أعلنت وزارة الهجرة العراقية، اليوم، عن نزوح أكثر من 19 ألف مدني من مدينة الموصل تزامناً مع العمليات العسكرية الجارية لاستعادة المدينة من قبضة تنظيم الدولة الإسلامية.
وقال وزير الهجرة العراقي، جاسم محمد الجاف، في تصريح صحافي: "اليوم الأربعاء شهد استقبال نحو ثلاثة آلاف نازح من الموصل، وتم نقلهم إلى مخيمات جدعة والخازر وزليكان وديبكة على مشارف المدينة".
وأوضح الجاف أن "قريتي برطلة وكوكجلي شهدتا نزوح 719 مدنياً نقلوا جميعاً إلى مخيم حسن شام، في بلدة الخازر (37 كلم شرق الموصل)، فيما شهدت قريتا قراج والحويجة نزوح 269 مدنياً نقلوا إلى مخيم ديبكة، في بلدة مخمور، ونقل 1585 نازحا من مناطق ناروان وجربوع إلى مخيم زليكان، و450 نازحاً آخرين من بلدتي الشورة والنمرود إلى مخيم جدعة في القيارة".
وأضاف الوزير العراقي: "بلغ عدد النازحين من مدينة الموصل وأطرافها منذ بدء العمليات العسكرية على المدينة نحو 19528 نازحاً. قامت كوادر الوزارة بتوزيع المساعدات الإنسانية والغذائية عليهم بعد وصولهم إلى مخيمات النزوح المذكورة".
من جانبها، كشفت قيادة العمليات المشتركة في الموصل أن 1760 نازحاً جرى استقبالهم في مخيمات النازحين المنتشرة قرب المدينة. وأوضح نائب قائد العمليات المشتركة، الفريق الركن عبد الأمير رشيد، في بيان اليوم، أن "مخيمات الخازر وجدعة استقبلت نحو 1760 أسرة نازحة من مدينة الموصل".
وتأتي موجات النزوح وسط مطالبات مستمرة من حقوقيين وناشطين للحكومة العراقية بضرورة فتح ممرات آمنة لخروج النازحين من المدينة خشية وقوع انتهاكات إنسانية بحقهم نتيجة عمليات القصف المتبادلة والمعارك المستمرة.
وكشف ناشطون أن مخيمات النزوح بحاجة لتدخل أممي لإنقاذ آلاف النازحين وتوفير مأوى لمئات آلاف آخرين من المتوقع نزوحهم من المدينة مع اشتداد المعارك واقتراب القوات العراقية من مركزها.
وقال الناشط المدني هيثم الحديدي، إن "موجات النزوح كانت من أطراف الموصل ومن القرى والبلدات المحيطة بها. لكن أكثر من مليون ونصف المليون مدني لا زالوا يعيشون داخل المدينة ولم يتمكنوا من الخروج لعدم وجود ممرات آمنة حتى الآن".
وبيّن الحديدي لـ"العربي الجديد": "نتخوف على حياة هذا العدد الكبير من المدنيين داخل الموصل، وعلى الأمم المتحدة والحكومة العراقية فتح ممرات آمنة بشكل عاجل ليتمكن المدنيون من الخروج بأسرهم من المدينة قبل اشتداد المعارك في وسطها".
وكانت وزارة الهجرة والمهجرين العراقية أعلنت مع بدء العمليات العسكرية، في بيان، عن استعدادها لاستقبال 100 ألف مدني يتوقع نزوحهم من الموصل خلال المعارك، وجاء هذا البيان مخيباً لآمال المدنيين والحقوقيين الذين اعتبروا أن القدرة على استيعاب 100 ألف نازح فقط تعني أن مصير مليون ونصف المليون مدني سيكون مجهولاً.
يأتي ذلك في وقت اعتبرت فيه الأمم المتحدة، أمس، أن تنظيم "داعش" يحتجز نحو 550 أسرة في محيط الموصل لاستخدامها كدروع بشرية، بحسب المتحدثة باسمها، رافيندا شمدساني.
واعتبر رئيس بعثة المنظمة الدولية للهجرة في العراق، توماس ويس، الثلاثاء، أن "آلافاً من المدنيين من الموصل قد يجدون أنفسهم محاصرين بين خطوط القتال وقد يتم استخدامهم كدروع بشرية".
وتأتي موجات النزوح هذه في وقت أعلنت فيه الأمم المتحدة عدم قدرتها على إغاثة النازحين العراقيين لعدم توفر الأموال اللازمة لذلك، بحسب قول منسقة بعثة الأمم المتحدة للشؤون الإنسانية في العراق، ليزا كراند، مطلع 2016.