وذكرت مصادر طبية من الحوثيين أن "سبعة منهم قُتلوا وأصيب آخرون، برصاص القوات الحكومية المكلّفة بحماية مقر رئاسة الوزراء أثناء محاولتهم الوصول إليه، قبل أن يقوموا بنصب مخيمات اعتصام قربه، تمكنت قوات الأمن باستعمال خراطيم المياه والقنابل المسيّلة للدموع من فضّه لاحقاً".
واتهمت اللجنة الأمنية العليا في اليمن الحوثيين بمحاولة اقتحام مبنى مجلس الوزراء ومبنى إذاعة صنعاء. ونقلت وكالة الأنباء اليمنية الرسمية "سبأ" عن مصدر مسؤول، تحفظ عن نشر اسمه، أن "محاولة اقتحام المؤسستين نتج عنها سقوط عدد من الضحايا من الحرس ومن المقتحمين".
وذكرت الوكالة أن إطلاق النار تم "من قِبل عدد من الأشخاص المنتشرين في محيط الإذاعة ومجلس الوزراء ومن محاولي الاقتحام، والذين تقوم الأجهزة الأمنية حالياً بالبحث عنهم وتعقبهم تمهيداً لضبطهم وإحالتهم للجهات المختصة".
وأضاف المصدر أن "حراس مجلس الوزراء وإذاعة صنعاء لم يقوموا بإطلاق النار الحي نحو الأشخاص الذين حاولوا اقتحام مقر مجلس الوزراء".
وحمّل قيادات جماعة الحوثي "كافة المسؤولية في التحريض على اقتحام المنشآت والمؤسسات العامة، وما يترتب على ذلك من خسائر في صفوف المواطنين والممتلكات الخاصة والعامة". وأكد المصدر أن "الأجهزة الأمنية سوف تقوم بواجباتها الدستورية والقانونية في الحفاظ على أمن المواطنين وسلامتهم وحماية المرافق والمصالح العامة.
في المقابل، كان مصدر أمني في وزارة الداخلية، لم ينشر اسمه، قال في تصريح نقله مركز الإعلام الأمني التابع للوزارة، قد قال إن مجموعة من أنصار الحوثيين حاولت "الدخول إلى المنطقة الأمنية الممنوع التجول فيها بالقرب من رئاسة الوزراء بهدف اقتحام مقرّ الرئاسة، غير أن قوات الأمن المكلفة بحراسة المجلس قامت بواجبها القانوني ومنعتهم من ذلك".
ودعا المصدر الأمني تلك المجاميع إلى الالتزام بسلوكيات التظاهرات والمسيرات السلمية، بعيداً عن الاعتداء على المصالح والمنشآت العامة وعرقلة حركة سير المواطنين وإقلاق السكينة العامة، مؤكّداً أن الأجهزة الأمنية ستقوم بواجباتها الدستورية والقانونية في حفظ النظام وحراسة المؤسسات الحكومية والرسمية، والحفاظ على الأمن والاستقرار.
واندلعت مواجهات مسلّحة بين الجيش اليمني والحوثيين عند المدخل الجنوبي للعاصمة صنعاء، وأفادت مصادر أمنية وشهود عيان، أن "المواجهات اندلعت بين قوات اللواء الرابع المرابط في المدخل الجنوبي للعاصمة ومسلّحين حوثيين، حاولوا الدخول إلى صنعاء بالسلاح وحاصرتهم قوات الجيش في إحدى المدارس".
وأضافت المصادر أن "قوات الجيش بدأت الانتشار واستحداث مواقع عسكرية في جنوب العاصمة، واشتبكت مع مسلّحين حوثيين في عدد من المواقع". فيما لم ترد تفاصيل حول محصلة الاشتباكات.
ويرابط اللواء الرابع مدرع في مدخل العاصمة الجنوبي الذي يربط صنعاء بأغلب المحافظات اليمنية، ويتبع اللواء قوات احتياط وزارة الدفاع وهو المعسكر الرئيسي لما كان يعرف بقوات الحرس الجمهوري.
وانطلقت تظاهرة الحوثيين من "ساحة التغيير"، تلبية لدعوة زعيم الجماعة عبدالملك الحوثي أنصاره إلى الاحتشاد في حي الجامعة القريب من رئاسة الوزراء.
ولم يصدر حتى اللحظة تعليق رسمي من جماعة الحوثي، عدا منشور مقتضب للمتحدث الرسمي باسم الجماعة محمد عبد السلام أكّد فيه سقوط عشرات الجرحى، فيما بثت قناة "المسيرة" التابعة للحوثيين على موقعها الإلكتروني، مشاهد للاشتباكات أظهرت سقوط عدد من الإصابات كانت تنقل بسيارات الإسعاف.
ويعتصم الحوثيون في "ساحة التغيير" منذ العام 2011، ويخشى مراقبون من تطور الموقف إلى مواجهات مسلّحة مع وصول الوضع إلى انسداد سياسي، وفي ظل امتلاك الجماعة للسلاح.