تشهد العديد من المؤسسات التربوية الجزائرية منذ أمس الأحد، حالة من الغليان والفوضى، في أعقاب قرارات وزارة التربية بفصل عشرات الأساتذة المضربين عن العمل، ونظم تلاميذ عدد من الولايات الجزائرية مسيرات احتجاجية داخل المتوسطات والثانويات، كما دخل تلاميذ في إضراب عن الدراسة احتجاجا على عزل أساتذتهم.
وخرج صباح اليوم الإثنين، تلاميذ ثانويات بلدة سيدي محمد بن علي الثلاث بغليزان، في مسيرة سلمية احتجاجا على عزل أساتذتهم، جابوا خلالها الشوارع الرئيسية لمطالبة الحكومة ووزارة التربية بإلغاء قرارات عزل طاولت أكثر من أربعة آلاف أستاذ، ورددوا شعارات مناوئة لوزيرة التربية نورية بن غبريط، وطالبوها بالاستقالة.
وشهدت ثانويات بشار وتلمسان (غرب)، وتبسة وسكسكدة (شرق) والبليدة وتيبازة قرب العاصمة الجزائرية، مسيرات مماثلة لتلاميذ عبروا عن تمسكهم بالأساتذة المعزولين، ومطالبة الحكومة بإعادتهم، وأظهرت لقطات فيديو وصور وتغطيات إخبارية محلية، مشاركة عشرات التلاميذ في عدة ولايات بينها العاصمة الجزائر، في المسيرات.
ويخوض الأساتذة إضرابا متواصلا منذ شهر استجابة لدعوة المجلس الوطني المستقل للأساتذة، كبرى النقابات المستقلة، في حين هددت الحكومة المضربين بالفصل، قبل أن تنفذ تهديداتها بالفعل.
وقال تلاميذ في فيديوهات متداولة إن "الأساتذة المستخلفين (البدلاء) تم توظيفهم بطريقة عشوائية، ولا يملكون تجربة في التدريس، وهو ما يؤثر على تحصيل الدروس"، مطالبين بتراجع الوزارة عن قرارها، وشددوا على "تضامنهم مع الأساتذة وحقوقهم الشرعة في المطالبة بتحسين ظروفهم الاجتماعية والمهنية"، مهددين بمواصلة مقاطعة الدروس خلال الأيام المقبلة في حال عدم عودة أساتذتهم.
وبات الخلاف أكثر تعقيدا في قطاع التربية الوطنية، حيث لم تنجح خطوة الوزيرة في تعويض الأساتذة المعزولين بآخرين، وهو ما من شأنه، بحسب متابعين أن "يزج بالقطاع إلى طريق مسدودة، تحتاج إلى قرارات من السلطة العليا في البلاد".
وخلف قرار عزل الأساتذة في العديد من المدارس، استياء وغضبا شديدين في الأوساط التربوية والنقابية، ووصفته العديد من الأصوات في نقابة عمال التربية بأنه "قرار تعسفي وجائر"، وأن القرار "صب الزيت على النار"، خصوصا أن مطالب النقابات بتحسين وضعية مهنة التعليم ستتواصل، والتهديد بسنة بيضاء قد يهدد مستقبل الآلاف من التلاميذ.
وأمس الأحد، أصدر تكتل نقابي يضم 4 نقابات، تنديدا بما اعتبره "تهديد الحريات النقابية، وشيطنة الأساتذة، وفصلهم من مناصبهم بدلا من الاستماع إليهم وحل مشاكلهم".
وردا على الاحتجاجات المتواصلة للتلاميذ ضد قرار عزل الأساتذة المضربين، اتهمت وزيرة التربية اليوم الاثنين، في تصريح صحافي، النقابيين بتحريض التلاميذ للخروج إلى الشارع، وطلبت من الأمن القيام بتحقيق لمعرفة الجهة، وأنه بإمكان الأساتذة المفصولين تقديم طعون ضد قرار عزلهم.