أحمد الحفناوي، الرجل التونسي البسيط صاحب الصرخة المدوية "هرمنا"، والتي أصبحت، في ما بعد، إحدى الصور البارزة التي عُلِّقت بذاكرة الربيع العربي وهي في مهدها، أتى به الزمن، من نور الشمس، ليمسح عن كاهله غبار سنوات من الظلم والأسى، تماماً مثلما مسح على شعره الأبيض حينما قال بنبرة تحمل الكثير من المشاعر الجياشة مقولته الشهيره، ثم بكى.
وما قاله الرجل يغني عن كلام الكثير من المحرومين الذين يتكدسون على بقاع هذه الرقعة الممتدة من المحيط إلى الخليج. فهو بصرخته العفوية هذه، قد اختزل مشاعر الملايين من الشعوب العربية الذين هرموا قبل أن يجدوا رغيفاً يأكلونه. هؤلاء الملايين الذين هرموا وهم يحلمون بقدوم غدٍ أخضر، علّه ينهض من تحت الرماد لينفض عنهم عقوداً من تسلّط رغيف "العيش" على حياتهم، وليحررهم من عهود الخوف والحرمان. لكنه لم يأت.
لا شك بأن اندلاع الثورة التونسية قبل أربعة أعوم، والتي كانت بمثابة الشرارة الأولى لإعلان انطلاق ثورات الربيع العربي، كان مؤشراً واضحاً بأن الأمور لم تكن تتجه إلى الطريق الصحيح، لا سيما على الصعيد الاقتصادي. المسؤولون العرب كانوا منشغلين في تحقيق نمو اقتصادي سنوي لبلدانهم من خلال رفع معدل النمو للناتج المحلي الإجمالي، الذي كان بالكاد يتحقق. وهم أنفسهم غفلوا عن تبني سياسات لتحسين الرفاهية الاقتصادية والسياسية والاجتماعية لشعوبهم، والتي لا تتحقق إلا من خلال نهضة تنموية اقتصادية شاملة.
فشل السياسات الاقتصادية العربية على امتداد العقود الماضية، والتي أدت إلى نشوب أزمات اقتصادية طاحنة، كانت نتيجة الاهتمام المبالغ فيه بتحقيق نمو اقتصادي، بحيث إن الأخير كان لا يعدو عن كونه مجرد زيادة كلية في ثروة المجتمع بغضّ النظر عن تحسُّن مستوى رفاهية السكان. فقد كان مسؤولو الملف الاقتصادي في البلاد العربية يفاخرون بارتفاع متوسط نصيب الفرد من الدخل الوطني من عام إلى عام، غير عابئين بحقيقة تركُّز الثروة الوطنية في أيدي عدد قليل من الأفراد وعلى نحو مناقض للمساواة والعدالة الاجتماعية.
لا غرابة من أن جميع مؤشرات التنمية الاقتصادية للدول العربية غير النفطية، كالأردن مثلاً، كانت تقع ضمن المراتب الدنيا عالمياً، حيث أثبتت أرقام الفقر والبطالة وارتفاع المديونية والعجز التجاري، مدى قصور نظرية النمو هذه. نظرية تبدو مبتورة وغير مكتملة، بعد أن تم تطبيقها لعقود طويلة وعلى حساب التنمية الاقتصادية المستدامة.
وحتى تتمكن الدولة من تحقيق التنمية المنشودة ورفع مستوى المعيشة للأفراد، فقد أصبح من الضروري تعزيز الشراكة بين القطاعين العام والخاص ووضعها من أولويات المرحلة المقبلة، وذلك للاستفادة من خبرات القطاع الخاص في خلق مشاريع إنتاجية كبرى تملك فرص النجاح، وقادرة على خلق فرص عمل ذات الإمكانات العالية.
إذ تشمل مجالات التنمية نواحٍ متعددة مثل الصحة، والتغذية، والسكن، والنقل، والتعليم. ومن المهم إدراك أن التركيز على تحفيز النمو في قطاعات باتت مشبعة وظيفياً وغير قادرة على خلق فرص عمل جديدة إلا ضمن نطاق ضيق، ساعد في إحداث أزمات اقتصادية متوالية، وما ترتب عليها من اختلالات اجتماعية وسياسية.
المطلوب، اليوم، السعي إلى تنمية القدرات الإنتاجية للدولة عبر الشراكة مع القطاع الخاص، القادر على توفير السيولة اللازمة لتمويل مشاريع تساهم في تخفيف الأزمة الاقتصادية الخانقة التي يمر بها الأردن.
وفي هذا الإطار، برز أخيراً عدد من المشاريع الكبرى المرتبطة بإنتاج النفط من الصخر الزيتي المتوافر بكثرة في الأردن. وهي مشاريع ما كان لها أن ترى النور لولا الشراكة الاستراتيجية التي تم تعزيزها مع القطاع الخاص، حيث من المتوقع أن يُسهم الاستثمار في هذا القطاع الحيوي في إحداث فرق مهم في المستوى المعيشي للفرد، وذلك من خلال تدريب أيدٍ عاملة محلية تكون جاهزة للمشاركة في إنجاز هذه المشاريع.
وما قاله الرجل يغني عن كلام الكثير من المحرومين الذين يتكدسون على بقاع هذه الرقعة الممتدة من المحيط إلى الخليج. فهو بصرخته العفوية هذه، قد اختزل مشاعر الملايين من الشعوب العربية الذين هرموا قبل أن يجدوا رغيفاً يأكلونه. هؤلاء الملايين الذين هرموا وهم يحلمون بقدوم غدٍ أخضر، علّه ينهض من تحت الرماد لينفض عنهم عقوداً من تسلّط رغيف "العيش" على حياتهم، وليحررهم من عهود الخوف والحرمان. لكنه لم يأت.
لا شك بأن اندلاع الثورة التونسية قبل أربعة أعوم، والتي كانت بمثابة الشرارة الأولى لإعلان انطلاق ثورات الربيع العربي، كان مؤشراً واضحاً بأن الأمور لم تكن تتجه إلى الطريق الصحيح، لا سيما على الصعيد الاقتصادي. المسؤولون العرب كانوا منشغلين في تحقيق نمو اقتصادي سنوي لبلدانهم من خلال رفع معدل النمو للناتج المحلي الإجمالي، الذي كان بالكاد يتحقق. وهم أنفسهم غفلوا عن تبني سياسات لتحسين الرفاهية الاقتصادية والسياسية والاجتماعية لشعوبهم، والتي لا تتحقق إلا من خلال نهضة تنموية اقتصادية شاملة.
فشل السياسات الاقتصادية العربية على امتداد العقود الماضية، والتي أدت إلى نشوب أزمات اقتصادية طاحنة، كانت نتيجة الاهتمام المبالغ فيه بتحقيق نمو اقتصادي، بحيث إن الأخير كان لا يعدو عن كونه مجرد زيادة كلية في ثروة المجتمع بغضّ النظر عن تحسُّن مستوى رفاهية السكان. فقد كان مسؤولو الملف الاقتصادي في البلاد العربية يفاخرون بارتفاع متوسط نصيب الفرد من الدخل الوطني من عام إلى عام، غير عابئين بحقيقة تركُّز الثروة الوطنية في أيدي عدد قليل من الأفراد وعلى نحو مناقض للمساواة والعدالة الاجتماعية.
لا غرابة من أن جميع مؤشرات التنمية الاقتصادية للدول العربية غير النفطية، كالأردن مثلاً، كانت تقع ضمن المراتب الدنيا عالمياً، حيث أثبتت أرقام الفقر والبطالة وارتفاع المديونية والعجز التجاري، مدى قصور نظرية النمو هذه. نظرية تبدو مبتورة وغير مكتملة، بعد أن تم تطبيقها لعقود طويلة وعلى حساب التنمية الاقتصادية المستدامة.
وحتى تتمكن الدولة من تحقيق التنمية المنشودة ورفع مستوى المعيشة للأفراد، فقد أصبح من الضروري تعزيز الشراكة بين القطاعين العام والخاص ووضعها من أولويات المرحلة المقبلة، وذلك للاستفادة من خبرات القطاع الخاص في خلق مشاريع إنتاجية كبرى تملك فرص النجاح، وقادرة على خلق فرص عمل ذات الإمكانات العالية.
إذ تشمل مجالات التنمية نواحٍ متعددة مثل الصحة، والتغذية، والسكن، والنقل، والتعليم. ومن المهم إدراك أن التركيز على تحفيز النمو في قطاعات باتت مشبعة وظيفياً وغير قادرة على خلق فرص عمل جديدة إلا ضمن نطاق ضيق، ساعد في إحداث أزمات اقتصادية متوالية، وما ترتب عليها من اختلالات اجتماعية وسياسية.
المطلوب، اليوم، السعي إلى تنمية القدرات الإنتاجية للدولة عبر الشراكة مع القطاع الخاص، القادر على توفير السيولة اللازمة لتمويل مشاريع تساهم في تخفيف الأزمة الاقتصادية الخانقة التي يمر بها الأردن.
وفي هذا الإطار، برز أخيراً عدد من المشاريع الكبرى المرتبطة بإنتاج النفط من الصخر الزيتي المتوافر بكثرة في الأردن. وهي مشاريع ما كان لها أن ترى النور لولا الشراكة الاستراتيجية التي تم تعزيزها مع القطاع الخاص، حيث من المتوقع أن يُسهم الاستثمار في هذا القطاع الحيوي في إحداث فرق مهم في المستوى المعيشي للفرد، وذلك من خلال تدريب أيدٍ عاملة محلية تكون جاهزة للمشاركة في إنجاز هذه المشاريع.