العلاج في سوريا بالمراسلة

03 مارس 2014
+ الخط -
يبحث السوريون عن طرق جديدة توصل إلى تشخيص سليم للحالة المرضية. وهذه طرق فرضتها ظروف عديدة، بينها هجرة الأطباء، وصعوبة وصول المرضى إلى العاصمة، وتقطّع الطرقات، إضافة إلى منع العديدين من السفر إلى مناطق النظام لأسباب مختلفة.

ابتدع السوريون في السنوات الثلاث الأخيرة طرقاً مختلفة للوصول إلى الأطباء من أجل تشخيص الحالة المرضية، من بينها "الاستشارة الطبية"، التي أصبحت بديلاً فعلياً عن المعاينة المباشرة.

يقول محمود، الذي قدم إلى دمشق من محافظة الحسكة (شمال شرق البلاد)، إن "مدناً كاملة في المحافظة لم يعد يوجد فيها طبيب جهاز هضمي أو جهاز عصبي. والحال ذاته في المحافظات الشرقية القريبة مثل دير الزور والرقة".

وتشرح ربة المنزل، أمّ آلاء، أن البحث عن طبيب مختص أصبح مشكلة كبيرة في دمشق في ظل هجرة العديدين منهم خارج البلد "فأسماء كبيرة لها وزنها لم تعد موجودة". تعاني أم ألاء من ألم في مفاصل الركبة وتبحث عن طبيب منذ أيام بعدما سافر طبيبها المختص.

من جهته، يقول الجرّاح نجم: "كطبيب اختصاصي، لي زبائني في المحافظات الأخرى. لكن الظروف الأمنية تعيق قدوم الكثيرين. كذلك تقطّع الطرق وصعوبة السفر يعيقان جزءاً آخر. فأصبح لا يأتي للعلاج في دمشق إلا المضطر. لا بل إن بعضهم أصبح يتبع طريقة أخرى للوصول إلى التشخيص الصحيح في ظل هذه الأوضاع، فيتصل هاتفياً ويشرح الحالة، ثم أطلب منه مجموعة من التحاليل والصور، يقوم بإرسالها مع شخص، فأتفحّصها، وبناءً عليه يتم التشخيص ووصف طريقة العلاج".

ويبيّن  الطبيب نجم أن "غالبية المرضى من المحافظات الأخرى أصبحوا يلجأون إلى أسلوب الاستشارة الطبية هذا، حيث ترسل صور فحص الرنين المغناطيسي أو صور الأشعة أو نتائج التحاليل المخبرية ويقوم الطبيب بتفحّصها وتشخيص المرض ومن ثم وصف العلاج".

ويؤكد أن معظم زملائه الأطباء اضطروا للجوء إلى هذا الأسلوب في بحثهم عن علاج لمرضاهم، مؤكداً أنه "ليس الأسلوب الأمثل لكنه المتوافر في ظل الظروف القاهرة التي تفرض نفسها على الطبيب والمريض".

وتشرح سها، التي تعمل سكرتيرة لأحد الأطباء الاختصاصيين في دمشق، مبيّنة طريقة أخرى في العلاج أصبحت متبعة في الآونة الأخيرة: يقوم الطبيب المحلي، الذي يستطيع المريض الوصول إليه، بإجراء الفحص والاطلاع على التحاليل والصور ويتم النقاش هاتفياً مع الطبيب المختص حول الحالة والسبل الأفضل لعلاجها. يحدث ذلك بموافقة واطلاع أهل المريض الذين يدفعون ثمن المعاينة مرتين لا مرة واحدة.

المساهمون