شنّ تنظيم "الدولة الإسلامية" (داعش)، في الساعات الأولى من صباح اليوم الثلاثاء، هجمات عكسية ومباغتة على القوات العراقية المشاركة في معركة الموصل، في محاولة، على ما يبدو، لاستعادة الأراضي التي فقدها في اليوم الأول من المعركة، أو لإيقاف تمدد القوات التي باتت تطبق على المدينة من ثلاثة محاور.
وفي هذا السياق، شنّ طيران التحالف الدولي والطيران الحربي العراقي غارات مكثفة على مدى الساعات الثلاث الماضية، مستهدفاً أكثر من تسعة أهداف متحركة لـ"تنظيم الدولة"، فضلا عن فندق يرجّح وجود عناصر بداخله، وفقاً لما أكدته مصادر عسكرية عراقية لـ"العربي الجديد".
وأوضح مسؤول عسكري عراقي، لـ"العربي الجديد"، أن "ما ميّز معارك اليوم، لحد الآن، هو تنفيذ "داعش" لهجمات تم التعامل مع أغلبها، فضلا عن عمليات انتحارية في تسع قرى تم السيطرة عليها أمس"، مبيّناً أنّ "التقدم إلى المناطق الأخرى، سيتمّ وفقاً للوضع على الأرض، خاصة وأننا كلما تقدما وجدنا مزيدا من الألغام والفخاخ والعبوات الناسفة، بعضها غطته النباتات ولم يعد بالإمكان اكتشافه بسهولة".
ولفت المصدر إلى أن "عددا من الجنود العراقيين سقطوا بانفجار عبوة ناسفة فجر اليوم في المحور الجنوبي من المدينة".
وبشكل عام، فإن الأوضاع اليوم أقل هدوءا بالمقارنة مع مواجهات أمس الاثنين، في ظل اشتباكات متقطعة وعمليات قنص، وتبادل للقصف الصاروخي والمدفعي.
إلى ذلك، وصلت المزيد من الوحدات العسكرية إلى نينوى، تمهيدا لدخولها على خط المعارك، وجميعها من الجيش والشرطة الاتحادية.
وذكر مصدر عسكري عراقي أنه "تم تحديد عدد المليشيات التي ستشارك"، مشدداً على أن "القوات التي أرسلت كلها نظامية".
بدوره، أطلق رئيس الوزراء، حيدر العبادي، اسم "قادمون يا موصل" على معركة استعادة المدينة، وفقا لبيان صادر عن مكتبه، والذي أكد أن المعركة "تجري بشكل جيد".
إلى ذلك، ذكرت مصادر محلية في الموصل، لـ"العربي الجديد"، أن "الطيران العراقي ألقى منشورات في أحياء المدينة على جانبي دجلة، وعددها 65 حيا، تطالب السكان بالبقاء في منازلهم والابتعاد عن مناطق تواجد تنظيم "داعش"".