الدراما السورية :عين النظام... والعودة إلى الواقع
تفرج الدراما السورية في موسم رمضان 2019 عن عدد كبير من المسلسلات. ورغم سعي بعض الكتاب والمخرجين لإنتاج مشاريع رقمية تناسب منصات العرض الإلكتروني، إلا أنّ الحصة التلفزيونية ما زالت الكبرى من ناحية العرض. علماً أن الموسم يأتي في ظل أزمات اقتصادية متتالية تعصف في سورية بعد هدوء نيران المعارك نسبياً مقارنة بالسنوات السابقة. واللافت هذا العام كان السطوة الكبيرة للنظام السوري إن كان لجهة الإنتاج أو لجهة متابعة عمليات التصوير في الداخل السوري.
وهذا العام يمكن اعتبار إعادة تموضع "مؤسسة أبو ظبي للإعلام" على ساحة الإنتاج السوري، الحدث الأكثر تأثيراً على نتاج الموسم، من دون إغفال الانفتاح اللبناني المحدود على البيئة السورية ــ كمخطط قيد الاستثمار في السنوات المقبلة ــ تزامناً مع مرحلة إعادة الإعمار.
"الفيتو" على الداخل
رغم توفر عدد كبير من المسلسلات السورية، إلا أنّ قليلا منها نال فرصة العرض عربياً. ونحن نتحدّث هنا بشكل رئيسي عن الأعمال التي انتجتها شركات سورية محلية في الداخل. فبعد تطبيع الإمارات لعلاقاتها مع النظام في دمشق، دارت عجلة كاميرات أبوظبي عبر شركتي إنتاج منفذتين هما "آي سي ميديا"، و"غولدن تاتش". وبذلك ضمنت الشركتان عبور أعمالهما إلى الشاشات العربية.
في المقابل عانت شركات مثل "إيمار الشام"، و"غولدن لاين"، وCut من بيع أعمالها على نطاق واسع عربياً، فكان الخيار هو قنوات فضائية متواضعة لناحية نسب المشاهدة والانتشار.
أول هذه الأعمال التي قوبلت بالفيتو هو مسلسل "مسافة أمان" للمخرج الليث حجو. وهو الثالث في الفشل التسويقي لشركة "إيمار الشام" بعد مسلسلي "شوق" و"الواق واق". وتأتي أزمات التسويق رغم سعي الشركة لتصميم العمل وفق معايير الأعمال الشهيرة في ذاكرة المشاهد السوري: استعانت بإيمان السعيد في كتابة السيناريو، وبسلافة معمار وكاريس بشار في البطولة. كما تضمن المسلسل عودة الفنان قيس الشيخ نجيب للتمثيل داخل دمشق بعد انقطاع عن الدراما السورية المنجزة في الداخل منذ بداية الثورة. كذلك اتكأ المسلسل على أسماء عدة تصنع قوة العمل عبد المنعم عمايري، ونادين تحسين بيك، وسوسن أبوعفّار.
العمل الثاني الذي تعثر تسويقه جزئياً هو مسلسل "سلاسل دهب". إذ تم بيعه بسعر منخفض جداً لتلفزيون "دبي" المنكفئ عن عرض دراما سورية منذ أربعة أعوام. ويعيد العمل تقديم ثنائية شهيرة في دراما البيئة الشامية تقوم على لقاء الفنان بسام كوسا والفنانة كاريس بشار، مع مجموعة من النجوم الكبار والشباب منهم من يعود للدراما السورية بعد غياب كمها المصري وابنتها ديمة بياعة، ومنهم من يحضر في دراما البيئة الشامية للمرة الأولى كالفنان سامر اسماعيل. يطرح المسلسل حكاية شامية كتبها سيف رضا حامد عن الطمع وصراع القوة بين الرجل والمرأة انطلاقاً من الصائغ "مهيوب" وزوجاته الثلاث وما يحدث من مكائد بينهنّ.
مسلسل "هوا أصفر" المؤجل من عام 2018 لم ينل للسنة الثانية على التوالي فرصة عرض مناسبة، وهو ثالث عمل يجمع الكاتبين علي وجيه ويامن الحجلي في حين تتكرر شراكتهما مع المخرج أحمد إبراهيم أحمد. ورغم اعتماد المسلسل السوري على عناصر لبنانية من أجل التسويق تمثلت بحضور مجموعة من الفنانين اللبنانيين أبرزهم يوسف الخال، وفادي إبراهيم إلى جانب الفنانين سلاف فواخرجي، ووائل شرف، وتيسير إدريس، وعبد الهادي الصبّاغ، وفادي صبيح في البطولة. ويروي المسلسل قصة بوليسية تدور أحداثها في كازينو لبنان ضمن سياق درامي تتقاطع فيه علاقات حب وتصفيات حسابات قديمة، ما يتسبب بصعود مجموعة من الفاسدين لتصدر واجهة المرحلة في سيناريو مشابه لتزعم أمراء الحرب الأهلية مناصب النفوذ في لبنان عقب انتهاء الحرب الأهلية وتكرار هذا السيناريو في سورية أخيراً.
إنتاج سياحي يفرض سلطته
يُقابل الإنتاج الدرامي داخل دمشق، موجة من المسلسلات القائمة على شروط تسويقية تفرضها شركات الإنتاج. وأبرز شرط فرضته الجهات الإماراتية هو التسويق السياحي للبلاد مقابل تغطية الجزء الأكبر من الميزانية. فنرصد عملين صورا بشكل كبير في إمارة أبوظبي، تحديداً في جزيرة السعديات.
هكذا خرج "حرملك" المسلسل الشامي من "لوكشينات" البيوت القديمة المتواجدة في دمشق أو الفضاءات الطبيعية في ريف دمشق نحو الإمارات ليصوّر ضمن ديكورات صممت خصيصاً للعمل بإشراف المخرج تامر إسحاق. في حين شهدت منطقة بيت الدين في لبنان موقع تصوير ثانيا تحت إدارة المخرج حاتم علي وابنه عمرو.
المسلسل، يروي قصة كتبها سليمان عبد العزيز عن أحداث تدور في خان يسمى "خان الدكة" إبان العصر المملوكي، لنشاهد نوعاً من تمييع قوام المسلسل التاريخي عبر تقديمه باللكنات المحلية السورية واللبنانية والمصرية على مدى تسعين حلقة نفذ الموسم الأول منها إلى شاشة mbc1.
العمل الثاني هو "أحلى أيام" والذي يأتي كجزء ثالث من مسلسل "أيام الدراسة" من إخراج سيف الشيخ نجيب. ويقدّم العمل تصوراً لمصير طلاب المدرسة الأصدقاء بعدما أنهوا حياتهم الجامعية وسافروا إلى الإمارات ليلتقوا هناك وقد تغيرت مصائرهم. ويظهر من شارة العمل بصوت الفنان حسين الديك التركيز المبالغ فيه على المناطق السياحية في الإمارات.
إطلالة لبنانية على سورية
تزداد حصة المشاركة اللبنانية في الدراما السورية، عبر تصدر الفنان يوسف الخال للسنة الثانية بطولة مسلسل "مقامات العشق". إلى جانب مشاركة الفنان بيار داغر في مسلسل "أثر الفراشة" وانتقال المخرجة رندلى قديح إلى دمشق لتصوير مسلسل "جار بيت".
أما الخطوة الجديدة فكانت توزيع شركة "الصبّاح"، أول عمل سوري في تاريخها عبر عقد شراكة مع شركة "إيبلا"، نتج عنه إضفاء اللمسة اللبنانية على نص سامر رضوان "دقيقة صمت". فحضرت خمس شخصيات لبنانية في العمل، بعضها عدّل خطه ليتناسب مع الجنسية اللبنانية والبعض الآخر اضطر للحديث بلكنة سورية داخل العمل وهي سابقة لم يحدث أن فعلها مسلسل سوري في لبنان. ويعيد المسلسل مجموعة من الأسماء للعمل داخل سورية، منها الفنان عابد فهد في بطولة العمل والمخرج التونسي شوقي الماجري في الإخراج. كما يعيد شركة "إيبلا" للتصوير داخل دمشق بعد تسوية قدمها المنتج هلال أرناؤوط مع النظام، في حين بقي الكاتب سامر رضوان على موقفه المعارض والذي يظهر في تفاصيل النص حيث يناقش العقلية الأمنية للنظام وطريقة بنائه الوهم لحاضنته الشعبية للسيطرة عليها.
كوميديا غير متماسكة
تغيب نصوص ممدوح حمادة هذا الموسم، ويغيب معها حضورعمل كوميدي متسلسل قادر على المنافسة عربياً، لتأتي النتيجة عدة نسخ محلية رديئة من أعمال منخفضة التكلفة. في حين يحضر مسلسل "بقعة ضوء" في موسمه الرابع عشر تحت إدارة المخرج سيف الشيخ نجيب، ومشاركة مجموعة من نجوم العمل الأوائل متل أيمن رضا، وشكران مرتجى، وديمة قندلفت.
أما العمل الذي يحاول بناء نمط يشابه "بقعة ضوء" مع اقتباس من مسرحية سبق تقديمها داخل دمشق، هو "كونتاك". ومن خلاله يخوض حسام الرنتيسي أولى تجاربه الإخراجية منفرداً. ويشكل المسلسل الظهور الوحيد للفنانة أمل عرفة في الموسم الرمضاني.
النجوم ما زالوا هناك
ومع حالة الاستقطاب لبعض الفنانين للعودة إلى الدراما السورية، لا يزال الجزء الأكبر منهم يحصر عمله بالدراما المشتركة، التي تشترط على نجومها عدم المشاركة في عمل آخر. وبذلك نشاهدقصي خولي، ومعتصم النهار معاً في مسلسل "خمسة ونص"، وباسل خياط في مسلسل "الكاتب"، ومكسيم خليل في"صانع الأحلام". في حين يشارك جمال سليمان وسامر المصري في بطولة "حرملك". وتغيب يارا صبري، وجومانة مراد، وكندة علوش، ودانا مارديني عن الموسم الرمضاني. أما المختلف فكان انضمام مجموعة من الكتاب والمخرجين إلى نطاق الدراما المشتركة بعد سنوات من الرفض من قبل بعضهم، كإيمان السعيد، ويم مشهدي، وسامر رضوان، وبشار عباس في الكتابة، ومحمد عبد العزيز في الإخراج.
الباب مفتوح لأعمال البيئة
يلاحظ أيضاً استمرار إنتاج البيئة الشامية عبر نظام النسخ المكررة والتي يبرع فيها المنتج محمد قبنض. فكان مثيراً للجدل انتزاعه للجزء العاشر من "باب الحارة" وتصويره مع فنانين جدد وأحداث مغايرة بإدارة المخرج محمد زهير رجب. إلى جانب استنساخ جزء رابع من مسلسل "عطر الشام" رغم غياب البطل الرئيسي للمسلسل الفنان رشيد عساف، والذي يحضر بدوره في بطولة مسلسل "شوارع الشام العتيقة" في أول إنتاج حكومي لهذه النوعية من الأعمال.
اقــرأ أيضاً
العودة هي الاختلاف؟
تبدو علامات الاختلاف في موسم رمضان 2019 متنوعة في عدة قطاعات فنية، حيث تدخل الدراما السورية المرة الأولى إلى الجزائر ضمن مسلسل "ورد أسود" للكاتب ورج عربجي والمخرج سمير حسين. بدورها تقدم مؤسسة الإنتاج الحكومي سبعة أعمال في موسم واحد للمرة الأولى منذ إنشائها، وتستقطب في أعمالها أسماء كبيرة كمنى واصف، وغسان مسعود. كما تطلّ الفنانة نورا رحال في الدراما السورية مجدداً عبر مسلسل "أثر الفراشة"، ويلتقي المخرج رامي حنا بشقيقته الكاتبة ريم حنا لأول مرة معاً في مسلسل درامي يحمل اسم "الكاتب".
وهذا العام يمكن اعتبار إعادة تموضع "مؤسسة أبو ظبي للإعلام" على ساحة الإنتاج السوري، الحدث الأكثر تأثيراً على نتاج الموسم، من دون إغفال الانفتاح اللبناني المحدود على البيئة السورية ــ كمخطط قيد الاستثمار في السنوات المقبلة ــ تزامناً مع مرحلة إعادة الإعمار.
"الفيتو" على الداخل
رغم توفر عدد كبير من المسلسلات السورية، إلا أنّ قليلا منها نال فرصة العرض عربياً. ونحن نتحدّث هنا بشكل رئيسي عن الأعمال التي انتجتها شركات سورية محلية في الداخل. فبعد تطبيع الإمارات لعلاقاتها مع النظام في دمشق، دارت عجلة كاميرات أبوظبي عبر شركتي إنتاج منفذتين هما "آي سي ميديا"، و"غولدن تاتش". وبذلك ضمنت الشركتان عبور أعمالهما إلى الشاشات العربية.
في المقابل عانت شركات مثل "إيمار الشام"، و"غولدن لاين"، وCut من بيع أعمالها على نطاق واسع عربياً، فكان الخيار هو قنوات فضائية متواضعة لناحية نسب المشاهدة والانتشار.
أول هذه الأعمال التي قوبلت بالفيتو هو مسلسل "مسافة أمان" للمخرج الليث حجو. وهو الثالث في الفشل التسويقي لشركة "إيمار الشام" بعد مسلسلي "شوق" و"الواق واق". وتأتي أزمات التسويق رغم سعي الشركة لتصميم العمل وفق معايير الأعمال الشهيرة في ذاكرة المشاهد السوري: استعانت بإيمان السعيد في كتابة السيناريو، وبسلافة معمار وكاريس بشار في البطولة. كما تضمن المسلسل عودة الفنان قيس الشيخ نجيب للتمثيل داخل دمشق بعد انقطاع عن الدراما السورية المنجزة في الداخل منذ بداية الثورة. كذلك اتكأ المسلسل على أسماء عدة تصنع قوة العمل عبد المنعم عمايري، ونادين تحسين بيك، وسوسن أبوعفّار.
العمل الثاني الذي تعثر تسويقه جزئياً هو مسلسل "سلاسل دهب". إذ تم بيعه بسعر منخفض جداً لتلفزيون "دبي" المنكفئ عن عرض دراما سورية منذ أربعة أعوام. ويعيد العمل تقديم ثنائية شهيرة في دراما البيئة الشامية تقوم على لقاء الفنان بسام كوسا والفنانة كاريس بشار، مع مجموعة من النجوم الكبار والشباب منهم من يعود للدراما السورية بعد غياب كمها المصري وابنتها ديمة بياعة، ومنهم من يحضر في دراما البيئة الشامية للمرة الأولى كالفنان سامر اسماعيل. يطرح المسلسل حكاية شامية كتبها سيف رضا حامد عن الطمع وصراع القوة بين الرجل والمرأة انطلاقاً من الصائغ "مهيوب" وزوجاته الثلاث وما يحدث من مكائد بينهنّ.
مسلسل "هوا أصفر" المؤجل من عام 2018 لم ينل للسنة الثانية على التوالي فرصة عرض مناسبة، وهو ثالث عمل يجمع الكاتبين علي وجيه ويامن الحجلي في حين تتكرر شراكتهما مع المخرج أحمد إبراهيم أحمد. ورغم اعتماد المسلسل السوري على عناصر لبنانية من أجل التسويق تمثلت بحضور مجموعة من الفنانين اللبنانيين أبرزهم يوسف الخال، وفادي إبراهيم إلى جانب الفنانين سلاف فواخرجي، ووائل شرف، وتيسير إدريس، وعبد الهادي الصبّاغ، وفادي صبيح في البطولة. ويروي المسلسل قصة بوليسية تدور أحداثها في كازينو لبنان ضمن سياق درامي تتقاطع فيه علاقات حب وتصفيات حسابات قديمة، ما يتسبب بصعود مجموعة من الفاسدين لتصدر واجهة المرحلة في سيناريو مشابه لتزعم أمراء الحرب الأهلية مناصب النفوذ في لبنان عقب انتهاء الحرب الأهلية وتكرار هذا السيناريو في سورية أخيراً.
إنتاج سياحي يفرض سلطته
يُقابل الإنتاج الدرامي داخل دمشق، موجة من المسلسلات القائمة على شروط تسويقية تفرضها شركات الإنتاج. وأبرز شرط فرضته الجهات الإماراتية هو التسويق السياحي للبلاد مقابل تغطية الجزء الأكبر من الميزانية. فنرصد عملين صورا بشكل كبير في إمارة أبوظبي، تحديداً في جزيرة السعديات.
هكذا خرج "حرملك" المسلسل الشامي من "لوكشينات" البيوت القديمة المتواجدة في دمشق أو الفضاءات الطبيعية في ريف دمشق نحو الإمارات ليصوّر ضمن ديكورات صممت خصيصاً للعمل بإشراف المخرج تامر إسحاق. في حين شهدت منطقة بيت الدين في لبنان موقع تصوير ثانيا تحت إدارة المخرج حاتم علي وابنه عمرو.
المسلسل، يروي قصة كتبها سليمان عبد العزيز عن أحداث تدور في خان يسمى "خان الدكة" إبان العصر المملوكي، لنشاهد نوعاً من تمييع قوام المسلسل التاريخي عبر تقديمه باللكنات المحلية السورية واللبنانية والمصرية على مدى تسعين حلقة نفذ الموسم الأول منها إلى شاشة mbc1.
العمل الثاني هو "أحلى أيام" والذي يأتي كجزء ثالث من مسلسل "أيام الدراسة" من إخراج سيف الشيخ نجيب. ويقدّم العمل تصوراً لمصير طلاب المدرسة الأصدقاء بعدما أنهوا حياتهم الجامعية وسافروا إلى الإمارات ليلتقوا هناك وقد تغيرت مصائرهم. ويظهر من شارة العمل بصوت الفنان حسين الديك التركيز المبالغ فيه على المناطق السياحية في الإمارات.
إطلالة لبنانية على سورية
تزداد حصة المشاركة اللبنانية في الدراما السورية، عبر تصدر الفنان يوسف الخال للسنة الثانية بطولة مسلسل "مقامات العشق". إلى جانب مشاركة الفنان بيار داغر في مسلسل "أثر الفراشة" وانتقال المخرجة رندلى قديح إلى دمشق لتصوير مسلسل "جار بيت".
أما الخطوة الجديدة فكانت توزيع شركة "الصبّاح"، أول عمل سوري في تاريخها عبر عقد شراكة مع شركة "إيبلا"، نتج عنه إضفاء اللمسة اللبنانية على نص سامر رضوان "دقيقة صمت". فحضرت خمس شخصيات لبنانية في العمل، بعضها عدّل خطه ليتناسب مع الجنسية اللبنانية والبعض الآخر اضطر للحديث بلكنة سورية داخل العمل وهي سابقة لم يحدث أن فعلها مسلسل سوري في لبنان. ويعيد المسلسل مجموعة من الأسماء للعمل داخل سورية، منها الفنان عابد فهد في بطولة العمل والمخرج التونسي شوقي الماجري في الإخراج. كما يعيد شركة "إيبلا" للتصوير داخل دمشق بعد تسوية قدمها المنتج هلال أرناؤوط مع النظام، في حين بقي الكاتب سامر رضوان على موقفه المعارض والذي يظهر في تفاصيل النص حيث يناقش العقلية الأمنية للنظام وطريقة بنائه الوهم لحاضنته الشعبية للسيطرة عليها.
كوميديا غير متماسكة
تغيب نصوص ممدوح حمادة هذا الموسم، ويغيب معها حضورعمل كوميدي متسلسل قادر على المنافسة عربياً، لتأتي النتيجة عدة نسخ محلية رديئة من أعمال منخفضة التكلفة. في حين يحضر مسلسل "بقعة ضوء" في موسمه الرابع عشر تحت إدارة المخرج سيف الشيخ نجيب، ومشاركة مجموعة من نجوم العمل الأوائل متل أيمن رضا، وشكران مرتجى، وديمة قندلفت.
أما العمل الذي يحاول بناء نمط يشابه "بقعة ضوء" مع اقتباس من مسرحية سبق تقديمها داخل دمشق، هو "كونتاك". ومن خلاله يخوض حسام الرنتيسي أولى تجاربه الإخراجية منفرداً. ويشكل المسلسل الظهور الوحيد للفنانة أمل عرفة في الموسم الرمضاني.
النجوم ما زالوا هناك
ومع حالة الاستقطاب لبعض الفنانين للعودة إلى الدراما السورية، لا يزال الجزء الأكبر منهم يحصر عمله بالدراما المشتركة، التي تشترط على نجومها عدم المشاركة في عمل آخر. وبذلك نشاهدقصي خولي، ومعتصم النهار معاً في مسلسل "خمسة ونص"، وباسل خياط في مسلسل "الكاتب"، ومكسيم خليل في"صانع الأحلام". في حين يشارك جمال سليمان وسامر المصري في بطولة "حرملك". وتغيب يارا صبري، وجومانة مراد، وكندة علوش، ودانا مارديني عن الموسم الرمضاني. أما المختلف فكان انضمام مجموعة من الكتاب والمخرجين إلى نطاق الدراما المشتركة بعد سنوات من الرفض من قبل بعضهم، كإيمان السعيد، ويم مشهدي، وسامر رضوان، وبشار عباس في الكتابة، ومحمد عبد العزيز في الإخراج.
الباب مفتوح لأعمال البيئة
يلاحظ أيضاً استمرار إنتاج البيئة الشامية عبر نظام النسخ المكررة والتي يبرع فيها المنتج محمد قبنض. فكان مثيراً للجدل انتزاعه للجزء العاشر من "باب الحارة" وتصويره مع فنانين جدد وأحداث مغايرة بإدارة المخرج محمد زهير رجب. إلى جانب استنساخ جزء رابع من مسلسل "عطر الشام" رغم غياب البطل الرئيسي للمسلسل الفنان رشيد عساف، والذي يحضر بدوره في بطولة مسلسل "شوارع الشام العتيقة" في أول إنتاج حكومي لهذه النوعية من الأعمال.
تبدو علامات الاختلاف في موسم رمضان 2019 متنوعة في عدة قطاعات فنية، حيث تدخل الدراما السورية المرة الأولى إلى الجزائر ضمن مسلسل "ورد أسود" للكاتب ورج عربجي والمخرج سمير حسين. بدورها تقدم مؤسسة الإنتاج الحكومي سبعة أعمال في موسم واحد للمرة الأولى منذ إنشائها، وتستقطب في أعمالها أسماء كبيرة كمنى واصف، وغسان مسعود. كما تطلّ الفنانة نورا رحال في الدراما السورية مجدداً عبر مسلسل "أثر الفراشة"، ويلتقي المخرج رامي حنا بشقيقته الكاتبة ريم حنا لأول مرة معاً في مسلسل درامي يحمل اسم "الكاتب".
مواد الملف
دلالات
المساهمون
المزيد في منوعات