كشف تقرير صادر عن لجنة العدالة ومقرها جنيف، حجم الانتهاكات التي يتعرض لها المعتقلون في سجن دمنهور العمومي في منطقة الأبعادية في مصر. ودعا إلى تحسين ظروف احتجاز المعتقلين بمن فيهم المحكومون بالإعدام في قضايا سياسية، إذ يواجه ستة سجناء في الأبعادية عقوبة الإعدام ويحتجزون في ظروف مهينة.
وأجرت اللجنة مقابلات مع أسر ثلاثة من المعتقلين الستة، وهم جميل خميس سعد حنيش، ومحمد يوسف السبع، ومحمد خالد محمود الفيومي. وقالت عائلة أحدهم "نحن لا نعترض على إرادة الله، فقط يرجى التعامل معه كإنسان".
وحسب التقرير الصادر اليوم، فُصل المعتقلون الستة عن بقية المحتجزين في 18 مايو/أيار2017، ونُقلوا إلى زنزانات عقوبة الإعدام في اليوم الذي أرسلت فيه أوراقهم إلى المفتي. وحدث هذا قبل شهرين من تأكيد الحكم في 17 يوليو/تموز2017، وتعرضوا للتعذيب النفسي الشديد الذي يرافق فصلهم عن بقية السجن، ما جعلهم ينتظرون الموت قبل وقت طويل من تنفيذ العقوبة.
ووفقا لعائلة محمد يوسف السبع التي تحدثت إلى لجنة العدالة: "أصبحت حالتهم النفسية في الحضيض، ويشعرون بأنهم يعيشون في قبر".
ووفقا لرواية شهود العيان والأسر الذين تواصلت معهم لجنة العدالة، يحتجز كل ثلاثة معتقلين في زنزانة مساحتها (5.1 × 3) متر مربع لأكثر من 23 ساعة يوميا، بدون مصابيح كهربائية أو ضوء من الخارج.
وقال الشهود "إنهم يشعرون بأشعة الشمس نصف ساعة تقريبا في اليوم عند جلبهم إلى الحمامات. وتزودهم إدارة السجن بأكياس بلاستيكية لقضاء الحاجة فيها خلال 23 ساعة المتبقية من احتجازهم في الزنزانة. ولا تُزال الأكياس إلا في أوقات الخروج من الزنازين".
وحسب التقرير، شكا المحتجزون لأسرهم من الرائحة الكريهة بسبب الأكياس البلاستيكية التي تترك في الزنزانة لساعات، إلى جانب عدم وجود تهوية ناهيك عن ارتفاع درجة الحرارة. وتصل درجة الحرارة في مدينة دمنهور حيث يقع السجن حاليا إلى 42 درجة مئوية في بعض أوقات الصيف. ويأكل المحتجزون الحد الأدنى من الطعام لمنع أنفسهم من استخدام الأكياس البلاستيكية. وأدى هذا إلى جانب قيود إدارة السجن على الأطعمة التي تجلبها أسر المعتقلين، إلى فقدان المحتجزين أوزانهم. وأشار إلى عدم غسل ملابس المعتقلين القذرة بانتظام.
ووفقا لأسرة محمد يوسف السبع، فإنه يحتفظ بزي خاص بالزيارة نظيفا، حتى لا يقابل أسرته بملابس متسخة جراء الظروف القذرة التي يقبع فيها بداخل السجن.
ويؤكد تقرير لجنة العدالة أن الحرارة، والافتقار إلى التهوية، وعدم التعرض لأشعة الشمس، وعدم كفاية تناول الطعام، والظروف غير الصحية في زنزانة محصورة أثرت بالفعل على صحتهم. وهم يعانون من الطفح الجلدي، والحساسية في عيونهم، وآلام في المعدة.
ووفقا لأسرة السبع، كان يتعين في 10 أو 11 يوليو/ تموز الماضي، إرسال ثلاثة محتجزين هم: محمد خالد محمود الفيومي، جميل خميس سعد حنيش، ورضا أحمد الشاعر إلى مستشفى السجن بعد أن شعروا بآلام في الصدر وضيق في التنفس.
واشتكت العائلات من ظروف الزيارة التي لا تزيد عن 15 دقيقة، مشيرة إلى أن الطعام الذي تجلبه العائلة غالبا ما يفسد مع طول الانتظار والحرارة، وإن المحتجزين يحضرون مكبلين خلال الزيارات، كما أن مكان الزيارة قذر. واعتبرت أن ظروف الزيارة تفاقم معاناة المحتجزين وأسرهم. ومنذ 16 أغسطس/آب خُفِّضت زياراتهم إلى زيارة واحدة فقط في الشهر.
وحذرت اللجنة من إبقاء المحتجزين في هذه الظروف "المهينة وغير الصحية التي تنتهك التزام مصر بالقوانين المصرية والدولية".
وأشارت اللجنة إلى أن قواعد الأمم المتحدة النموذجية الدنيا لمعاملة السجناء التي اعتمدتها الجمعية العامة للأمم المتحدة بالإجماع في عام 2015، تنص في المادة 13 على أنه "يجب أن تتوفر منشآت الاستحمام والاغتسال بالدش بحيث يكون في مقدور كل سجين ومفروض عليه أن يستحم أو يغتسل، بدرجة حرارة متكيفة مع الطقس، على ألا يقل ذلك عن مرة في الأسبوع في مناخ معتدل". وفي حين تنص المادة 15 على أنه "يجب أن تفرض على السجناء العناية بنظافتهم الشخصية، ومن أجل ذلك يجب أن يوفر لهم الماء وما تتطلبه الصحة والنظافة من أدوات".