أَحسَّ أمام مشهد الطبيعة البديع بضرورة شرح ما يخالج قلبه من يوم عرفها دون استعمال كلمات. كانا جالسين عند قمة الجبل، تحت أرجلهما تتشابك البحيرات وأمامها -خلف البحيرات- تنتصب سلسلة الجبال المكسوة بالثلج في مهابة.
بحث في الأرض الصخرية عن وردة صغيرة، خصوصاً عن وردة إديلويس، لكن لم يعثر سوى على عصا بلاستيكية خضراء اللون. قدمها لها كقربان وقال: إنها ساحرة.
هي، بما أنها كانت تشاركه المشاعر ذاتها، قبِلتها. ولإظهار إعجابها رفعت العصا السحرية في الهواء وبإيماءة مضحكة أشارت إلى أعلى قمة تظهر بيضاء بلا دنس وحولها الزرقة الشفافة التي رسمها البعد.
- أريد بقعة حمراء اللون هناك، قالت آمرةً.
وضحكا كلاهما.
من لم يستطع الضحك بتاتاً كان متسلّق الجبال المنعزل الذي فقد ساقه في تلك اللحظة بالذات وسقط على الزوايا الناتئة والحادة للهوة، تاركاً بقعة حمراء اللون هناك بالتحديد، فوق أعلى القمة. هناك، حيث لا العاشقان، ولا أحد غيرهما سيستطيع رؤيتها.
* Luisa Valenzuela كاتبة وصحافية أرجنتينية من مواليد في بوينوس آيريس عام 1938. من بين أعمالها الروائية "كما في الحرب" و"الغد" وتعتبر من أبرز كتاب القصة القصيرة في الأرجنتين، ومن مجموعاتها القصصية "هنا تقع أشياء غريبة" و"لعبة الأوغاد".
** ترجمة عن الإسبانية إبراهيم اليعيشي
اقرأ أيضاً: بطرف العين