أعلنت الهيئة العليا المستقلة للانتخابات الرئاسية التونسية، اليوم الثلاثاء، خلال ندوة صحافية عن النتائج الأوّليّة الرسمية للدور الأول للانتخابات، وجاءت النتائج مسجلة فارقاً ضئيلاً بين زعيم حزب "نداء تونس"، الباجي قائد السبسي، والرئيس المنتهية ولايته، المنصف المرزوقي.
فقد سجل السبسي نسبة 39.48 في المئة من الأصوات بـ 1289384 صوتاً، في حين حصل المرزوقي على نسبة 33.43 في المئة بـ 1092418 صوتاً، وقدّر الفارق بين المتنافسين بحوالى مئتي ألف صوت، ما يعكس حدة التنافس بين المرشحَيْن.
وقالت الهيئة إن عدد الناخبين بلغ 3.339.671 من بين أكثر من خمسة ملايين وثلاث مئة ألف صوت، ما يعكس عزوفاً حقيقياً عن المشاركة في الدور الأول حيث قدّرت نسبة المشاركة العامة بـ 62 في المئة.
وجاء ترتيب المتنافسين مفاجئاً حيث احتل مرشح الجبهة الشعبية، حمة الهمامي، المركز الثالث كما أُعلن سابقاً، في حين جاء الهاشمي الحامدي في المركز الرابع (عكس ما أعلنته التوقعات)، ويليه رجل الأعمال سليم الرياحي.
وأكد رئيس الهيئة العليا المستقلة للانتخابات، شفيق صرصار، أن تطابقاً تاماً حصل بين العد اليدوي والعد الآلي ما يعني شفافية مطلقة في عملية احتساب الأصوات وطريقة فرزها.
وقال صرصار إن إمكانية تقديم موعد انتخابات الدور الثاني واردة اذا لم يتقدم مرشحون بطعون قضائية، وبالتالي فقد يُحدّد الموعد في 14 أو 21 ديسمبر/كانون الأول، عوضاً عن 28 من نفس الشهر كما كان مقرراً، وفي حالة وجود طعون قضائية فإن الهيئة ستبقي على الموعد المقرر سابقاً.
وأشادت أغلب منظمات المجتمع المدني التونسي والعديد من هيئات الرقابة الدولية إثر الندوة بنجاح العملية الانتخابية ومطابقتها للمعايير الدولية.
وتشير الأرقام المسجلة، إلى تقارب كبير بين مرشحيّ الدور الثاني، السبسي والمرزوقي، وإلى حملة انتخابية ساخنة جداً، خصوصاً مع ارتفاع أسهم المرزوقي الواضح، الذي جاء معاكساً لأغلب التوقعات واستطلاعات الرأي التي كانت تتحدث عن فارق يتجاوز عشر نقاط على أقل تقدير، وهو ما كذبته النتائج الرسمية المعلنة اليوم.
وانطلقت، بعد الندوة الصحافية لهيئة الانتخابات، حسابات الربح والخسارة ونوايا التحالفات السياسية، فيما ينتظر كثيرون موقف حركة "النهضة" و"الجبهة الشعبية" و"التيار الوطني الحر" وكذلك الهاشمي الحامدي، بغية توضيح المشهد العام للدور الثاني.