تزايدت قرارات تعليق أو حظر طيران واستخدام طائرة بوينغ 737 ماكس 8، بعد كارثة تحطّم الطائرة الإثيوبية من الطراز نفسه أول من أمس الأحد ومقتل 157 شخصاً كانوا على متنها.
وأعلنت هيئة تنظيم الطيران المدني في سنغافورة، اليوم الثلاثاء، حظر استخدام طائرات بوينغ 737 ماكس في مجالها الجوي.
وقالت الهيئة في بيان، وفقاً لوكالة "فرانس برس"، إنّها "تعلق مؤقتاً عمليات كافة أشكال طائرات بوينغ 737 ماكس من وإلى سنغافورة، في ضوء حادثتين قاتلتين تتضمنان طائرتَي بوينغ 737 ماكس في أقل من خمسة أشهر"، معلنة أن هذا الإجراء يدخل حيز التنفيذ اليوم الثلاثاء الساعة 14:00 (06:00 بتوقيت غرينتش).
وأشارت الهيئة إلى أن "سيلك اير"، الجناح الإقليمي لشركة الطيران السنغافورية، تشغل 6 طائرات من طراز بوينغ ماكس، موضحة أنّ قرار "التعليق سيعاد النظر فيه حين تتوافر معلومات السلامة ذات الصلة".
من جهتها، قالت المديرة العامة لهيئة الطيران في إندونيسيا بولانا براميستي، أمس الإثنين، إن بلادها ستوقف مؤقتا تحليق طائرات الركاب من طراز "بوينغ 737 ماكس 8" لفحصها.
من جهتها، قالت المديرة العامة لهيئة الطيران في إندونيسيا بولانا براميستي، أمس الإثنين، إن بلادها ستوقف مؤقتا تحليق طائرات الركاب من طراز "بوينغ 737 ماكس 8" لفحصها.
وأضافت المسؤولة الإندونيسية في بيان، وفقا لوكالة "رويترز"، أن "إحدى الخطوات الجاري اتخاذها من جانب إدارة النقل الجوي هي إجراء فحص من خلال الوقف المؤقت للتحليق، للتأكد من أن هذا النوع من الطائرات صالح للطيران".
إلى ذلك، أعلنت شركة طيران غول البرازيلية، الإثنين، وقف استخدام طائراتها من هذا الطراز، وقالت الشركة في بيان وفقا لـ"فرانس برس" إنه "بالنظر إلى أن الأمن هو القيمة الأولى لدى غول، فإن الشركة توقف مؤقتا عملياتها التجارية بطائرتها 737 ماكس 8 ".
كما طلبت الصين الإثنين من شركات الطيران الداخلية، تعليق رحلات طائراتها من نفس الطراز، كما أعلنت الخطوط الإثيوبية وقف استخدام هذا الطراز، وهو القرار ذاته الذي اتخذته الخطوط الملكية المغربية.
قرار أميركي
بدورها، أعلنت إدارة الطيران الفدرالية الأميركية، الإثنين، أن الولايات المتحدة ستفرض على شركة بوينغ إجراء تعديلات على طرازي 737 ماكس 8 و737 ماكس 9 تشمل بخاصة البرمجيات ونظام تفادي سقوط الطائرة، غداة تحطّم الطائرة الإثيوبية.
وأوضحت الهيئة، التي قررت السماح لطراز 737 ماكس 8 بمواصلة التحليق، أن شركة بوينغ ملزمة بتنفيذ هذا الطلب "في مهلة أقصاها شهر نيسان/إبريل".
وأوضحت الهيئة، التي قررت السماح لطراز 737 ماكس 8 بمواصلة التحليق، أن شركة بوينغ ملزمة بتنفيذ هذا الطلب "في مهلة أقصاها شهر نيسان/إبريل".
ويشارك فريق من الإدارة في التحقيقات بشأن تحطّم الطائرة الإثيوبية، إلى جانب محقّقين من المجلس الوطني لسلامة النقل.
وتراجعت أسهم شركة بوينغ لصناعة الطائرات بنسبة 12 بالمائة، في بورصة نيويورك أمس الإثنين، وذكرت شبكة "سي أن أن" الأميركية، أن أسهم بوينغ انخفضت بنسبة 12 في المائة في تعاملات ما قبل البيع، بعد حادثة ثانية في أقل من خمسة أشهر لسقوط طائرتها الأكثر مبيعا "بوينغ 737 ماكس 8".
وقالت وكالة "أسوشييتد برس" إنه في حال استمر اليوم في هذا الاتجاه، فقد يكون أحد أسوأ أيام التداول للشركة في غضون عشر سنوات.
سلامة قيد التشكيك
تُعدّ طائرة "بوينغ 737 ماكس" من أحدث طائرات الركّاب في العالم وأكثرها تطوّراً، لكنّ الشركة تعرّضت لانتقادات عدّة لاحتمال وجود أعطال في الطائرة التي دخلت الخدمة عام 2017.
وأدى وقوع كارثتي سقوط طائرة الخطوط الإثيوبية وخطوط ليون إير الإندونيسية خلال خمسة أشهر فقط، إلى التشكيك في مدى أمان هذه الطائرة الرئيسية في استراتيجية المصنع الأميركي، ما دفع دولا عدة، لوقف استخدامها، وثارت العديد من التساؤلات في قطاع الطيران، خصوصاً أن هذا البرنامج واجه مشكلات لدى تطويره.
وألقى اتحاد قادة الطائرات الأميركية الضوء على مشكلة معلومات خاطئة تتلقاها أجهزة استشعار الحوادث "قد تكون السبب في حادثة ليون اير"، وقد يدفع الخلل في أجهزة الاستشعار الحواسيب إلى إطلاق الطائرة بسرعة فيما يكون من المفترض تقويم اتجاهها.
وقررت بوينغ في أيار/مايو 2017 تعليق اختبارات الطيران بسبب مشكلة في نوعية تصنيع محرّك تنتجه شركة "سي أف أم" التابعة للشركة الأميركية "جنرال إلكتريك" وشركة "سافران" الفرنسية.
وأواخر كانون الثاني/يناير، سلّمت بوينغ 350 نموذجاً جديداً من طائراتها الثنائية المحرك والمتوسطة المدى، فيما يوجد 5011 طائرة مسجلة تحت الطلب، ما يساوي سبع سنوات من الإنتاج قياساً بالنمط الحالي للإنتاج.
ويعدّ الحادث الجديد ضربة قاسية لبوينغ التي تشكّل طائراتها ماكس نسخة محدثة من 737، الأكثر مبيعاً على الإطلاق، مع أكثر من 10 آلاف نموذج.
ويشرح ميشال ميزلوزو، مدير مركز "ايروسبايس آند ديفانس"، أن"برنامج ماكس أساسي بالنسبة إلى بوينغ في العقد المقبل. وهو يمثل 64% من الإنتاج العام للمصنّع حتى عام 2032 وله هوامش عملية مهمة".
ويضيف: "إنه وسيلة أساسية في النقل العالمي وللتجارة العالمية"، ويشدد على أنه لبوينغ، فإن الـ24 ساعة المقبلة "أساسية" من وجهة نظر إدارة الأزمة لأن على المصنّع أن يؤكد للمسافرين والشركات والمستثمرين أن طائراته آمنة.
(العربي الجديد، وكالات)