"في المدرسة الفاطمية، قضيتُ أجمل سنوات عمري. لن أنسى فضلها في تكوين شخصيتي. كان لسنوات دراستي فيها تأثير على حياتي. أنا مدينة لها ولمعلّماتي بكل ما حققته. تبقى حاضرة في ذاكرتي دائماً". هكذا بدأت الوزيرة السابقة والناشطة النسوية ماجدة المصري حديثها عن المدرسة الفاطمية الواقعة في مدينة نابلس في الضفة الغربية.
المصري التي درست في المدرسة الفاطمية من الصف الأول ابتدائي وحتى الصف الأول ثانوي، قابلت سؤالنا حول ذكرياتها في المدرسة بابتسامة، وبدأت الحديث عن صديقاتها ومعلماتها اللواتي كان لهن الأثر الكبير في تكوين شخصيتها.
تقول المصري إن "الفاطمية تعد إحدى أقوى المدارس لناحية الأسلوب التعليمي الذي تعتمده. وكانت المعلمات فيها على درجة عالية من الوعي والثقافة، فاستمدت تلميذات المدرسة ثقافتهن من معلماتهن، بالإضافة إلى أهمية العمل والتضحية من أجل الوطن".
الرشادية
تأسست المدرسة الفاطمية عام 1911 خلال الحكم العثماني لفلسطين. في ذلك الوقت، كانت تحمل اسم المدرسة الرشادية الغربية نسبة إلى السلطان محمد رشاد الخامس، وهي جزء من البلدة القديمة في نابلس، التي تزخر بالآثار العثمانية والرومانية.
في البداية، كانت الفاطمية مدرسة للذكور فقط، قبل أن تصبح للإناث. تميزت بأسلوب تعليمي يختلف عن باقي المدارس في تلك الحقبة. كان المنهاج الذي اعتمدته غير مألوف. درّس فيها عدد من الأساتذة المجددين، أمثال الشيخ إبراهيم الخماش، والشيخ فهمي أفندي الذي كان قاضي قضاة شرق الأردن في إحدى الفترات.
وتقول مديرة المدرسة الحالية إيمان إسماعيل إن اسم المدرسة تحول من الرشادية إلى الفاطمية عام 1920، نسبة إلى فاطمة الزهراء ابنة النبي محمد. وتوضح أن المدرسة عايشت مختلف المراحل التاريخية التي مر بها الشعب الفلسطيني، وحافظت على دورها الريادي والتعليمي. على سبيل المثال، عايشت الحقبة العثمانية والانتداب البريطاني، بالإضافة إلى نكبة عام 1948، وحرب يونيو/حزيران عام 1967، والانتفاضتين الأولى والثانية.
لم تكن المدرسة الفاطمية بمنأى عن بطش الاحتلال الإسرائيلي. خلال اجتياح نابلس عام 2002، تم تدمير الجدار الخارجي للمدرسة جراء قصفها بالدبابات. وكانت التلميذات يواجهن صعوبة في الوصول إليها خلال انتفاضة الأقصى بسبب الحواجز الإسرائيلية بين مدينة نابلس وغيرها من القرى، علماً أنه كان يلتحق بالمدرسة تلميذات من مختلف قرى محافظة نابلس.
درست المصري في الفاطمية خلال المرحلة الناصرية التي واجه فيها الشعب الفلسطيني تحديات كثيرة ساهمت إلى درجة كبيرة في بلورة شخصيتها الاجتماعية والثقافية والسياسية. ما زالت تذكر مديرة المدرسة في ذلك الوقت هدى عبد الهادي، التي كان لها دور كبير في بلورة شخصية التلميذات. تضيف: "كنا نتحدث عن صرامتها. لكنها في الوقت نفسه، كانت حنونة". تلفت إلى أن المدرسة خرّجت العديد من الأدباء والشعراء، منهم الشاعرة الراحلة فدوى طوقان. وكانت كثيراً ما تنظم لقاءات ثقافية وأدبية، ومناظرات شعرية بين التلميذات تحت إشراف المعلمات. كما أن دروس اللغة العربية كانت جيدة جداً.
تاريخ نضالي
تقول المصري إن المدرسة خرّجت جيلاً كاملاً من المناضلين. وكان لها دور بارز في مختلف المراحل التي مر بها الشعب الفلسطيني. ما زالت تذكر صديقتها شادية أبو غزالة، أوّل شهيدة فلسطينية بعد نكسة عام 1967. وتخليداً لذكرى المناضلات، أطلقت اسم أبو غزالة على إحدى قاعاتها.
تجدر الإشارة إلى أن أبو غزالة استشهدت عام 1968 في نابلس، أثناء إعدادها قنبلة متفجرة. كانت قد انتسبت لـ"الجبهة الشعبية لتحرير فلسطين" التي انبثقت عن "حركة القوميين العرب"، وشاركت في العديد من العمليات ضد الاحتلال. ووفقاً لما ترويه المصري، فقد كانت معلمات المدرسة الفاطمية يحرصن على تكريس الروح الوطنية لدى التلميذات، بالإضافة إلى تثقيفهن سياسياً. كانت التلميذات يبدين آرائهن في مختلف القضايا السياسية.
تختم المصري قائلة: "خلال الأزمات والفترات العصيبة والأحداث السياسية الكثيرة كنا ننشد خلال وقوفنا في الطابور الصباحي نشيد عائدون، تمسكاً بثوابتنا وقضيتنا، ولم نتنازل عنها. كنا نعتبره نشيدنا الوطني. هذه ذكرى جميلة لا يمكن أن أنساها، ولها مكانة خاصة في قلبي".
المصري التي درست في المدرسة الفاطمية من الصف الأول ابتدائي وحتى الصف الأول ثانوي، قابلت سؤالنا حول ذكرياتها في المدرسة بابتسامة، وبدأت الحديث عن صديقاتها ومعلماتها اللواتي كان لهن الأثر الكبير في تكوين شخصيتها.
تقول المصري إن "الفاطمية تعد إحدى أقوى المدارس لناحية الأسلوب التعليمي الذي تعتمده. وكانت المعلمات فيها على درجة عالية من الوعي والثقافة، فاستمدت تلميذات المدرسة ثقافتهن من معلماتهن، بالإضافة إلى أهمية العمل والتضحية من أجل الوطن".
الرشادية
تأسست المدرسة الفاطمية عام 1911 خلال الحكم العثماني لفلسطين. في ذلك الوقت، كانت تحمل اسم المدرسة الرشادية الغربية نسبة إلى السلطان محمد رشاد الخامس، وهي جزء من البلدة القديمة في نابلس، التي تزخر بالآثار العثمانية والرومانية.
في البداية، كانت الفاطمية مدرسة للذكور فقط، قبل أن تصبح للإناث. تميزت بأسلوب تعليمي يختلف عن باقي المدارس في تلك الحقبة. كان المنهاج الذي اعتمدته غير مألوف. درّس فيها عدد من الأساتذة المجددين، أمثال الشيخ إبراهيم الخماش، والشيخ فهمي أفندي الذي كان قاضي قضاة شرق الأردن في إحدى الفترات.
وتقول مديرة المدرسة الحالية إيمان إسماعيل إن اسم المدرسة تحول من الرشادية إلى الفاطمية عام 1920، نسبة إلى فاطمة الزهراء ابنة النبي محمد. وتوضح أن المدرسة عايشت مختلف المراحل التاريخية التي مر بها الشعب الفلسطيني، وحافظت على دورها الريادي والتعليمي. على سبيل المثال، عايشت الحقبة العثمانية والانتداب البريطاني، بالإضافة إلى نكبة عام 1948، وحرب يونيو/حزيران عام 1967، والانتفاضتين الأولى والثانية.
لم تكن المدرسة الفاطمية بمنأى عن بطش الاحتلال الإسرائيلي. خلال اجتياح نابلس عام 2002، تم تدمير الجدار الخارجي للمدرسة جراء قصفها بالدبابات. وكانت التلميذات يواجهن صعوبة في الوصول إليها خلال انتفاضة الأقصى بسبب الحواجز الإسرائيلية بين مدينة نابلس وغيرها من القرى، علماً أنه كان يلتحق بالمدرسة تلميذات من مختلف قرى محافظة نابلس.
درست المصري في الفاطمية خلال المرحلة الناصرية التي واجه فيها الشعب الفلسطيني تحديات كثيرة ساهمت إلى درجة كبيرة في بلورة شخصيتها الاجتماعية والثقافية والسياسية. ما زالت تذكر مديرة المدرسة في ذلك الوقت هدى عبد الهادي، التي كان لها دور كبير في بلورة شخصية التلميذات. تضيف: "كنا نتحدث عن صرامتها. لكنها في الوقت نفسه، كانت حنونة". تلفت إلى أن المدرسة خرّجت العديد من الأدباء والشعراء، منهم الشاعرة الراحلة فدوى طوقان. وكانت كثيراً ما تنظم لقاءات ثقافية وأدبية، ومناظرات شعرية بين التلميذات تحت إشراف المعلمات. كما أن دروس اللغة العربية كانت جيدة جداً.
تاريخ نضالي
تقول المصري إن المدرسة خرّجت جيلاً كاملاً من المناضلين. وكان لها دور بارز في مختلف المراحل التي مر بها الشعب الفلسطيني. ما زالت تذكر صديقتها شادية أبو غزالة، أوّل شهيدة فلسطينية بعد نكسة عام 1967. وتخليداً لذكرى المناضلات، أطلقت اسم أبو غزالة على إحدى قاعاتها.
تجدر الإشارة إلى أن أبو غزالة استشهدت عام 1968 في نابلس، أثناء إعدادها قنبلة متفجرة. كانت قد انتسبت لـ"الجبهة الشعبية لتحرير فلسطين" التي انبثقت عن "حركة القوميين العرب"، وشاركت في العديد من العمليات ضد الاحتلال. ووفقاً لما ترويه المصري، فقد كانت معلمات المدرسة الفاطمية يحرصن على تكريس الروح الوطنية لدى التلميذات، بالإضافة إلى تثقيفهن سياسياً. كانت التلميذات يبدين آرائهن في مختلف القضايا السياسية.
تختم المصري قائلة: "خلال الأزمات والفترات العصيبة والأحداث السياسية الكثيرة كنا ننشد خلال وقوفنا في الطابور الصباحي نشيد عائدون، تمسكاً بثوابتنا وقضيتنا، ولم نتنازل عنها. كنا نعتبره نشيدنا الوطني. هذه ذكرى جميلة لا يمكن أن أنساها، ولها مكانة خاصة في قلبي".