22 ابريل 2017
بدون تجميل
يسرى السعيد (سورية)
يُعتبَرُ النقدُ سلاحاً بحدين، إما أن يبني، أو يهدم. وفي الحالتين، يعتقد صاحبه أنه بلغَ ذروةَ الحقيقة؛ بل ويحتكرها لشخصه، ويلغي، في أحيانٍ كثيرة، حق الآخر في الرد، أو النقض.
وما يجري في سورية اليوم يضعك في متاهة اتخاذ الموقف الحق من كل ما تقرأه، ومن كلّ الاتجاهات؛ فقد أخذ أصحاب الرأي على عاتقهم واجب التنديد والتكذيب بالآخر، من دون أن يستطيع إقناعك بصدقه، أو نزاهته؛ بل كلّ ما يسعى إليه يتجلّى في توضيح أخطاء الطرف الآخر ونقائصه، في وقت ينتظر القارئ، وبلهفة، أن ييبيّن لنا ذلك الناقد إيجابيات الطرف الذي يتبنّى موقفه، ويدافع عنه.
باتت القضية في تشويه الآخر، وصبّ النارِ على كلِ تربةٍ يقفُ عليها، متغاضيين أنّ من يقرأ اليوم هو على الأرض السورية، أو غادرها من فترةٍ قريبة. بمعنى آخر، من يقرأ يدركُ تماماً سلبية كلّ الأطراف، وتجاوزها مسألة تقديم أفعال تعلي من شأنه، أو ترفع نسبة الثقة واليقين بوجوده في رقعةٍ معينة، وتحت مسمّى محدّد.
سئمنا الذم، ونحتاج ممن يقوم به أن يغيّر منهجه فيكتب لنا ما قدّمه فصيله، أو فريقه الذي ينتمي إليه، وحين نقرأ ما يكتب عن سلبيات الطرف الآخر، ندرك أنّ ذلك حق؛ لكنّنا ندرك أيضاً وبكلّ يقين، أنّ الآخر ليس أفضل حالاً.
نتعطّش اليوم لقراءة أخبارٍ تطمئننا أنّ هناك من يفكر بطريقة صحيحة، ويترجم أفكاره على أرض الواقع، فالآثام الكبرى التي ارتكبت بحق سورية من أبنائها، لن يكفرها فضحها، أو الكتابة عنها فقط؛ وإنما تجاوزها بخطوات أكثر قرباً من المواطن، وأكثر فائدة له.
ومن الطريف حقاً أن يتحوّل الكاتب آلة طابعة، تحاول أن تكتب ما يملى عليها من شتائم وقذف بحق الآخر، ومن المحزن أن تكون النعامة هي من تطبع سلوك ذلك الكاتب.
بعد أكثر من خمس سنين من الأخطاء والتجاوزات، والفشل المتلاحق، ننتظر تصحيحاً لتلك الأخطاء بأفعال تُقنِع، ومواقف تُرضِي، وهذهِ أضعفُ الأمنيات، وأبسطها في وطن بدأت فيه الحقيقة تتآكل، وبدأت غيمة التشويه والطعن تخيّم على معظم من يعوَّلُ عليهم بإعادة بناء ما دُمِر في نفوسنا وأرضنا أيضاً.
ولم يعد يستوقفنا أيّ شرحٍ لمصائب الأطراف وما قامت به، بقدر ما نحن مشغوفون للاعتراف بتلك المآسي التي غيّرت صورة الوطن، وملامحه، ومن ثَمَّ انشغال كل طرف بمنطقٍ جديدٍ ينمي من خلاله أيّ فريق إحساسنا بالصدق اتجاهه، واحترامه وسماع ما يقول أو يكتب.
هي الحرب، وهي مصائبها. لكن، أن تستمر تلك المصائب، وأن نُغمِض أعيننا عنها قصداً، فهذا هو ما يدمي القلب حقاً، ويعزّز خيباته يوماً بعد يوم.
فهل نحن مستعدون لوقفة صادقة مع الذات؟ تجاوز أخطائها وأخطاء من تؤمن به، أم أنّنا سنبقى كمن يملأ الماء في جرّة مثقوبة، وكمن يمشي بزمنه إلى الوراء، وبأيامه إلى المقبرة؟
وما يجري في سورية اليوم يضعك في متاهة اتخاذ الموقف الحق من كل ما تقرأه، ومن كلّ الاتجاهات؛ فقد أخذ أصحاب الرأي على عاتقهم واجب التنديد والتكذيب بالآخر، من دون أن يستطيع إقناعك بصدقه، أو نزاهته؛ بل كلّ ما يسعى إليه يتجلّى في توضيح أخطاء الطرف الآخر ونقائصه، في وقت ينتظر القارئ، وبلهفة، أن ييبيّن لنا ذلك الناقد إيجابيات الطرف الذي يتبنّى موقفه، ويدافع عنه.
باتت القضية في تشويه الآخر، وصبّ النارِ على كلِ تربةٍ يقفُ عليها، متغاضيين أنّ من يقرأ اليوم هو على الأرض السورية، أو غادرها من فترةٍ قريبة. بمعنى آخر، من يقرأ يدركُ تماماً سلبية كلّ الأطراف، وتجاوزها مسألة تقديم أفعال تعلي من شأنه، أو ترفع نسبة الثقة واليقين بوجوده في رقعةٍ معينة، وتحت مسمّى محدّد.
سئمنا الذم، ونحتاج ممن يقوم به أن يغيّر منهجه فيكتب لنا ما قدّمه فصيله، أو فريقه الذي ينتمي إليه، وحين نقرأ ما يكتب عن سلبيات الطرف الآخر، ندرك أنّ ذلك حق؛ لكنّنا ندرك أيضاً وبكلّ يقين، أنّ الآخر ليس أفضل حالاً.
نتعطّش اليوم لقراءة أخبارٍ تطمئننا أنّ هناك من يفكر بطريقة صحيحة، ويترجم أفكاره على أرض الواقع، فالآثام الكبرى التي ارتكبت بحق سورية من أبنائها، لن يكفرها فضحها، أو الكتابة عنها فقط؛ وإنما تجاوزها بخطوات أكثر قرباً من المواطن، وأكثر فائدة له.
ومن الطريف حقاً أن يتحوّل الكاتب آلة طابعة، تحاول أن تكتب ما يملى عليها من شتائم وقذف بحق الآخر، ومن المحزن أن تكون النعامة هي من تطبع سلوك ذلك الكاتب.
بعد أكثر من خمس سنين من الأخطاء والتجاوزات، والفشل المتلاحق، ننتظر تصحيحاً لتلك الأخطاء بأفعال تُقنِع، ومواقف تُرضِي، وهذهِ أضعفُ الأمنيات، وأبسطها في وطن بدأت فيه الحقيقة تتآكل، وبدأت غيمة التشويه والطعن تخيّم على معظم من يعوَّلُ عليهم بإعادة بناء ما دُمِر في نفوسنا وأرضنا أيضاً.
ولم يعد يستوقفنا أيّ شرحٍ لمصائب الأطراف وما قامت به، بقدر ما نحن مشغوفون للاعتراف بتلك المآسي التي غيّرت صورة الوطن، وملامحه، ومن ثَمَّ انشغال كل طرف بمنطقٍ جديدٍ ينمي من خلاله أيّ فريق إحساسنا بالصدق اتجاهه، واحترامه وسماع ما يقول أو يكتب.
هي الحرب، وهي مصائبها. لكن، أن تستمر تلك المصائب، وأن نُغمِض أعيننا عنها قصداً، فهذا هو ما يدمي القلب حقاً، ويعزّز خيباته يوماً بعد يوم.
فهل نحن مستعدون لوقفة صادقة مع الذات؟ تجاوز أخطائها وأخطاء من تؤمن به، أم أنّنا سنبقى كمن يملأ الماء في جرّة مثقوبة، وكمن يمشي بزمنه إلى الوراء، وبأيامه إلى المقبرة؟
مقالات أخرى
22 مارس 2017
04 فبراير 2017
29 ديسمبر 2016