حكمت قصّار: لو غنّت الآلة

31 يوليو 2019
ماذا لو كانت الآلة قادرة على الإحساس والغناء؟ (فيسبوك)
+ الخط -
طرح الفنان السوري، حكمت قصار، مشروعاً فنياً بصرياً موسيقياً أخيراً، تحت عنوان "اقتباسات". ووقال قصار في الإصدار الإلكتروني للألبوم إن المشروع بدأ بسلسلة من الأعمال البصرية، ليكتمل بألبوم موسيقي يعبّر عن كيف يمكن أن يكون صوت الآلات إن كانت قادرة على الشعور والتكلم والغناء. ويرافق المقاطع الصوتية فيديو، هو نتاج لجمع الرسومات الأولى بعد تشويهها إلكترونياً.

يضم الألبوم أربعة مقاطع صوتية: "فاصلة"، و"اقتباس أحادي"، و"استفسارات" و"أوراق الشجر ترحل"، وتعتمد كلياً على الموسيقى والأصوات الإلكترونية، وترافقها موسيقى البيانو كخلفية. وفي لقاء خاص لـ"العربي الجديد"، وصف قصار عمله على الألبوم بالذاتي نتيجة لأفكار متعددة راودته عن مفهوم الآلة وأنسنتها، وخصص لكل منها مقطعاً صوتياً.
وقال: "اخترت أن أبدأ بـ"فاصلة" نظراً لتأثير علامات الترقيم في حياتنا، وهو أشبه بحالة الاستيقاظ من الغيبوبة لتبدأ بعد الفراغ، والمقطع الثاني هو "اقتباس أحادي"، وهو وجه واحد لشكل الاقتباس من حالة عاطفية وجدانية، فهو أيضاً تعبير عن وجه واحد لاضطراب ثنائي القطب". وتابع: "المقطع الثالث هو "استفسارات" وفيه الآلة تبدأ بمحاولة الكلام والغناء، فتبدأ من خلال استخدام الأحرف الإنكليزية بطرح الأسئلة عن ماهيتها ووجودها، أسئلة شبيهة بأسئلتنا الإنسانية عن حقيقة الوجود. أما المقطع الرابع "أوراق الشجر ترحل" ناتج عن اقتباسات أُخذت من 22 شخصاً عبّروا عن شعورهم تجاه الرحيل بكلمة".


 
وعلى رغم من أن استخدام الموسيقى الإلكترونية بات شائعاً اليوم، إلا أن ما يميز ألبوم قصار تطويعه لهذا الشكل الموسيقي في خدمة فكرة الألبوم والمفاهيم والأسئلة التي تبناها، ليبدو أنه يبتكر أسلوبه الفني الخاص عندما يستغني عن الصوت البشري ويستعيض عنه بأصوات وذبذبات إلكترونية تغني في المقطعين الثالث والرابع بطريقة ميكانيكية.
يبدو هذا الأسلوب مثيراً للاهتمام، لا سيما في أغنية "استفسارات" التي يتمكن بها قصّار من طرح أسئلة إنسانية ووجودية من خلال الذبذبات الإلكترونية والأحرف المبعثرة التي تبدو مثالاً حياً على قدرة الإنسان على أنسنة كل ما حوله. هذه المفاهيم الغريبة هي ما يميز الألبوم فعلياً، كما يميزه محافظته على ثيمة واحدة، وهو أمر نادراً ما يشغل الفنانين العرب، وحول ذلك أوضح قصّار: "ليس من الضروري أن يكون للألبوم ثيمة معينة، ولكنني أفضّل العمل بهذه الطريقة".
وبالنسبة للأسباب التي دفعت قصّار إلى التوجه نحو هذا الأسلوب والثيمة، فقد قال "لا يمكنني أن أقول سوى أن الألبوم هو تجربة شخصية، والتكنولوجيا والإلكترونيات التي باتت تمثل جزءاً كبيراً من حياتنا اليوم هي ما أثار لدي الفضول لخوض هذه التجربة، وبدأت أتخيل وأطرح الأسئلة: ماذا لو كانت الآلة قادرة على الإحساس والغناء؟ كيف سيبدو ذلك؟ وما الذي ستقوله؟ وكان الناتج هو جزء من تجربة واقتباسات حول تلك الأفكار".
ورغم أن "اقتباسات" هو ألبوم مميز بثيمته وهويته السمعية الفريدة، ولكن قصّار لم يطرحه كألبوم موسيقي، بل طرحه بصيغة مشروع فني بصري موسيقي، وفسّر قصّار السبب: "إن الحياة لا تتكون من أصوات وحسب، بل كل صوت لا بد أن ترافقه صورة ما، ولذلك طرحت الألبوم بهذه الصيغة، وجمعت بالفيديو المرافق الرسومات التي كانت حجر الأساس في صناعة هذا الألبوم، وقمت بتشويشها إلكترونياً عن طريق الكمبيوتر، لتكون الآلة شريكة في صناعة العمل ككل".
دلالات
المساهمون