حذر خبراء في البيئة من أن يؤدي نفوق آلاف الأسماك على شاطئ كورنيش مدينة جدة السعودية، إلى كارثة بيئية، خصوصاً مع تباطؤ البلدية وأمانة جدة في إزالة الأسماك التي نفقت على طول الكورنيش البالغ أكثر من خمسة كيلومترات.
وفضلت وزارة الزارعة والمياه التريث في إصدار تقريرها حول ما حدث، مؤكدة في بيان، أن نتائج تحقيقاتها ستُعلن غدا، الجمعة، وكشف مدير عام الإدارة العامة للشؤون الزراعية بمنطقة مكة المكرمة، خالد الغامدي، أنه تم تشكيل لجنة مكونة من أمانة محافظة جدة، والهيئة العامة للأرصاد وحماية البيئة، وقيادة حرس الحدود بمنطقة مكة المكرمة، وفرع وزارة الزراعة، ومركز أبحاث الثروة السمكية بجدة، لإعداد تقرير رسمي عن الحادث. وقامت اللجنة بسحب عينات من الأسماك النافقة والمياه وإرسالها إلى المختبر.
من جهتها، حملت الهيئة العامة للأرصاد وحماية البيئة، في تقرير أولي، أمانة محافظة جدة مسؤولية نفوق الأسماك، بسبب إغلاقها لبحيرة النورس ما دفع بالأسماك نحو الشاطئ، منذ أمس الأربعاء، واستمر نفوق الأسماك طوال اليوم الخميس.
وأكدت الهيئة أن التحليل المبدئي أشار إلى أن "إغلاق القناة الرابطة بين البحر والبحيرة بسبب أعمال تطوير الكورنيش تسبب في ركود المياه في البحيرة وارتفاع درجة حرارتها وانخفاض تركيز الأكسجين فيها وتكوّن الطحالب، ما نتج عنه نفوق الأسماك".
واتهمت الهيئة أمانة جدة بأنها لم تلتزم بالمعايير البيئية، واحتوى مشروع تطوير الكورنيش على العديد من المخالفات التي لا تتفق مع اشتراطات المشاريع البحرية. وقالت الهيئة إن فريقا متخصصا منها كشف على المواقع، ولاحظ من خلال المشاهدة أن القناة المائية للبحيرة شبه مغلقة، ما تسبب في انخفاض مستوى تركيز الأكسجين في ماء البحيرة وزيادة الملوحة.
من جانبه، أكد الخبير البيئي، ماجد المالكي، أنه بغض النظر عمّن تسبّب في نفوق الأسماك، وهل هو ناتج عن نقص الأوكسجين في البحيرة، أو بسبب التلوث الكيميائي، فإن ما حدث يهدد المنطقة بتلوث بيئي أكبر، ناهيك عن قيام بعض العمالة الوافدة بجمع الأسماك لأكلها، الأمر الذي قد يهدد صحتهم، وقد يؤدي للموت في حال كان سبب النفوق كيمائياً.
ويقول لـ"العربي الجديد": "هناك مخاطر تلوث بيئي عالية، لأن هذه الأسماك إنْ لم يتم جمعها بسرعة، فستتعفن وتلوث الشاطئ، وتنشر الأمراض الجلدية والتنفسية، وخاصة أن الأسماك النافقة كانت قريبة من زوار الكورنيش".
ويضيف: "لا بد أن تسارع الأمانة في إزالة الأسماك النافقة، والأهم هو معالجة الأسباب التي أدت لنفوقها، كي لا تتزايد الأعداد، كما أنه من الضروري تعقيم المنطقة بالكامل، ورشها بالمبيدات للقضاء على الحشرات التي ستنتج عن تعفن الأسماك".