وقال متحدث باسم شرطة مدينة فورت بيرس إنّ "توقيف جوزف شريدر (32 عاماً) تمّ بعد التعرّف على هويته من خلال شريط فيديو سجلته كاميرا المسجد خلال الحادثة".
ويظهر في الشريط شاب يترجّل عن دراجة نارية، ويلقي زجاجة مشتعلة داخل حرم مبنى المركز الإسلامي، ثم يغادر المكان بعد اندلاع النيران في المسجد.
وذكرت وسائل إعلام أميركية أنّ منفذ الهجوم على ملهى المثليين في أورلاندو عمر متين، كان يتردّد على المسجد المستهدف، في إشارة ضمنية إلى أنّ الاعتداء على مسجد فورت بيرس هو رد على اعتداء أورلاندو.
وذكر المتحدث باسم الشرطة، أنّ المتهم بإحراق المسجد، نشر على صفحته على فيسبوك تعليقات ومواد دعائية معادية للمسلمين، وتحرّض الأميركيين على الاعتداء على مساجدهم.
وتزايدت الاعتداءات العنصرية وجرائم الكراهية ضد المسلمين في الولايات المتحدة مؤخراً، بسبب ترويج اليمين الأميركي لخطاب تحريضي يربط بين "المجموعات الإرهابية المتشددة" وبين المسلمين وعقائدهم.
وتعرّضت، قبل أيام، فتاة مسلمة ترتدي الحجاب لاعتداء جسدي من شاب هاجمها في أحد أسواق مدينة نيويورك، وأضرم النار في ثوبها.
وفي نيويورك أيضاً، احتفل متظاهرون من مجموعات اليمين العنصري المتطرف، بوقف العمل في مشروع بناء مسجد في محيط "غراوند زيرو"، وهو موقع برجَي مركز التجارة اللذين تدمّرا بالكامل في هجمات الحادي عشر من أيلول/ سبتمبر 2001.
وفي ضواحي مدينة أتلانتا في ولاية جورجيا، منعت تظاهرة لمليشيات عنصرية مسلحة، وتهديدات نشرت على مواقع إلكترونية، أعضاءَ بلدية "كريس هيل" من الاجتماع للموافقة على بناء مسجد ومقبرة للمسلمين.
وقال زعيم مليشيا عنصرية في تعليقات مصورة نشرها على مواقع التواصل الاجتماعي إنّ "المسجد المنوي الموافقة على بنائه، قد يتحوّل إلى معقل لخلايا داعش"، مهدّداً بعواقب في حال تم بناؤه.
وتصاعدت في الآونة الأخيرة وتيرة حملات التحريض ضد المسلمين على مواقع أميركية وصفحات التواصل الاجتماعي، كما انتشرت دعوات صريحة للاعتداء وتدنيس المساجد وحرقها، ومنع بناء مساجد جديدة على الأراضي الأميركية، واعتبار ازدياد عدد المساجد "يهدد الأمن الاستراتيجي للولايات المتحدة".
وتظهر آخر الإحصاءات أنّ عدد المساجد في الولايات المتحدة ازداد خلال السنوات الخمس الماضية بنسبة 77% حيث يتجاوز عددها حالياً ثلاثة آلاف مسجد.