في صيدا، بوابة الجنوب، لم يكن صباح التلاميذ اليوم كما المعتاد، إذ لم يتوجه قسم كبير منهم إلى مدارسهم بل قصدوا ساحة الاعتصام اليومي في مستديرة إيليا، منذ السابعة والنصف صباحاً رافعين الأعلام اللبنانية وهم يهتفون ضد النظام الطائفي. وبعد وقت قصير، ساروا في تظاهرة لحثّ تلاميذ آخرين على مغادرة مدارسهم، والالتحاق بهم، وهو ما حصل إذ التقوا بزملائهم وساروا في تظاهرة بدأت تزداد عند كلّ مفترق متوجهين إلى ساحة الاعتصام مجدداً، وجرى إغلاق مفترقات الطرقات الرئيسية بحضور القوى الأمنية والجيش اللبناني الذي سار لحماية التظاهرة من دون أيّ احتكاك.
في ساحة الاعتصام، اجتمع التلاميذ والمعلمون على وقع النشيد الوطني والأغاني الوطنية، ملوحين بالأعلام اللبنانية ورافعين لافتات تعبّر عن إصرارهم على الثورة في وجه "الفساد الذي ينخر مفاصل الدولة". وألقى أحد التلاميذ المشاركين كلمة قال فيها: "نحن الجيل الطالع وعصب الثورة، إذ شاركنا منذ الأيام الأولى للانتفاضة الشعبية من أجل حقوقنا كتلاميذ خصوصاً وكلبنانيين عموماً، لنطالب بتعزيز التعليم الرسمي ودعم الجامعة اللبنانية وتحييدها عن السياسة والمحسوبية، كما نطالب بخلق فرص عمل وربط الوظيفة بالكفاءة وليس بالحزب أو الطائفة، كما نطالب بحقوقنا الإنسانية وبنظام غير طائفي رافضين المحاصصة، ونطالب بدولة مدنيّة عصريّة يتساوى فيها كلّ الناس على أساس المواطنة".
وأضاف: "كنّا ننتظر من مديري المؤسسات التربوية أن يقوموا بالمبادرة ودعوتنا للنزول إلى الساحات وأن يربوا فينا الروح الوطنية وروح التغيير، لكن للأسف بعضهم منعنا من المشاركة، ولا أحد يحق له أن يستخف بعقولنا فنحن جيل واعٍ ونعلم ماذا نريد، نحن جيل العولمة والإنترنت، وقد سبقنا أصحاب الكراسي بمراحل، نحن أصحاب المبادئ والقرار وهم رهينة شهوتهم وضعفهم". وختم بالقول: "هم قالوا: جربونا، ونحن نقول لهم: جربونا وراهنوا علينا لأنّنا نحن أصحاب الثوابت ونحن صُنّاع التغيير".
ووسط هتافات التلاميذ، اعتلت المنصة تلميذة وجهت رسالة إلى مديري المدارس الذين منعوا تلاميذهم من المشاركة، وخصّت مديرة "مدرسة الراهبات المخلصيات" في عبرا التي انتشر تسجيلها الصوتي المهدد، بأنّ رسالتها وتهديدها كان لهما الأثر الأكبر في ازدياد عدد التلاميذ المشاركين اليوم في الاعتصام. وقد قرر التلاميذ البقاء في ساحة الاعتصام وعدم التوجه إلى أي مكان آخر في المدينة، إذ التحق بهم تلاميذ المدرسة المهنية الرسمية في صيدا ليزداد العدد أكثر.
في بيروت كذلك، تجمع عدد من طلاب "جامعة بيروت العربية" أمام حرم كليتي الهندسة والعلوم الإنسانية، في الطريق الجديدة في وقفة احتجاجية دعماً للحراك الشعبي. ورفع المعتصمون الأعلام اللبنانية واللافتات التي تدعو لتحقيق مطالب الحراك الشعبي، مشددين على رفضهم الالتحاق بالصفوف وإصرارهم على إقفال أبواب الجامعة، التي لم تعلن بعد عن إعادة فتح أبوابها.
Twitter Post
|
Twitter Post
|
وفي جونية، جبل لبنان، إلى الشمال من بيروت، جال التلاميذ المعتصمون على مدارس المدينة، ثم توجهوا إلى قصر العدل، وعمدوا إلى إقفال المدخل مطلقين الهتافات.
وفي بعلبك (شرق لبنان) أقام تلاميذ ثانويات ومدارس قرى الجديدة والفاكهة والزيتون ورأس بعلبك تظاهرة حاشدة دعماً للثورة القائمة منذ 20 يوماً وتجمعات على الطريق الدولية، حاملين الأعلام اللبنانية مطالبين بمجانية التعليم وبدولة مدنية وقوية تقي مواطنيها شر الهجرة للخارج، كما طالبوا الدولة بطمأنة هؤلاء الشباب على مستقبلهم واستعادة المال المنهوب ومحاسبة السارقين.
وفي طرابلس (شمال لبنان) تجمّع عدد من طلاب الجامعات وتلاميذ الثانويات في ساحة عبد الحميد كرامي، رافعين الأعلام اللبنانية وراية الجيش ولافتات تؤكد "الاستمرار في الحراك حتى تحقيق المطالب كافة". وانطلقوا في مسيرة تحت عنوان "نحن وقود الثورة"، حيث جابت شوارع المدينة وأحياءها في ظلّ إجراءات أمنية مشددة نفذتها عناصر الجيش وقوى الأمن الداخلي.
وفي النبطية (جنوب لبنان) نظم عدد من طلاب الجامعة اللبنانية - الدولية، وتلاميذ ثانوية الصباح الرسمية وثانوية السيدة للراهبات الأنطونيات والمدرسة الإنجيلية، مسيرة جابت شوارع المدينة، وصولاً إلى مصرف لبنان، حيث اعتصموا أمام الفرع مطالبين بإقالة حاكم مصرف لبنان رياض سلامة ومحاسبته، واستعادة المال المنهوب وهتفوا شعارات مؤيدة للثورة الشعبية حاملين لافتات كتب عليها "ثورة نحو مستقبل أفضل". وقد استقدمت قوى الأمن الداخلي تعزيزات لحماية المصرف.
Twitter Post
|
Twitter Post
|