وغلب على التحركات الاحتجاجية طابع السلمية، وطالب المحتجون بالتنمية وتوفير فرص العمل، ومساندة أهالي محافظة القصرين، التي تشهد حالة من الاحتقان بعد مواجهات بين المحتجين والفرق الأمنية أسفرت عن مقتل عنصر أمن، رغم مساعي السلطات لتهدئة الوضع عبر اتخاذ قرارات مساء أمس.
وخرجت مجموعة من الشباب العاطلين من العمل وممثلي عدد من الأحزاب السياسية ومكونات المجتمع المدني، صباح اليوم الخميس، في مسيرات سلمية للتعبير عن تمسكهم بحقهم في التشغيل والتنمية، ورفض القرارات التي اتخذها المجلس الوزاري، الذي انعقد ليلة البارحة، معتبرين إياها قرارات تسويفية اتخذت لامتصاص غضب الشارع.
اقرأ أيضاً: غليان المناطق المحرومة في تونس: احتجاجات القصرين نموذجاً
في المقابل، شهدت مناطق أخرى تحركات احتجاجية رافقتها أعمال شغب وتخريب، حيث عمد عدد من الشباب إلى إغلاق الطرقات الرئيسية وإشعال الإطارات المطاطية، ما أسفر عن تعطل خدمات عدد من المؤسسات العمومية، إلى جانب منع وسائل النقل العمومي من تأمين نقل الموظفين.
مناطق أخرى من المحافظات الداخلية شهدت بدورها تجمع عدد من العاطلين من العمل، معظمهم من حاملي الشهادات العليا، أمام مقارّ المحافظة للمطالبة بالتشغيل والتنمية.
هذه التطورات، دفعت رئيس الحكومة الحبيب الصيد لقطع مشاركته في مؤتمر دافوس الذي يعقد في سويسرا والعودة إلى البلاد.
وقد أعلنت رئاسة الحكومة التونسية أن الصيد قرّر اختصار زيارته إلى الخارج والعودة إلى أرض الوطن.
ويشارك الصيد في منتدى "دافوس" الاقتصادي في سويسرا، وكان مقررا لهذه الزيارة أن تختتم يوم السبت 23 يناير/ كانون الثاني الجاري، لكن رئيس الحكومة وبعد أن عاد إلى تونس، سيشرف في هذا اليوم على اجتماع استثنائي لمجلس الوزراء، وسيعقد ندوة صحافية.
وشهد أمس تواصل الاحتجاجات بعدد من المناطق، وفي مقدمتها محافظة القصرين، بالرغم من فرض حضر التجول، والقرارات العاجلة التي اتخذتها الحكومة التونسية.
كما عمدت أطراف مجهولة إلى حرق مستودعات وأسواق محلية، وإضرام النار في عجلات مطاطية وسط الطرقات في إحدى الضواحي الغربية في العاصمة تونس.
اقرأ أيضاً: تونس: قرارات حكومية لاستيعاب الاحتجاجات