قال الرئيس الروسي فلاديمير بوتين، إن لقاح فيروس كورونا الذي تم تطويره في بلاده، تم تسجيله للاستخدام، وإن إحدى بناته تم تلقيحها بالفعل، موضحا خلال اجتماع حكومي، الثلاثاء، أن اللقاح أثبت فعاليته أثناء الاختبارات، وأنه يوفر مناعة طويلة من فيروس كورونا.
وأعلن رئيس الصندوق السيادي الروسي، كيريل ديمترييف، الثلاثاء، أن عشرين دولة أجنبية طلبت مسبقاً "أكثر من مليار جرعة" من اللقاح، مشيراً إلى أن المرحلة الثالثة من التجارب تبدأ غدا الأربعاء، وأن الإنتاج الصناعي سيبدأ في سبتمبر/أيلول، مشيرا إلى أن اللقاح أُطلق عليه اسم "سبوتنيك في"، تيمّناً باسم أول مركبة فضائية وضعت في المدار "سبوتنيك"، و"في" هو أول حرف من كلمة لقاح في عدة لغات.
وأكّدت وزارة الصحة الروسية أن التلقيح المزدوج "سيسمح بتشكيل مناعة طويلة قد تستمرّ لعامين"، وأشار وزير الصحة، ميخائيل موراشكو، إلى أن "تجارب سريرية على آلاف الأشخاص ستتواصل".
ونقلت الوكالات الروسية عن نائبة رئيس الوزراء للشؤون الصحية، تاتيانا غاليكوفا: "نأمل فعلاً أن يتم إنتاج اللقاح بحلول سبتمبر، أو في أواخر أغسطس ومطلع سبتمبر، والفئة الأولى التي ستتلقى اللقاح ستكون العاملين في المجال الطبي، ويُفترض أن يكون أيضاً المدرسون من بين أوائل الأشخاص الذين سيتلقون اللقاح".
وسيتمّ توزيع اللقاح في الأول من يناير/كانون الثاني 2021، وفق ما صرّح به السجل الوطني للأدوية التابع لوزارة الصحة لوكالات الصحافة الروسية.
وهذا اللقاح هو ناقل فيروسي، إذ يستخدم كركيزة فيروساً آخر تم تحويله وتكييفه لمحاربة كوفيد-19. والتقنية نفسها اختارتها أيضاً جامعة أوكسفورد.
وحتى الآن، لم تنشر روسيا دراسات مفصلة لنتائج تجاربها التي تسمح بالتثبت من فعالية اللقاحات التي تقول إنها تعمل على تطويرها. وأكدت في الأسابيع الأخيرة أنها ستنتج قريباً آلاف الجرعات من لقاح ضد كورونا، و"ملايين" الجرعات بدءاً من مطلع العام المقبل.
وتعمل روسيا منذ أشهر، مثل الكثير من دول العالم، على مشاريع عديدة للقاحات ضد كوفيد-19. وطوّر مركز "غاماليا" اللقاح الروسي بالتعاون مع وزارة الدفاع. وهناك لقاح ثانٍ يجري تطويره في مركز "فكتور" الحكومي للأبحاث في سيبيريا، ويخضع أيضاً لتجارب سريرية يُفترض أن تنتهي في سبتمبر.
لم تنشر روسيا دراسات مفصلة لنتائج تجاربها التي تسمح بالتثبت من فعالية اللقاحات التي تقول إنها تعمل على تطويرها
وتمهد هذه الخطوة الطريق أمام تطعيم واسع النطاق، حتى مع استمرار المراحل الأخيرة من التجارب السريرية لاختبار سلامة المصل وكفاءته.
وكان الرئيس الفيليبيني رودريغو دوتيرتي، أشاد بالجهود الروسية لتطوير لقاح مضاد لفيروس كورونا وأبدى استعداده للمشاركة في تجربته، فيما رحّب بعرض روسي لإمداد مانيلا باللقاح، قائلا إنه يتوقع أن يكون من دون مقابل.
وعبّرت روسيا عن استعدادها لإمداد الفيليبين باللقاح، أو التعاون مع شركة محلية لإنتاجه بكميات كبيرة.
والفيليبين من الدول التي تُسجل أكبر أعداد للإصابات بالفيروس في آسيا، وارتفع عدد الإصابات فيها إلى 136638، أمس الإثنين، بعدما شهدت زيادة يومية قياسية بلغت 6958 إصابة.
وقال دوتيرتي في كلمة بثها التلفزيون في وقت متأخر الليلة الماضية: "سأبلغ الرئيس (الروسي فلاديمير بوتين بأنني أثق كثيرا في دراساتكم لمكافحة كوفيد 19، وأعتقد أن اللقاح الذي أنتجتموه مفيد للبشرية حقا". ولتهدئة مخاوف الناس، عرض دوتيرتي أن يكون فأر تجارب عندما يصل اللقاح الجديد، قائلا: "يمكنني أن أكون أول من يخضعونه للتجربة". وقال مكتبه، الثلاثاء، إن الفيليبين مستعدة للعمل مع روسيا على تجارب اللقاح وإمداداته وإنتاجه.
وأثار السباق العالمي المحموم لتوفير لقاح مضاد للفيروس مخاوف، من أن تأتي اعتبارات السرعة والهيبة الوطنية على حساب السلامة.