وبدأ المغرب المباراة بضغط كبير كما لو كانت المباراة على أرضه، وعلى عكس المتوقع تراجع المنتخب العاجي، وغابت خطورته طوال الشوط الأول، ونجح "أسود الأطلس" في فرض طريقة لعبهم سريعاً، وأنهوا الشوط الأول بأفضلية كاسحة.
تقدم المغرب في الدقيقة 25 عن طريق لاعب وسط فناربخشة التركي، نبيل درار، والذي لعب كرة عرضية، خدعت حارس المرمى وسكنت الشباك، ليسهل مهمة منتخب بلاده الذي كان يحتاج إلى نقطة وحيدة من أجل التأهل.
وبعدها بخمس دقائق، أنهى مدافع يوفنتوس الإيطالي، مهدي بنعطية، المهمة بهدف ثانٍ، بعدما حول ضربة ركنية بتسديدة داخل الشباك، لتصبح عودة كوت ديفوار شبه مستحيلة، خاصة أن أصحاب الأرض لم يقدموا الأداء المنتظر، طوال المباراة.
وفي الشوط الثاني تراجع المنتخب المغربي لتأمين دفاعاته، وأصبح لاعبو ساحل العاج مضطرين للتقدم بحثا عن تقليص الفريق وإعادة المباراة إلى أرض الملعب، ولكن نجوم المغرب استغلوا الأمر ووصلوا إلى مرمى الخصم بهجمات مرتدة، ولكن غابت عنهم اللمسة الأخيرة.
وبهذه النتيجة احتل المغرب صدارة المجموعة الثالثة بـ12 نقطة، مقابل 8 لساحل العاج، ليحسم تأهله إلى المونديال للمرة الخامسة في تاريخه، وينضم إلى ثلاثي العرب، مصر وتونس والسعودية، في العرس الكروي العالمي، والذي سيقام في روسيا منتصف العام المقبل.
وفي الجانب الآخر، تأهل المنتخب التونسي إلى بطولة كأس العالم 2018، للمرة الخامسة في تاريخه، وذلك بعد أن تعادل سلبياً على أرضه في مواجهة المنتخب الليبي، ليرفع رصيده إلى 14 نقطة في الصدارة خلف منتخب كونغو الديمقراطية الذي جمع 13 نقطة بعد فوزه في المباراة الأخيرة.
دخل المنتخب التونسي المباراة بقوة وهاجم المرمى الليبي منذ الدقائق الأولى من أجل حسم الأمور باكراً وعدم وضع الضغط الكبير على اللاعبين مع مرور الوقت، رغم أن ليبيا خاضت اللقاء من دون أي هدف بسبب خروجها من أجواء التصفيات باكراً، إذ تملك أربع نقاط فقط في رصيدها.
وهاجم المنتخب التونسي عبر الأطراف في بداية اللقاء واعتمد على الكرة العرضية إلى داخل منطقة الجزاء من دون جدوى بسبب تسرع المهاجمين والتكتل الدفاعي الكبير للمنتخب الليبي، الذي بدوره لعب براحة كبيرة من دون ضغط وحاول خطف هدف مباغت على أرض ملعب رادس الأولمبي.
ولم ينجح منتخب "نسور قرطاج" في هز الشباك رغم الفرص الكثيرة التي صنعها، لكن الضغط على اللاعبين بدا واضحاً، خصوصاً في ظل وجود الآلاف في المدرجات الذي يساندون تونس ولن يخرجوا من الملعب إلا وهم متأهلون إلى روسيا 2018.
وقلب المنتخب الليبي الطاولة في أول عشر دقائق من الشوط الثاني كأنه يسعى وراء التأهل إلى المونديال، حيثُ ضغط وصنع الفرص على مرمى المنتخب التونسي الذي تراجع بشكل غريب عكس الشوط الأول كأنه خائف أو أن الضغط الجماهيري أثر على أدائه.
وبعد انقضاء نحو 15 دقيقة من الشوط الثاني، استعادت تونس توازنها على أرض الملعب وعادت لمهاجمة المنتخب الليبي وصنعت أكثر من فرصة لهز الشباك، إلا أن سوء التصرف في الثلث الهجومي الأخير حرم "نسور قرطاج" من هز الشباك.
لتنتهي المباراة بالتعادل السلبي بدون أهداف وتأهل المنتخب التونسي عن جدارة واستحقاق إلى بطولة كأس العالم 2018 للمرة الخامسة في تاريخه بعد 12 سنة من الغياب عن البطولة الأضخم في رياضة كرة القدم، وذلك على الرغم من فوز منتخب الكونغو في نفس المجموعة ليكون الترتيب النهائي 14 نقطة لتونس والكونغو 13 نقطة.