يمثل الشباب في موريتانيا قرابة 70% من إجمالي السكان، بينما تتراوح نسبة البطالة في البلد ما بين 31% الى 35% على الرغم من أن موريتانيا تزخر بالمقدرات النفطية والحديد، وتملك ثروة سمكية كبيرة، كما يعاني الشباب حالة فراغ نتيجة انتشار البطالة في صفوفه، مما يشكل عامل أزمة وحيرة في الأوساط الشبابية، وخاصة من حملة الشهادات العليا.
ويرى الشاب عبد الرحمن ولد بل، أن "الشباب الموريتاني يلهث دائماً للبحث عن ما يملأ به فراغه، فبعضه يقضي أوقاتاً طويلة في مشاهدة التلفاز، أو على شبكات التواصل الاجتماعي، كما أن هناك ثلة أخرى من الشباب تقضي معظم وقتها في النوم، بينما تبحث في ساعات المساء عن مجموعة تتسامر معها على الشاي في الصالونات".
بينما يؤكد الطبيب الشاب، أحمد ولد المامي، أن "الشباب الموريتاني الذي يشكل نسبة كبيرة من الشعب، تصل نسبة التعليم بينه إلى تسعين بالمائة، وهو يحمل تطلعات تساير التطور الحضاري، لكنه يتميز بحب السياسية ومتابعتها".
وقال ولد المامي لـ(جيل العربي الجديد) إن "الحديث عن الوقت اليومي للشباب الموريتاني يجب الانتباه فيه إلى أن البحث عن فرصة عمل يشغله، وتبدأ هذه المرحلة في أول النهار وحتى القيلولة، وهنا يتم البحث في المواقع الالكترونية لعلها تأتي بجديد وخاصة (موقع لجنة المسابقات) الذي يعد البوابة الوحيدة والضيقة لولوج الوظيفة العمومية وموقع (بيتا للتوظيف)، حيث يتم تخدير الشباب ببعض الاعلانات التي لا تسمن ولا تغني من جوع".
وأشار ولد المامي إلى أن "الاتصالات الهاتفية بين فئات الشباب الباحث عن العمل تعد إحدى الميزات، ومن خلالها يتبادل الشباب أخبار الأعمال وجديد فرص التوظيف".
أما المحور الثاني، فهو فترة المساء حيث "يتوق الشباب إلى الراحة وتغيير الجو والاستجمام، ويعد الشاطئ المكان المميز لقضاء هذه الفترة، بسبب افتقار البلد إلى مرافق ترفيهية وسياحية، كما أن ضواحي المدينة، حيث الخيام والإبل والبقر والرمال أمرٌ تنسجم أنفس الموريتانيين معه، لجمال الطبيعة وبساطتها، وكونها مصدر إلهام ومرتع خصب قد يعالج به الشباب الفراغ الذي يعانون منه، ويقضون يومهم بهذه الشاكلة، كونهم في الأصل أسرى الفراغ والبطالة وفقدان وسائل التسلية".
أما الشاب الخليفة ولد بيادة، فيرى أن "العديد من الشباب الموريتاني قرر الاعتماد على نفسه واخترع أعمالاً، مهنا حرة، بعد فشل الحكومة في توفير فرص عمل لحملة الشهادات العليا العاطلين عن العمل".
وأضاف ولد بيادة أن "بعض زملائه وجدوا ضالتهم المنشودة في بيع الأدوات المنزلية المعاد تصنيعها، كالأبواب والنوافذ والأسقف المنزلية المستعلمة، وهي وسيلة عيش اليوم للمئات من الشباب العاطلين عن العمل في العاصمة الموريتانية نواكشوط".
واعتبر ولد بيادة، أن "العودة إلى الريف الموريتاني في فصل الربيع، فرصة نادرة للشباب من أجل الاستجمام والراحة والتخفيف من نكد الحياة اليومية، عن طريق مشاهدة المراعي الجذابة في الخريف والتمتع بجمال الطبيعة".
وأضاف أن المتسربين مدرسياً "يهتمون أيضاً بالحصول على فرص عمل بسيطة، تناسب مستوياتهم العملية المتوسطة، وعادة ما يفكر هؤلاء في الترويح عن همومهم الكثيرة بالذهاب إلى زملائهم والحديث معهم، أو مغادرة العاصمة إلى المدن الداخلية من أجل البحث عن فرص عمل عادية".