"نعم كنت خائفة"، للصحافية غالية شاهين، هو أحد المقالات الثلاثة التي اختيرت عن فئة مقالات الرأي، لتكون مرشحة لنيل الجائزة الأولى، وهو مقال نشر في "العربي الجديد" ضمن مقالات الرأي، ويتناول حالة الرعب الأمني والمخابراتي، التي يعيشها السوري منذ خمسين عامًا، والتي ازدادت وتضاعفت منذ بدء الثورة في سورية.
تضاعف العنف، وباتت الصباحات تبدأ بأسماء معتقلين لم يتحملوا شدة التعذيب فماتوا بتلك العبارة التي لا يستطيع أحد أن يتخيلها "موت تحت التعذيب".
ويكمل المقال اعتراف كاتبته بحقها المشروع بالخوف من الاعتقال والتعذيب، فقط لأنها كانت ناشطة مدنية وإغاثية في محافظة السويداء، ولأن شقيقها الذي كان من نشطاء الرأي في السويداء، قد تم قتله بثلاث رصاصات في صدره، وبقيت صورته الأخيرة وهو مسجى في نعشه تعيد موت غالية كل لحظة.
المقال هو تعبير حقيقي عن حالة معظم النشطاء السوريين المدنيين، الذين أجبرهم الخوف من عنف النظام على مغادرة بلدهم، وعلى خوض تجربة القهر التي تخلّفها حالة اقتلاع الإنسان من بيته وبلده، فهو يتحول لنبتة اقتلعت من جذورها، ولم تستطع أن تحمل معها أية كمية من التراب.
غالية شاهين، وكما جاء في تسجيلها الصوتي الذي أذيع في حفل استلام الجوائز، هي ناشطة مدنية سورية عملت في مجال الإغاثة وحاصلة على شهادتين جامعتين.
اضطرها الخوف للخروج من سورية عام 2013 بعد أن كانت ملامح والدها الخائفة والحنونة هي آخر ما تمسكت به. بدأت غالية شاهين عملها كصحافية منذ عام 2014، حيث بدأت تنشر في جريدة "العربي الجديد" في مجالي الرأي والمنوعات، وبعدها استمرت في الكتابة في "العربي الجديد" بالإضافة إلى كتابتها في جريدة "صدى الشام" التي أصبحت منذ ستة أشهر سكرتيرة لتحريرها.
إلى ذلك، كان من ضمن الثلاثة المرشحين عن فئة مقالات الرأي، الصحافي تامر أبو عرب، من مصر، والصحافي ماهر مسعود من سورية. وفي نهاية الحفل وبعد قراءة المقالات المرشحة والاستماع لتسجيل صوتي لكتابها، أعلنت أسماء الفائزين بالمرتبة الأولى عن كل فئة:
عن فئة مقالات الرأي، ماهر مسعود (مواليد 1977) من سورية، حاز على المرتبة الأولى، وهو كاتب صحافي في عدد من الصحف والمجلات والمواقع، وباحث في المعهد الفرنسي لدراسات الشرق الأدنى في بيروت.
نشر مقاله الفائزة بعنوان "أرض الكلام"، في مجلة "طلعنا عالحرية" السورية في 8 مارس/ آذار 2016، والذي يؤكّد فيه انتهاء زمن الصمت في سورية، بغض النظر عن كل التطوّرات الدامية التي حلّت ببلده، والفشل في تحقيق التحول الديمقراطي.
أما عن فئة التحقيق الاستقصائي، فقد فاز محمد طارق (مواليد 1989)، من مصر، وهو صحافي استقصائي في جريدة "المصري اليوم"، كان قد نشر مقاله بعنوان "شبر وقبضة"، في "المصري اليوم" في 21 فبراير/ شباط 2016، وفيها يصوّر واقع الاكتظاظ وسوء المعاملة في أماكن الاحتجاز والسجون المصرية، ومعاناة الموقوفين وعائلاتهم.
وعن فئة التقرير السمعي البصري، فاز الصحافي مطر إسماعيل (مواليد 1988)، من سورية، وكان قد عمل في المجال الإعلامي منذ آذار 2011 في عدد من المحافظات السورية، وأصبح مراسلاً لقناة "الآن" منذ عام 2013. صوّر تقريراً بعنوان "حب في الحصار"، من إنتاج "بدايات"، والذي بثه كل من موقعي "أنا برس" السوري و"المدن" اللبناني، في 27 ديسمبر/ كانون الأول 2015، والتقرير يصوّر الحياة اليومية لأسرة محاصرة جنوب دمشق.