يتواصل تعزيز مستوى التنسيق والتعاون بين كل من أنقرة وبرلين، حيث وصلت، اليوم، المستشارة الألمانية، أنجيلا ميركل، إلى العاصمة التركية أنقرة، في زيارة رسمية، هي السابعة لها خلال الأشهر الخمسة الأخيرة، لتلتقي كُلاًّ من رئيس الوزراء التركي، أحمد داود أوغلو، ورئيس الجمهورية، رجب طيب أردوغان، لمناقشة التنسيق بين الجانبين لتنفيذ الاتفاق، الذي تم توقيعه في ما يخص أزمة اللاجئين.
وأكد كل من ميركل وداود أوغلو، في المؤتمر الصحافي، الذي عقداه بعد المشاورات، على أن الجانبين استطاعا التوافق على عشرة مواضيع رئيسية في الاتفاق، يأتي على رأسها أن تقوم مجموعات تقنية ألمانية بالعمل على الحدود التركية لأجل مساعدة اللاجئين السوريين بالتعاون مع إدارة الكوارث والطوارئ التركية (أفاد) التابعة لرئاسة الوزراء التركية، وأيضا تعزيز التعاون والتنسيق لمكافحة عصابات تهريب البشر، وإشراك حلف شمال الأطلسي في الأمر.
وأكد داود أوغلو أن البلدين سيتحركان لإشراك "الناتو" في معالجة ملف اللاجئين السوريين، قائلا "الأربعاء القادم هناك اجتماع لوزراء دفاع دول حلف شمال الأطلسي، حيث سيعمل كلا البلدين على دفع الناتو للمشاركة في معالجة نتائج تدفق اللاجئين، وبالذات إمكانية استخدام قدرات الناتو في ما يخص رصد ومراقبة الحدود، حيث سنبذل جهودنا لاستخدامها بفعالية أكبر في بحر إيجة".
وفي ما يخص المساعدات المقدرة بثلاثة مليارات يورو، التي وافق الاتحاد الأوروبي على تقديمها للاجئين السوريين في تركيا، أكد داود أوغلو أنه سيتم العمل على تسريع الجهود المبذولة في هذا الشأن، قائلا "في الأسابيع المقبلة سنقوم بتقديم مشاريعنا للاتحاد الأوروبي، وبالذات المشاريع الصحية والتعليمية التي قمنا بتحضيرها".
وأضاف "جميعنا نعاني من التطورات المقلقة في سورية. نحن على وشك مواجهة كارثة إنسانية في حلب وريفها، حيث تجمع على حدودنا حتى الآن أكثر من 30 ألف سوري، وبطبيعة الحال سنعمل على توفير احتياجات إخوتنا السوريين، ولكن لا يمكننا تحمل أن يقوم الروس بتطهير عرقي في المنطقة عبر القصف الجوي، بحجة أن الأتراك على كل الأحوال سيستقبلون اللاجئين، كما أنه لا يمكن تحميل الأتراك كل مسؤولية استقبال".
ودعا داود أوغلو إلى وقف القصف "غير الإنساني" في حلب، مؤكدا أن الإنسانية تُمتحن الآن في سورية، مشددا على أنّ"على الجميع أن يتصرف في حلب وريفها طبقا لقرار مجلس الأمن"، مضيفا" يجب إنهاء الهجوم غير الإنساني مباشرة، وعلينا أن نتحرك معا لأجل اللاجئين السوريين، وسنبدأ بشكل سريع للعمل على مساعدة السوريين على حدودنا". كما أشار داود أوغلو إلى أنه سيتم العمل على مكافحة عصابات تهريب البشر.
بدورها، دعت ميركل روسيا إلى وقف القصف في سورية، وقالت"يعاني الآلاف من الأشخاص الأمرّيْن من القصف الروسي، وكانت موسكو قد وافقت على قرار مجلس الأمن، وكذلك على أن لا يتم استهداف المدنيين".
وشددت على أنه لا بد من أن يكون الجميع جاهزا لاستقبال اللاجئين بشكل شرعي لمنع الهجرة غير الشرعية، وأنه سيتم العمل على وضع طرق لاستقبال اللاجئين السوريين في أوروبا عبر الطرق الشرعية. وأضافت: "سنعمل بقدر الإمكان على تخصيص حصة للاجئين السوريين، إذ نريد أن نوفر لهم الفرصة للقدوم لأوروبا بشكل شرعي".
اقرأ أيضاً: ميركل: تركيا التزمت بوقف تدفق اللاجئين إلى أوروبا