يعتبر دكتور من جامعة "دمشق" أنّ أرقام تصنيف الجامعات السورية، خصوصاً جامعة دمشق المصنفة سابعة سورياً، كارثية ومخيفة بعد التراجع بآلاف المراتب. يتساءل الدكتور، الذي طلب من "العربي الجديد" عدم ذكر اسمه، كيف لمثل هذه الجامعات أن تعيد تقييم جامعات أخرى أو تعادل الشهادات الصادرة عنها إن كانت هي نفسها ذات تصنيف غير لائق، بل وتحوم الشكوك حول الشهادات الصادرة عنها، خصوصاً بعد الثورة، وسجن مسؤولين في النظام السوري، كانوا يبيعون شهادات جامعية ويسهلون الحصول على وثائق جامعية مزورة؟
حول أهم المعايير المعتمدة في تصنيف الجامعات، يضيف الأستاذ الجامعي من دمشق: "تتركز أهم المعايير حول عدد الطلاب بالنسبة لعدد الدكاترة، وعدد القاعات الصفية والمختبرات في العلوم التطبيقية، والأجهزة المتوفرة وجودتها وحداثتها، والبحوث العلمية المنشورة عربياً وعالمياً وبلغات مختلفة وأثر البحث وجودته دولياً، بالإضافة إلى إصدار مؤلفات وكتب من الجامعات، والمؤتمرات المتخصصة والعامة التي تنظمها الجامعات وتشارك فيها وتشرف عليها".
اقــرأ أيضاً
وكان موقع "ويبوميتريكس التابع للمركز الوطني للبحوث في مدريد، قد نشر تصنيفه نصف السنوي للجامعات حول العالم، قبل أيام، وظهر فيه التراجع الهائل الذي لحق بالجامعات السورية هذا العام.
وأظهرت نسخة يوليو/ تموز 2018 تدهوراً كبيراً للجامعات السورية إذ احتلت جامعة تشرين المرتبة الأولى سورياً، والمرتبة 5073 عالمياً. واحتل المعهد العالي للعلوم التطبيقية والتكنولوجيا بدمشق المرتبة الثانية سورياً والمرتبة 5494 عالمياً، في حين احتلت جامعة حلب المرتبة الثالثة سورياً والمرتبة 6094 عالمياً، وجامعة البعث المرتبة الرابعة سورياً و7116 عالمياً، والجامعة الافتراضية السورية المرتبة الخامسة سورياً و8892 عالمياً، والمعهد الفرنسي للشرق الأدنى في دمشق المرتبة السادسة سورياً و9199 عالمياً، وجامعة دمشق المرتبة السابعة سورياً و10902 عالمياً، والجامعة العربية الدولية المرتبة الثامنة سورياً و11848، وجامعة الأندلس المرتبة التاسعة سورياً و13247 عالمياً، وجامعة القلمون المرتبة العاشرة سورياً و14135 عالمياً.
يقول مسؤول في وزارة التعليم العالي في دمشق، إنّ من الأسباب التي أدت إلى حدوث هذا التراجع الملفت هو عدم نشر الأبحاث العملية من الجامعات وتوثيقها على مواقعها الإلكترونية، ومن ضمنها رسائل الماجستير والدكتوراه. ويلفت المسؤول الذي لم يكشف عن اسمه ونشرت تصريحه وسائل إعلامية سورية، إلى عدم تحديث البيانات والمعلومات بشكل دوري، ناهيك عن عدم تطوير محتوى اللغة الإنكليزية، بالإضافة إلى بطء الإنترنت وصعوبة الوصول إلى عدد من المواقع الإلكترونية. يشير المسؤول إلى أنّ التبادلات الثقافية والتعاون الدولي بين سورية والعالم هو في حدوده الدنيا، وهذا الأمر يعتبر عاملاً مهماً في تراجع التصنيف، فمع التوسع في التبادل الثقافي يزداد التشبيك مع الجامعات الأخرى ما يزيد نسبة التفاعل، بما في ذلك مذكرات التفاهم الموقعة، وينعكس الأمر على صعيد التصنيف.
من جهته، يقول أستاذ الاقتصاد في جامعة "ماردين" الدكتور مسلم طالاس، لـ"العربي الجديد" إنّ وصول تصنيف الجامعات السورية إلى هذا المستوى، أمر طبيعي جداً، لأنّ التصنيف يعتمد على جملة من المعايير المتبعة، والجامعات السورية تعاني من نقص كادر التدريس وندرة الأبحاث وقلة الإنفاق على التعليم العالي.
أما عميد المعهد العالي للتنمية الإدارية بدمشق سابقاً، الدكتور مرعي محمد مرعي، فيقول: "حتى عام 1970 كانت جامعة دمشق تحتل المرتبة الثانية عربياً بعد جامعة القاهرة وكان يفخر الطلاب العرب والأجانب بالدراسة والتخرج فيها، لكن ماذا حلّ بها وببقية منظومة التعليم العالي والتربية السورية في ظل حكم عائلة الأسد؟". يضيف: "عام 2004 نشرت شخصياً لأول مرة باللغة العربية مقالاً في مجلة العربي الكويتية حول التصنيف العالمي للجامعات ومعاييره وضرورة البدء به في جامعات سورية والوطن العربي، وفي العام نفسه، زرت جامعة بيير وماري كوري في باريس، المصنفة الأولى فرنسياً و35 عالمياً، في إطار التحضير لمشروع تامبوس الأوروبي لصياغة مشروع تطوير جامعة دمشق خصوصاً والجامعات السورية عموماً، وقابلني آنذاك رئيس الجامعة الذي كانت لديه ميول لدعم البلدان العربية وقال لي حرفياً: جامعتنا على استعداد لمساعدة جامعة دمشق بكلّ شيء، من تبادل أساتذة، وقبول معيدين، وأبحاث مشتركة، إلى تحضير الجامعات السورية للتصنيف العالمي... وفور عودتي، نقلت ذلك لرئيس جامعة دمشق فرد عليّ: هو علّاك (ثرثار) ولا تلزمنا مساعدة تطوير من أحد".
اقــرأ أيضاً
يلفت إلى أنّه في عام 2004 كان ترتيب جامعة دمشق في تصنيف "ويبوميتريكس" 48 على مستوى 100 جامعة عربية، وقي عام 2010 خرجت كلّ الجامعات السورية من أول 100 جامعة عربية، وفي يوليو/ تموز الماضي بات ترتيب جامعة دمشق 10902 عالمياً ولا وجود لها أو لغيرها في أفضل 100 جامعة عربية. وتحتل جامعة "تشرين" وهي الأولى سورياً المرتبة 188 عربياً.
حول أهم المعايير المعتمدة في تصنيف الجامعات، يضيف الأستاذ الجامعي من دمشق: "تتركز أهم المعايير حول عدد الطلاب بالنسبة لعدد الدكاترة، وعدد القاعات الصفية والمختبرات في العلوم التطبيقية، والأجهزة المتوفرة وجودتها وحداثتها، والبحوث العلمية المنشورة عربياً وعالمياً وبلغات مختلفة وأثر البحث وجودته دولياً، بالإضافة إلى إصدار مؤلفات وكتب من الجامعات، والمؤتمرات المتخصصة والعامة التي تنظمها الجامعات وتشارك فيها وتشرف عليها".
وكان موقع "ويبوميتريكس التابع للمركز الوطني للبحوث في مدريد، قد نشر تصنيفه نصف السنوي للجامعات حول العالم، قبل أيام، وظهر فيه التراجع الهائل الذي لحق بالجامعات السورية هذا العام.
وأظهرت نسخة يوليو/ تموز 2018 تدهوراً كبيراً للجامعات السورية إذ احتلت جامعة تشرين المرتبة الأولى سورياً، والمرتبة 5073 عالمياً. واحتل المعهد العالي للعلوم التطبيقية والتكنولوجيا بدمشق المرتبة الثانية سورياً والمرتبة 5494 عالمياً، في حين احتلت جامعة حلب المرتبة الثالثة سورياً والمرتبة 6094 عالمياً، وجامعة البعث المرتبة الرابعة سورياً و7116 عالمياً، والجامعة الافتراضية السورية المرتبة الخامسة سورياً و8892 عالمياً، والمعهد الفرنسي للشرق الأدنى في دمشق المرتبة السادسة سورياً و9199 عالمياً، وجامعة دمشق المرتبة السابعة سورياً و10902 عالمياً، والجامعة العربية الدولية المرتبة الثامنة سورياً و11848، وجامعة الأندلس المرتبة التاسعة سورياً و13247 عالمياً، وجامعة القلمون المرتبة العاشرة سورياً و14135 عالمياً.
يقول مسؤول في وزارة التعليم العالي في دمشق، إنّ من الأسباب التي أدت إلى حدوث هذا التراجع الملفت هو عدم نشر الأبحاث العملية من الجامعات وتوثيقها على مواقعها الإلكترونية، ومن ضمنها رسائل الماجستير والدكتوراه. ويلفت المسؤول الذي لم يكشف عن اسمه ونشرت تصريحه وسائل إعلامية سورية، إلى عدم تحديث البيانات والمعلومات بشكل دوري، ناهيك عن عدم تطوير محتوى اللغة الإنكليزية، بالإضافة إلى بطء الإنترنت وصعوبة الوصول إلى عدد من المواقع الإلكترونية. يشير المسؤول إلى أنّ التبادلات الثقافية والتعاون الدولي بين سورية والعالم هو في حدوده الدنيا، وهذا الأمر يعتبر عاملاً مهماً في تراجع التصنيف، فمع التوسع في التبادل الثقافي يزداد التشبيك مع الجامعات الأخرى ما يزيد نسبة التفاعل، بما في ذلك مذكرات التفاهم الموقعة، وينعكس الأمر على صعيد التصنيف.
من جهته، يقول أستاذ الاقتصاد في جامعة "ماردين" الدكتور مسلم طالاس، لـ"العربي الجديد" إنّ وصول تصنيف الجامعات السورية إلى هذا المستوى، أمر طبيعي جداً، لأنّ التصنيف يعتمد على جملة من المعايير المتبعة، والجامعات السورية تعاني من نقص كادر التدريس وندرة الأبحاث وقلة الإنفاق على التعليم العالي.
أما عميد المعهد العالي للتنمية الإدارية بدمشق سابقاً، الدكتور مرعي محمد مرعي، فيقول: "حتى عام 1970 كانت جامعة دمشق تحتل المرتبة الثانية عربياً بعد جامعة القاهرة وكان يفخر الطلاب العرب والأجانب بالدراسة والتخرج فيها، لكن ماذا حلّ بها وببقية منظومة التعليم العالي والتربية السورية في ظل حكم عائلة الأسد؟". يضيف: "عام 2004 نشرت شخصياً لأول مرة باللغة العربية مقالاً في مجلة العربي الكويتية حول التصنيف العالمي للجامعات ومعاييره وضرورة البدء به في جامعات سورية والوطن العربي، وفي العام نفسه، زرت جامعة بيير وماري كوري في باريس، المصنفة الأولى فرنسياً و35 عالمياً، في إطار التحضير لمشروع تامبوس الأوروبي لصياغة مشروع تطوير جامعة دمشق خصوصاً والجامعات السورية عموماً، وقابلني آنذاك رئيس الجامعة الذي كانت لديه ميول لدعم البلدان العربية وقال لي حرفياً: جامعتنا على استعداد لمساعدة جامعة دمشق بكلّ شيء، من تبادل أساتذة، وقبول معيدين، وأبحاث مشتركة، إلى تحضير الجامعات السورية للتصنيف العالمي... وفور عودتي، نقلت ذلك لرئيس جامعة دمشق فرد عليّ: هو علّاك (ثرثار) ولا تلزمنا مساعدة تطوير من أحد".
يلفت إلى أنّه في عام 2004 كان ترتيب جامعة دمشق في تصنيف "ويبوميتريكس" 48 على مستوى 100 جامعة عربية، وقي عام 2010 خرجت كلّ الجامعات السورية من أول 100 جامعة عربية، وفي يوليو/ تموز الماضي بات ترتيب جامعة دمشق 10902 عالمياً ولا وجود لها أو لغيرها في أفضل 100 جامعة عربية. وتحتل جامعة "تشرين" وهي الأولى سورياً المرتبة 188 عربياً.