسلاحه بسيطاً".
وقال مستشار مركز دراسات الشرق الأوسط، محمد مجاهد، إن البحر الأحمر يعد أحد دوائر الأمن القومي المصري، التي باتت مهددة بسبب التحرك الحوثي، والذي يسعى وفقاً للاستراتيجية الإيرانية للسيطرة على مضيق باب المندب.
وأضاف مجاهد، "أحد عناصر الاستراتيجية الأميركية المهمة ضمان أمن الطاقة، البترول والغاز، في منطقة البحر الأحمر وتأمين مسار نقلها عبر البحر، وإيران تسعى لأن تكون طرفاً أصيلاً في هذه الاستراتيجية بالتحكم في مسار نقل الطاقة من خلال السيطرة على مضيق باب المندب، ومن ثم تستطيع إجبار أميركا على الحوار معها".
ووجه القيادي في الجبهة السلفية، هشام كمال، انتقادات للنظام القائم في مصر من حيث عدم قدرته على التدخل لحماية الأمن القومي للبلاد، وقال لـ"العربي الجيد": "إن النظام السياسي منشغل فقط بقتل معارضيه دون التحرك بقوة لحماية الأمن القومي."، وأضاف "إن الأزمة تكمن في عدم قدرة النظام على النظر إلى الأخطار التي تواجه مصر في ظل التطورات التي تشهدها المنطقة في اللحظة الراهنة".