وتمكن الباحث عبد الله عايش وزميلاته داليا حرز وسارة الصوري ونشوى مقداد وإسراء عجور، من الوصول إلى هذا الابتكار الذي يشكل طفرة في مجال علاج المرض، حيث سينقله من مرحلة العلاج الكيميائي إلى العلاج الطبيعي اعتماداً على تناول "الجبنة".
وتقول الطالبة الباحثة حرز لـ"العربي الجديد"، إن الفكرة جاءت بالأساس لتكون مشروع تخرج يجري العمل على تطويره لتجارب عملية من تخصص تكنولوجيا الصناعات الغذائية من كلية مجتمع غزة التابعة لوكالة غوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين (أونروا).
وتوضح أن الفريق الذي اتخذ من "كالسيوم بلس" اسماً له، عمل على جمع كافة المعلومات المتعلقة بمرض هشاشة العظام، أسبابه وطرق علاجه والأعراض التي تصيب المرضى ومكونات الأدوية الكيميائية التي يتناولها المرضى.
ولفتت حرز إلى أن الأطباء يلجؤون في علاج المرضى إلى التوصية بضرورة تناول الأطعمة الغنية بالكالسيوم الموجودة في الحليب والجبنة وبيض الدجاج، إلا أن هذه النسب لا تتجاوز 200 إلى 400 ميلغرام مقارنة مع تلك الموجودة في الأدوية.
وتشير أنهم توصلوا خلال عملية البحث إلى أن الكثير من الأدوية الكيميائية التي يتناولها المرضى المصابون بهشاشة العظام تتعارض مع الكثير من الأمراض كالقلب والكلى، وهو ما يسبب ضرراً كبيراً للمرضى، الأمر الذي شكل دافعاً للبحث عن علاج طبيعي متعلق بالجبنة.
أما زميلتها سارة الصوري فتقول لـ"العربي الجديد"، إن عملية التجارب أخذت وقتاً طويلاً من ناحية العينات التي أجراها الفريق للوصول إلى النتيجة المطلوبة والتي تلبي حاجات المريض من الكالسيوم والأستروجين التي يحتاجها الجسم.
وتبين الصوري أن التجارب التي قام الفريق بإنجازها على مدار شهور طويلة مكنتهم من التوصل إلى أن بنسبة الكالسيوم الموجودة في الجبنة المصنعة للوقاية من مرض هشاشة العظام من 800-1100 ميلغرام، هي نفس النسبة الموجودة في الأدوية التي يحصل عليها المرضى.
وتوضح أن التحدي الأبرز الذي واجه الفريق الشاب في غزة، كان شكاوى المرضى الذين يعانون من ارتفاع معدلات الكوليسترول، حيث تمكن الفريق من تجاوزها من خلال إجراء تجارب وفحوصات والقيام بنزع الدهن والوصول إلى معدلات أعلى من الأستروجين الموجودة في الجبنة، والذي شكل نجاحاً جديداً للفريق وأعطى مؤشراً قوياً على إمكانية تحولها إلى علاج نهائي وقطعي للمرض.
وحصل الفريق الشاب على احتضان رسمي من قبل مشروع "مبادرون" في الجامعة الإسلامية بغزة الذي يُعنى باحتضان الأعمال العلمية والتكنولوجية المميزة منذ عدة أشهر، بالإضافة إلى المشاركة في العديد من معارض المنتجات الغذائية المحلية.
من جانبها، توضح نشوى مقداد في حديثها لـ "العربي الجديد"، أن المشروع تحول إلى مرحلة الإنتاج الفعلي لهذا النوع من الجبنة وهي المرحلة التي كانت قبل الاحتضان من قبل مشروع "مبادرون" بالجامعة الإسلامية بغزة.
وتلفت مقداد إلى أنهم زاروا العديد من أطباء العظام في القطاع المحاصر إسرائيلياً منذ عشر سنوات لإجراء تجارب والحصول على نتائج وفعالية الجبنة وتوصياتهم بها من أجل العمل على تطويرها وجعلها ملائمة لاحتياجات المرضى.
وبالرغم من توفير مؤسسة الأوكسفام الدولية لمصنع صغير مجهز ببعض الوسائل اللازمة للفريق للقيام بإنتاج "الجبنة" إلا أن الإمكانيات واعتماد الفريق على العمل اليدوي يعتبر أحد أهم التحديات التي تواجههم.
إلى ذلك، يشير الشاب عبد الله عايش لـ"العربي الجديد"، إلى الصعوبات التي واجهت الفريق المتمثلة في غياب جهاز فحص فيتامين "د" المتوفر في الأغذية من القطاع بالإضافة إلى صعوبة الحركة والتنقل للمشاركة في المعارض والمؤتمرات الدولية.
وينوه عايش إلى أن الفريق سيركز خلال الفترة المقبلة على إجراء المزيد من التجارب والفحوصات من أجل الوصول إلى اعتماد "الجبنة" التي يجري إنتاجها لعلاج مرض هشاشة العظام دون الحاجة لاستخدام العلاج الكيميائي.
أما زميلته إسراء عجور فتلفت إلى أن الفريق تمكن من الحصول على براءة اختراع للجبنة التي أنتجها من وزارة الاقتصاد في الضفة الغربية، في حين يواجه الفريق بعض الصعوبات المتمثلة في الحصول عليها من غزة.
وتؤكد عجور لـ"العربي الجديد"، على أن الفريق يطمح للحصول على براءة اختراع دولية لمنتج "الجبنة" لاعتماده كعلاج دولي لمرض هشاشة العظام والوصول إلى مرحلة علمية متقدمة وتوسيع رقعة الإنتاج بشكل أكبر مما هي عليه.