وتستمر موجة النزوح مع زيادة قدرها أكثر من 5800 شخص خلال الأيام الثلاثة الماضية، وتشرد أكثر 106.400 أشخاص نتيجة عمليات الموصل الجارية، لكن 9.500 من النازحين عادوا إلى مواطنهم الأصلية.
"خاطرنا بحياتنا للخروج من الأراضي، من أجل جعل الهروب أسهل جئنا بملابسنا فقط، لا يمكن أن نحمل أي شيء آخر، لأنه كان علينا السير 24 كيلومترا في البرد ليلا". يقول أبو شيماء، أحد النازحين الذين وصلوا مع أكثر من 300 عائلة أخرى في مخيم حسن الشام، شرق الموصل، قبل يومين.
أبو شيماء، والذي كان يحكي قصته بمرارة لأحد موظفي منظمة الهجرة الدولية خلال حملة تقديمها المساعدات الإنسانية في 15 ديسمبر/ كانون الأول الجاري، يوضح أنه ترك العديد من أفراد أسرته عرضة للموت، حيث قال: "لدينا أقرباء لم يتمكنوا من النزوح يواجهون المصير المجهول".
ولمساعدة العراقيين النازحين بسبب العمليات الجارية في الموصل، قدمت المنظمة الدولية للهجرة مساعدات إنسانية خلال هذا الشهر، بما في ذلك المستلزمات المنزلية الضرورية والخدمات الصحية، لأكثر من 240 ألف شخص في المناطق التي استُعيدت حديثا، فضلا عن النازحين الموجودين في المخيمات ومواقع الطوارئ.
واستفادت 22 ألف أسرة من مساعدات المنظمة، بما في ذلك البطانيات والمدافئ، تم توزيعها على 130 ألف للمتضررين من عمليات الموصل منذ 16 يونيو/حزيران. وقد تم تقديم أكثر من 77 ألف استشارة صحية أولية في محافظات نينوى وأربيل وصلاح الدين وكركوك.
وتستضيف منظمة الهجرة الآن أكثر من 10900 شخص من الموصل والحضر في محافظة نينوى، وقضاء الحويجة (محافظة كركوك) والشرقاط (محافظة صلاح الدين). وتقدم لهم خياما إضافية ودعما نفسيا وخدمات صحية بالتعاون مع وزارة الصحة نينوى.
وبحسب المنظمة، فإن غالبية الذين نزحوا أخيرا جراء عمليات الموصل (84% ما يعادل 83400 شخص) يعيشون حاليا في مخيمات رسمية أو مواقع الطوارئ؛ و14% (13400 شخص) يقطنون في منازل مستأجرة وفنادق أو عائلات مضيفة، ثم 2% (1.800 شخص) يقيمون في المستوطنات غير الرسمية والمباني الدينية والمدارس والمباني المهجورة؛ وأقل من 1% (460 فردا) يمرون من مواقع الفرز.
ولفتت المنظمة كذلك إلى أن إجمالي عدد السكان في المخيمات ومواقع الطوارئ نما بنسبة 18% (14.700 شخص) خلال الفترة من 8 إلى 15 ديسمبر/كانون الأول الجاري.
وقال رئيس المنظمة الدولية للهجرة في العراق، توماس لوثر فايس: "مع استمرار عدد النازحين الذين شردتهم العمليات العسكرية بالموصل، يجب أن نكثف جهودنا الإنسانية بدعم من الجهات المانحة لنا والشركاء في المجال الإنساني وحكومة العراق، لمساعدة النازحين، خاصة في الطقس البارد، نحن بحاجة إلى الاستمرار في زيادة حجم جهودنا الإنسانية لتقديم المساعدة الإنسانية المنقذة للحياة".
(العربي الجديد)